جاء كشف صحيفة الجارديان البريطانية عن المصدر الحقيقى للتشويش على شبكة قنوات الجزيرة الرياضية فى مباريات مونديال كأس العالم الأخير، بمثابة مفاجأة كبرى فى رحلة إصرار الجزيرة على توجيه الرأى العام العربى والعالمى ضد مصر حكومة وشعبا. حينما أوحت للجميع عبر بيانات ورسائل قصيرة على شاشتها بأن مصر مصدر التشويش على بثها بالنايل سات اعتمادا على أن القمر مصرى.

وردد البعض حينئذ عبر تلميحات الجزيرة أيضا بأن حكومة مصر أرادت أن تنتقم لشعبها بعد فشل المسئولين المصريين فى الوصول إلى اتفاق مرضٍ مع الجزيرة على بث المباريات، وروجت الجزيرة بأن فعلة التشويش مصرية من باب الانتقام، وهو النهج المستفز والمتحفز الذى تنتهجه القناة القطرية فى أى مناسبة لتضع المصريين فى موضع اتهام، مستغلة فى ذلك سياسة إعلامية بعيدة عن أى ميثاق شرف.

جاء تقرير الجارديان ليكشف أن التشويش مصدره الأردن فى شمال العاصمة عمان، لتنفى بذلك تهمة الجزيرة لمصر، وهى تهمة ليست صغيرة، لأنها روجت حينئذ أن مصر تسعى لعملية تخريب للجزيرة.

وسواء أكدت الحكومة الأردنية ما جاء بالتقرير أم لا، وسواء أشار مسئولوها إلى عدم علمهم بهذه العملية إن كانت حقيقية بالفعل، فإن المسئولين المصريين عليهم الانتفاض لكرامتهم بعيدا عن بيانات توضيح الموقف ونفى التهم والشجب والإدانة قليلة الحيلة وضعيفة الحجة، عليهم أن يأخذوا موقفا حقيقيا لرد الاعتبار ولوقف نزيف تشويه السمعة والتقليل من شأن أى إنجاز حقيقى على المستوى السياسى أو الاقتصادى أو الاجتماعى.. وعلى المسئولين ألا يسمحوا لأرباب الجزيرة بمواصلة رحلة «التشويش» و«التسييس الإعلامى».. تلك اللعبة التى ابتدعوها ومنهجوا أداءهم عليها ورسموا خطوطها، وهو ما يتطلب يقظة وسياسة إعلامية مصرية للمعاملة بالمثل دون الوقوع فى الفخ، حتى تكون اللعبة عادلة «fair game».