ربيع الغضب المصرى - محمد موسى - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 11:42 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ربيع الغضب المصرى

نشر فى : الأربعاء 3 أبريل 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 3 أبريل 2013 - 8:00 ص

يستحق الرئيس لقب العقل المدبر لمظاهرات الأمس أمام بوابة وزارة المالية، بلا شريك فى هذا الشرف، وفى هذه المسئولية.

 

الدكتور مرسى هو الذى وعد سائقى التاكسى الأبيض بجدولة وتأجيل الديون والأقساط. وعندما نطقها الرئيس فى حمى السباق الانتخابى لم يسأل مستشارا من حملته عن إمكانية ذلك، وعندما اختاره الله، كما يقول، ليقود مصر، لم يلتفت لما قاله، معتبرا أن الثورة من أفعال العلى القدير، ولا دخل للإنسان فيها.

 

مرسى يعرف أنه هو الذى أرسل السائقين الغاضبين إلى وزارة المالية صباح أمس، بوعوده المضروبة، لكن الرئيس الملهم، وهى درجة تفوق لقب الرئيس المؤمن بكثير، لا يعرف أن شعبه ينتفض ضده 44 مرة كل يوم، كما سجلت إحصائيات الغضب فى شهر مارس، بتقرير المركز التنموى الدولى IDC، الذى صدر أمس الأول تحت عنوان «رصد مؤشر الديمقراطية». وقد بدأ الباحث محمد عادل منذ شهر يناير تسجيل كل وقفة احتجاجية فى مصر، ورصد ملامح الغضب فى الشارع المصرى، ودرجاته، ودلالاته السياسية.

 

مسح التقرير كل مدن وقرى مصر فى شهر مارس، وسجل 1354 احتجاجا، تحصل مصر بها على لقب أعلى دول العالم فى معدلات الاحتجاج الشعبى ضد النظام الحاكم، كما يقول محمد عادل.

 

شاركت فى هذه الاحتجاجات 40 فئة من الشارع المصرى، والمطالب غير الفئوية تتصدر قائمة الغضب، بأكثر من 300 عمل احتجاجى، مقابل 190 احتجاجا للنشطاء، وابحث عن جبهة الإنقاذ فيها لو شئت، ثم تأتى بعد ذلك فئات السائقين والطلاب والموظفين، وغيرهم.

 

خرج المصريون ليطالبوا بتحسين أوضاعهم المعيشية، لكنهم نظموا 73 مظاهرة سياسية تطالب بإسقاط النظام، و25 احتجاجا على أخونة الدولة، و6 دعوات للعصيان المدنى العام، و 3 مظاهرات ترفض زيارة مرسى، و 3 مظاهرات تنادى بتدخل الجيش، «وبذلك يكون الشهر قد شهد 110 حالات احتجاج تطالب برحيل السلطة الحاكمة»، كما يقول الباحث محمد عادل.

 

كل المحافظات تعيش الغضب، لكن القاهرة تتصدر مع الغربية والشرقية، مع تصاعد الغضب فى المحافظات البدوية والصعيد. وعبر الغاضبون عن مطالبهم غالبا بالوقفة الاحتجاجية، لكن قطع الطريق يشكل أكثر من ربع الحالات، بالإضافة إلى محاولات الاقتحام وإضرام النار فى المنشآت وتخريبها، وجديد العنف فى مارس كان «6 محاولات انتحار وحالة لمواطن أغلق فمه بقفل حديدى بعدما مرره عبر شفتيه، وآخر لطم وجهه أثناء إحدى جلسات الشورى»، كما يقول التقرير.

 

على الرئيس الذى يرى نفسه قدرا إلهيا على قلب هذا البلد أن يلتفت لشعبه، بدلا من ملاحقة باسم يوسف ويحيى الفخرانى، ويسأل نفسه عن مواطنيه الذى يحاولون الانتحار، قبله أن يسأله الله، وهو الرجل التقى، عنهم، وعن بغلة عثرت فى برارى كفر الشيخ. الرئيس الملهم يعرف أن الصيف الأصعب فى تاريخ مصر الحديث يبدأ الآن، وقريبا سيعرف الرئيس أن الله يقدر ويخلق كل شىء، لكن البشر، الشعب يعنى، هو الذى يصنع الثورة بأمره تعالى.

محمد موسى  صحفي مصري