2015 .. عام الإبداع النسائى - كمال رمزي - بوابة الشروق
الأحد 19 مايو 2024 3:52 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

2015 .. عام الإبداع النسائى

نشر فى : الأربعاء 6 يناير 2016 - 9:15 ص | آخر تحديث : الأربعاء 6 يناير 2016 - 9:15 ص

بالضرورة، تأتى هذه السنة امتدادا للعام الماضى، ولأن «٢٠١٥» حمل فى طياته أشعة أمل، وأحسب، وأتمنى، وأتوقع، زيادة بهائها ورقعتها خلال «٢٠١٦»، خاصة فى مجال الإبداع، حيث أغدقت علينا المرأة المصرية، فورا، لا يمكن تجاهله.

من بين عشرات المسلسلات المصرية، تميزت سبعة أعمال تستحق الإشادة، لكن «تحت السيطرة» ينفرد بمكانة رفيعة، لا يزاحمه فيه عمل آخر. صحيح، عناصره جميعا، تتوافر فيها جودة الاتقان، وكلها يرجع فى الأساس إلى السيناريو، نافذ البصيرة، المتفهم للواقع، ولنماذجه البشرية، الذى كتبته الموهوبة، مريم ناعوم.. تثبت به، من جديد أن السيناريو المتميز، يرتفع بمستوى الجميع.. من قبل، فى العام «٢٠١٣» كتبت «ذات»، نتابع فيه، خلل بطلتها، تطورات الحياة السياسية والاجتماعية، طوال ما يزيد على نصف القرن. فى العام التالى، حققت المخرجة، كاملة أبوذكرى، نجاحا يوازى «ذات»، بفضل سيناريو «سجن النساء»، لنفس الكاتبة، مريم ناعوم. ثم يأتى المخرج تامر محسن، ليحقق مستوى رفيعا فى «تحت السيطرة»، ببطولة الأستاذة نيللى كريم، القاسم المشترك فى المسلسلات الثلاثة.

نيللى كريم على الشاشة الفضية أقل شأنا مما هى عليه على الشاشة الصغيرة، ليس لأن مستوى المسلسلات أفضل من مستوى الأفلام وحسب، بل لأن الشخصيات التى قدمتها فى السينما، تكاد تخلو من عبق إبداع مريم ناعوم. جدير بالذكر، أن كريم لمعت فى فيلم «واحد صفر» ٢٠٠٩، الذى كتبته ناعوم، وأخرجته كاملة أبوذكرى.

اهتمامات مريم ناعوم، تمتد من بطلاتها إلى شخصياتها الثانوية، تدرس وتجسد، تفاصيل تكويناتهم النفسية، ميولهم الفكرية والأخلاقية، طريقة سلوكهم وقاموسهم اللغوى، وربما أستطيع القول، أنى لم أشاهد، انتصار، متألقة، كما شاهدتها فى «ذات»، خاصة حين تقدم بها العمر وغدت محنية الظهر قليلا، كليلة النظر، عصبية المزاج، صريحة اللسان. وقد تتذكر ـ معى ـ طابور الثانويات، اللاتى طالت قامتهن فى «سجن النساء»، فى دور فتاة الليل المريضة. ثم فى «تحت السيطرة»، تأتى المفاجأة السارة، بحضور قوى، ذهب لموهوبة تسطع على الشاشة لأول مرة، اسمها «جميلة عوض».

فى «٢٠١٥»، قد نتفق أو نختلف حول أولوية الأداء التمثيلى ـ رجال ـ بين محمود حميدة، أحمد الفيشاوى، آسر ياسين، نور الشرف.. لكنهم جميعا، لم يحققوا ذلك المستوى الرفيع الذى بدا حكرا على النساء، نجلاء بدر فى «قدرات غير عادية»، اسمها «حياة»، وهى فعلا مثل الحياة جميلة وغامضة. مبهجة وقاتمة، سعيدة وتعيسة. إلى جانب ذات الوجه المصرى تماما «أيتن عامر» فى مسلسل «بين السرايات» لسامح عبدالعزيز، ومنة شلبى، بمشاعرها الحادة المتضاربة فى «حارة اليهود» لمحمد جمال العدل، لا يمكن إغفال اسم «سلوى خطاب»، المعلمة، قوية الشكيمة فى «سجن النساء» ٢٠١٤، ثم ذلك الغموض المغلف بالأحاجى والأسرار، فى «العهد» لخالد مرعى ٢٠١٥. فضلا عن أدائها الأثير الشفاف، فى فيلم بديع، شديد الخصوصية، لم أخذ حظه جماهيريا ونقديا، عنوانه «باب الوداع» لكريم حنفى.

المطربة شيرين عبدالوهاب تفاجئنا، بعلو كعبها فى عالم التمثيل، ببطولتها لمسلسل «طريقى» لمحمد شاكر خضير، حيث تلك البساطة النابعة من التمكن، فى التعبير الصادق، المقنع، المختزل، عن لحظات الفشل والهزيمة، ولحظات النجاح والانتصار.

بمناسبة الطرب، يليق بنا الاعتراف بأن «أنغام»، هى المغنية رقم واحد، فى «٢٠١٥»، سواء على مستوى البنين أو البنات، ليس فقط لحلاوة صوتها، لكن لطريقة الأداء «الروحانى» ـ إن صح التعبير ـ ذلك الأداء المتكامل بملامح وجهها، حيث يزيدنا إحساسا بمعانى الكلمات.

قصبة السبق تأليفا وتمثيلا وغناء، عام «٢٠١٥»، عن جدار، تذهب للموهوبات المصريات.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات