تغير المناخ ليس «فزاعة»! - مواقع عربية - بوابة الشروق
الجمعة 10 مايو 2024 7:57 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تغير المناخ ليس «فزاعة»!

نشر فى : الإثنين 6 يونيو 2022 - 8:25 م | آخر تحديث : الإثنين 6 يونيو 2022 - 8:25 م
نشر موقع درج مقالا بتاريخ 3 يونيو للكاتب خالد سليمان تناول فيه الفهم الخاطئ الذى تقدمه وسائل الإعلام عن المشكلات البيئية وتغير المناخ، والذى من شأنه أن يرعب البشر من المستقبل، وكيف تبتعد وسائل الإعلام عن تناول المشكلة بشكل عقلانى يساعد على مواجهة الأزمة والحد من أضرارها... نعرض منه ما يلى.
تكتفى وسائل إعلام عربية كثيرة بعرض النقاط الأكثر إثارة للتخويف بخصوص تغير المناخ وآثاره على حياة الناس. وهى بذلك، دون وضع الجانب النفسى للجمهور العام فى الحسبان، تقدم صورة سوداوية لمستقبل البلدان العربية. ويتم فى الغالب اختصار مضامين تقارير علمية، مخابراتية أحيانا، لتُقدم للمتلقى كوجبة سريعة وثقيلة على كاهله ما قد يحرمه النوم أحيانا. تعامل الإعلام مع الأوضاع البيئية فى العراق، هو المثال الأوضح فى هذا السياق، إذ يكرر الصحفيون معلومات تشير إلى أن الأيام الغبارية تصل إلى 300 يوم فى العام فى مستقبل قريب؛ أى أننا لا نتنفس سوى الغبار!
مثل هذه الأخبار تجعل الناس كئيبين وتدفعهم للهروب والبحث عن ملاذات أخرى، ما يؤدى إلى حدوث هجرات بيئية جماعية، ذاك أن بلدهم لم يعد صالحا للحياة بحسب الصورة التى يقدمها الإعلام، فى الوقت الذى تحتوى كل دراسة علمية بشأن المناخ على رسائل واضحة للمجتمعات بغية مواجهة التحديات البيئية وسبل مكافحتها والتقليل من حجم أضرارها على حياتنا وحياة أجيالنا اللاحقة. وهناك بطبيعة الحال، تباين واضح بخصوص المتغيرات المناخية التى لا تحتل إلى اليوم مساحة تليق بحجم المشكلات البيئية وآثار تغير المناخ فى السجالات العامة. فى الغالب يتم إلقاء اللوم على تغير المناخ حيال متغيرات هى فى الأساس بيئية وناتجة عن النشاط البشرى والاستخدام المفرط للموارد الطبيعية، أى أنها قابلة للإصلاح. من هنا يظهر القُصر الإعلامى والفهم الخاطئ للقضايا المتعلقة بالبيئة وتغير المناخ.
فهم القيمة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للخدمات التى يقدمها النظام البيئى والإبلاغ عنها، أمر بالغ الأهمية للمجتمعات، وذلك من أجل تعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية وحفظها والاستعادة الأفضل لها. كما أن الفهم الواضح للمتغيرات المناخية تساعد على ابتكار آليات جديدة فى استخدام واستثمار مستدام لخدمات النظم البيئية ذاتها. وهى خدمات تتجسد فى منافع تقدمها الطبيعة للمجتمعات مثل توفير المياه وتنقيتها، السيطرة على الفيضانات والعواصف، تخزين الكربون وتنظيم المناخ، توفير الغذاء والمواد، المعرفة العلمية والترفيه والسياحة. تاليا، يقتضى الأمر التركيز على أهمية استعادة النظم الأيكولوجية والأضرار القابلة للإصلاح وليس تقديم صورة سوداوية تؤرق المجتمعات وتدفعها للهروب.
قصارى الكلام، يقتضى التدهور البيئى الحاصل فى البلدان العربية التركيز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة المرتبطة بجودة المياه وإمداداتها، الأمن الغذائى والمائى، التكيف مع تغير المناخ، إمدادات الطاقة، الحياة الصحية، التنوع الأحيائى والاستخدام المستدام للنظم الأيكولوجية، المستوطنات البشرية المستدامة، القضاء على الفقر، الابتكار، وتطوير البنية التحتية المناسبة. لا يمكن جعل تغير المناخ «فزاعة» لتخويف الناس، بل يجب تقديم صورة عقلانية عنه إلى سبل مواجهته وتقليل أضراره، وذلك عبر حلول نابعة من الطبيعة ذاتها، ناهيك عن الابتكارات التكنولوجية. ويتطلب ذلك مشاركة السكان المحليين، الهيئات الأكاديمية والعلمية، المجتمع المدنى من أجل إجبار الحكومات على وضع المشكلات البيئية فى الأولويات السياسية والاقتصادية والزراعية.

النص الأصلى

التعليقات