ليس فيهم إعلامى واحد - محمد موسى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 4:08 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ليس فيهم إعلامى واحد

نشر فى : الأربعاء 7 مايو 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 7 مايو 2014 - 8:00 ص

«لاتزال المعلومات حول لقاء الإعلاميين بالمشير السيسى تظهر تباعا، بسبب الأسلوب الذى تم اتباعه فى تنظيم اللقاء، والذى جعل الحصول على المعلومات مرتبطا بما يصرح به كل إعلامى شارك بالحضور».

هكذا بدأ تقرير الزميلة روزاليوسف فى متابعتها للحدث الذى أثار فضول الرأى العام، خاصة أبناء المهنة، بأكثر من سؤال، واعتراض.

«الأسلوب الذى تم اتباعه» كان غامضا لدرجة أن المتابعين ضربوا أخماسا فى أسداس، وهم يحاولون فك اللغز: من الذين اختارهم السيسى ليخاطب الشعب من خلالهم، وما هى معايير الاختيار؟.

يجيب التقرير بأن حملة السيسى طلبت من كل قناة ترشيح اثنين «لرفع الحرج»، وتجاهلت قناتى التحرير والفراعين، «وهو ما يفسر غضب عكاشة من السيسى فى حلقة السبت».

كان اللقاء مناسبة للإعلان عن وجود عبداللطيف المناوى، رئيس قطاع الأخبار فى سنوات مبارك الأخيرة، ضمن حملة السيسى، متطوعا على حد تصريحه. هكذا يقول التقرير مضيفا أن الجميع تقريبا طلبوا مقابلات مع السيسى، لكن المذيعات نائلة عمارة ورولا خرسا وأمانى الخياط طالبن السيسى «بأن تقوم الدولة بدور مباشر فى تحديد قائمة الخطوط الحمراء للإعلام، حتى لا تستمر الفوضى الإعلامية»، على حد قولهن.

وحسب الزميل الصحفى محمد فتحى، خرجت رولا خرسا أيضا لتطالب السيسى بعدم «تدليل المنتسبين لثورة 25 يناير، واعتبار 30 يونيو هى الثورة الحقيقية»، لكن السيسى لم يوافق.

ليس ممن حضر اللقاء إعلامى واحد، فهم مذيعون محترفون أو هواة. بعضهم صحفيون، كل على قدر اجتهاده. بينهم مؤسسون ومنتفعون من نظام مبارك، ومخططون لحملات إعلامية كانت تمهد للتوريث، وحملات إعلانية انتخابية مدفوعة، كانت تقنع المواطن بالولاية الخامسة والسادسة لمبارك. بعضهم أصول ثابتة لكل نظام يعبر المحروسة، داهسا على أهلها وخيراتها.

لم يكن اللقاء «دليلا على التفاف الإعلاميين حول السيسى» كما يراه حزب التجمع على لسان أمينه مجدى شرابية. فالإعلامى لا يطالب رئيسا محتملا بأن يضع له الخطوط الحمراء، ولا يهاجم ثوار يناير، لأنهم أقلقوا أحلامه فى التمكين أيام مبارك الأخيرة.

الحقيقة التى يجب أن نصرخ بها فى وجوه من يمثلون الإعلام فى هذه المحافل، هى ما قاله السيسى فى الدقائق الأولى للقاء، «ما فيش استراتيجية إعلامية، ولا سياسة إعلامية، الكلام دا بقى له يمكن سنة أو اتنين أو تلاتة».

وإذا كان السامعون لهذه العبارات هم زبدة الإعلام ونجومه، فإلى من نشكو حالنا، وهوان مهنتنا على الناس، وهم من أفسدوها؟. «لو استمر الواقع الإعلامى على كدا، حيبقى فيه تأثير مش كويس». هكذا واصل السيسى حديثه لصفوة الإعلاميين فى بلدنا، على طريقة أبو فراس الحمدانى، «إليك أشكو منك يا ظالمى».

وإذا كانت حملة السيسى تنتظر أن يخرج هؤلاء ليبشروا بالرجل، فقد أخطأت مرتين، لأن الجمهور انصرف عن هذه الوجوه منذ زمن، ولأنهم من الأساس غير قادرين على أداء «مهمة» يظن الناس الطيبون أنهم «قدها».

رأى الكثيرون أن اختيار هؤلاء كان غير موفق، وتساءل سليمان جودة عن استبعاد آخرين، وقال المتحدث باسم حملة حمدين إن اللقاء يعيد إلى الذهن «اللقاءات التى تم إخراجها لمبارك فى انتخابات 2005 بقيادة عماد أديب».

كل هذا صحيح، فلسنا بعيدين عن 2005، ولا عن عماد أديب. فى مصر فقط ترفض نتيجة الحائط أن تتحرك.

محمد موسى  صحفي مصري