المنطق الغائب - سامح فوزي - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 4:46 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المنطق الغائب

نشر فى : الثلاثاء 7 سبتمبر 2021 - 8:50 م | آخر تحديث : الثلاثاء 7 سبتمبر 2021 - 8:50 م
لست خبيرا او محللا او ناقدا او معلقا فى الرياضة، فهو مجال له المحترفون فيه، وأحد شيوخهم هو الاستاذ حسن المستكاوى، لكنى استغربت كثيرا من حالة الغضب على الفضاء الالكترونى، والفضائيات والصحافة من أداء المدير الفنى للمنتخب حسام البدرى، والذى اسفر عن اقالته، بعد الأداء الهزيل للمنتخب القومى لكرة القدم أمام فريق أنجولا فى مباراتى الذهاب والعودة. الغاضبون لهم كل الحق، ولكن مبعث الاستغراب هو استمرار ما نسميه ثقافة اللحظة، والهوجة، والتعامل الانفعالى مع الظواهر، والتى عادة ما تنتهى بتهدئة خواطر الناس بابعاد سبب الازعاج او الغضب. انا لا اعرف فى البداية على أى اساس اختير حسام البدرى، وما معايير تقييم ادائه، وهل إقالته بسبب مباراة أنجولا ام هناك اعتبارات اخرى؟
ودعونا نفترض العكس. اذا لعب المنتخب القومى ــ جدلا ــ مباراتين متميزتين، هز فيهما شباك أنجولا ذهابا وعودة بالأهداف، هل كانت نظرتنا لمدرب الفريق حسام البدرى ستختلف، ام سوف تعترينا مشاعر الغضب؟ هل كنا سنطالب باقالته ام نحتفى به، وندعو لتكريمه؟
اعتقد ان المنتخب القومى يحتاج إلى مدرب مختلف، توضع أمامه الامكانيات، ويدفع الفريق للأمام. نحن نعانى منذ فترة مع كرة القدم، وهناك شعور بالاحباط لدى المشجع المصرى، الذى لا يجد فريقه يلعب كرة متطورة، ينافس بها، حتى لو هزم بالمناسبة، بل يرتطم بالامرين معا تراجع الأداء وسوء النتائج. وقد لمست بنفسى موضوعية دفينة عند المشجع المصرى الذى أظهر فى مناسبات سابقة شعورا بالتضامن والاحتفاء بفرق رياضية لم تحقق الفوز لكنها نافست بمهنية وأداء متميز. وهناك فى دورة الألعاب الأوليمبية الأخيرة فى طوكيو العديد من الأمثلة على ذلك.
اخشى ان يستبد بنا الانفعال، ونجد أنفسنا نجتر نفس الحديث بعد فترة. لأننا سبق أن كنا فى نفس المربع فى مناسبات سابقة، واتخذنا إجراءات للتهدئة، وغلب علينا الانفعال.
بالطبع كرة القدم لعبة انفعالات، ومشاعر الجماهير دائما ملتهبة، وامزجتها متغيرة، ولكن هذا لا يمنع من الهدوء فى التفكير، ووضع معايير واضحة لاختيار جهاز فنى مختلف، ومدرب له مواصفات معينة حتى يخرج الأمر من نطاق الانفعال والغضب إلى مجال التفكير المنظم، والنظرة العقلانية.
هذا رأى شخص مهتم بالتنمية والسياسات العامة، يرى التخطيط، وتعبئة الموارد، وتحديد الاهداف، وتقييم تحقيقها ضرورة وغاية، واتصور ان الفرق الرياضية الكبرى تفعل ذلك، ونحن نحتاج إلى هذه الثقافة فى الرياضة وغيرها بالمناسبة.
سامح فوزي  كاتب وناشط مدني
التعليقات