لو فعلها البرادعى! - وائل قنديل - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 1:04 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لو فعلها البرادعى!

نشر فى : الخميس 8 أبريل 2010 - 10:01 ص | آخر تحديث : الخميس 8 أبريل 2010 - 10:01 ص

 ماذا لو كان الدكتور محمد البرادعى قد اتخذ قرارا بالنزول إلى ميدان التحرير ومشاركة شباب 6 أبريل وقفتهم ومسيرتهم المطالبة بتعديل الدستور؟

أزعم لو أن الرجل فعلها لكانت الأمور قد سارت على نحو مغاير تماما لما حدث أمس الأول فى شوارع وسط القاهرة والإسكندرية، بدلا من مهرجانات السحل والإهانة التى أقامتها قوات الأمن بشكل مؤسف ومخجل أمام العالم كله.

وتخيل معى لو كان البرادعى حاضرا ومشاركا، بدلا من الاكتفاء بإلقاء نظرة على المشهد من عل.........، أغلب الظن أن الأحداث كانت ستمضى فى أحد مسارين لا ثالث لهما، الأول أن تلتزم قوات الأمن حدا أدنى من التعامل الإنسانى المتحضر، ما كان سيعفيها ويعفينا من هذا السيناريو البائس الذى أهينت فيه كرامة المواطن المصرى وانتهكت فيه آدمية النساء.

وإذا كان معظم الذين تحمسوا للبرادعى كفكرة ومشروع للتغيير قد بنوا حماسهم على أنه شخصية عالمية تتمتع بثقل دولى، وهو ما يجعله مظلة آمنة ورائعة لأشواق التغيير، فإن هذه المظلة غابت أو غيبت عند أول محك، ومن هنا وجد الشباب والشابات الحالمون بالتغيير أنفسهم عرايا وعزل أمام عصا الأمن الغليظة، فكان ما كان من اعتقالات عشوائية واعتداءات جسدية ومعنوية شديدة الوطء على الجميع.

أما المسار الآخر الذى كان يمكن أن تجرى فيه الأحداث، فهو أن يفقد الأمن عقله تماما ويتعامل مع حامل نوبل وقلادة النيل العظمى على أنه واحد من القلة المخربة التى تريد هز استقرار الوطن، وبالتالى ينال حصته من مقررات الإهانة والهمجية، وهنا ــ لو حدث ذلك ــ كانت المعادلة ستتغير جذريا ونكون بصدد تدشين البرادعى كزعامة شعبية حقيقية، بحيث يتنقل من قائد افتراضى أو مجرد منظر لمشروع التغيير فى مصر إلى قيادة واقعية تشتبك مع الحياة وتكتوى بما يعانى منه الجمهور، ووقتها كانت مساحة التأييد والاحتشاد خلف البرادعى ستقاس بالأفدنة والهكتارات بدلا من انحصارها فى شريط نخبوى ضيق يقاس بالسنتيمتر.

باختصار كانت فرصة هائلة لنزول مشروع التغيير من الفضاء الإلكترونى إلى أرض الواقع، ولو تم استغلالها لكان من الممكن أن نبدأ العد إلى أسفل لتحقق حلم تعديل الدستور وتغيير خارطة الحياة السياسية فى مصر.

وهذا ما طرحته فى هذا المكان قبل يومين متسائلا عن وقائع غياب البرادعى، لكن يبدو أن البعض يريد أن يتعامل مع البرادعى على طريقة «لا يسأل عما يفعل» أو يعتبر أن مجرد طرح الأسئلة عليه يخرج صاحبها من زمرة الوطنيين ويدخله مباشرة فى قائمة الطبالين والزمارين فى وسائل الإعلام الحكومية.. ما هذا الابتزاز؟

وائل قنديل كاتب صحفي