الأمل الـمُرَاوِغ - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 1:47 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأمل الـمُرَاوِغ

نشر فى : الإثنين 8 يوليه 2013 - 9:25 ص | آخر تحديث : الإثنين 8 يوليه 2013 - 9:25 ص

كان من بين أهم الأسباب التى دعت الكثير من المواطنين لانتخاب الدكتور محمد مرسى فى جولة الإعادة، بل وتمنى فوزه والدعوة له، هو استقرار الأوضاع وتحقيق الأمان وعودة الأمن للشارع مجددا، خاصة أن تلميحات الإخوان المسلمين كانت واضحة، بشأن إحراق الأرض ومن عليها فى حالة فوز الدكتور أحمد شفيق، بل نشرت بعض الصحف وقتها عن حوادث انفجار قنابل كانت معدة للاستخدام فى حالة عدم فوز مرشح الإخوان، ومن بين تلك الحوادث حادثة شهيرة فى مدينة بنها، انفجرت القنبلة فى أيدى صانعيها، كما قالوا وقتها.

 

وربما كان الخذلان الأول الذى منحه مرسى لناخبيه، عدم عودة الأمن، بل عدم انشغاله بهذا الملف من الأساس، بل وفى ذكرى السادس من أكتوبر احتفل بطريقة ترهب الجميع، لا تطمئنهم، حتى أبسط أنواع الأمن والعمل الشرطى، لم يحققها، سواء فى انتظام حركة مرور السيارات، أو الحفاظ عليها من السرقة، واستمرت حالات السرقة بالإكراه المعروفة بين المواطنين بالتثبيت، ثم استمرت وتيرة عدم الأمان فى التصاعد، حتى تحولت فى الأمتار الأخيرة من عُمر النظام إلى تهديد صريح ووعيد قاس، وبث الرعب والفزع فى نفوس الجميع.

 

عاش المصريون فى ظل حكم مرسى، على هذا الأمل الذى راوغهم طويلا دون أن يعلن عن نفسه ولو لحظة واحدة، ولا أكون مبالغا لو قلت إن كثيرين ممن شاركوا فى تظاهرات ٣٠ يونيو، ومن الذين وقعوا على استمارات «تمرد»، كان دافعهم فى ذلك البحث عن نظام يحقق لهم الأمن والأمان، وربما هذا يفسر الرغبة الجارفة فى الاحتفاء بالجيش والمطالبة بعودته، باعتباره القوة القادرة على ذلك، فهؤلاء لم ينشغلوا لحظة بفكرة «حكم العسكر»، أو تقويض حالة ديمقراطية، إنما يرغبون حقيقة فى تحقيق الأمن، وقد خارت قواهم تماما فى مواجهة هذا الانفلات، لذا كانت صيحات هذا القطاع من الجماهير قوية وحادة بحجم رغبتهم فى العودة لإحساسهم بالأمان الذى اعتادوا عليه.

 

لذا لن تسمح الجماهير مجددا، بالسماح لأمل عودة الأمن أن يراوغهم، ويجب على الإدارة الجديدة التى سيختارها المستشار عدلى منصور الرئيس المؤقت للبلاد، أن تعى جيدا هذا الطلب، وتضعه كأولوية أولى، وبمشاركة واضحة من القوات المسلحة، وهذا وحده كفيل برفع الحالة المعنوية لقطاع كبير من الجماهير يصير بعدها جاهزا لمشاركة الإدارة فى تحقيق أية إنجازات أُخرى.

 

وأول ما يجب أن تعلمه الإدارة الجديدة، أن ما تشهده شوارع مصر الآن ليست مظاهرات سلمية بأى حال من الأحوال، بل هى نوع من الاقتتال الداخلى، لا يجوز أبدا لأجهزة الأمن، الوقوف على الحياد تجاهه، بل عليها أن تتصرف (مع جميع الأطراف) وفقا لمقتضيات وظيفتها، وحقن الدماء التى تسيل صباح ومساء كل يوم فى أربعة أنحاء مصر، وبصراحة لا يجوز مطلقا وصف ما يحدث بأنها تظاهرات سلمية وان الدولة تحمى المتظاهرين السلميين، فهذا خداع للجميع، ويا سيدى الرئيس تصرف وحقق الأمل الأول للجماهير، فهكذا تبدأ بالسير فى الاتجاه الصحيح.

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات