١٠ حقائق لابد من معرفتها عن عدوانية إسرائيل - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024 1:29 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

١٠ حقائق لابد من معرفتها عن عدوانية إسرائيل

نشر فى : الأحد 8 سبتمبر 2024 - 6:05 م | آخر تحديث : الأحد 8 سبتمبر 2024 - 6:05 م

ما لم تحدث معجزة أو تغيير دراماتيكى فيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلى الوحشى على قطاع غزة، والضفة وجنوب لبنان فمن المهم التوقف عند مجموعة من الملاحظات التى يمكن وصفها بالوقائع على الأرض. ومن المهم أيضا أن يدرك الفلسطينيون والعرب هذه الوقائع، حتى لا نتعرض للخديعة مثلما حدث فى حقب سابقة.

أول هذه الحقائق أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو المتطرفة مستمرة فى العدوان بصورة كاملة. وغير مكترثة بأية قوة أو دولة أو قانون أو أخلاق. هى تعتقد أن هناك فرصة مواتية جدا وربما غير مسبوقة، وقد لا تتكرر قريبا، للإجهاز على القضية الفلسطينية بحيث لا تكون هناك أى دولة فلسطينية بين البحر المتوسط ونهر الأردن.

الحقيقة الثانية أنه ليس صحيحا أن هذه الحكومة المتطرفة لا تمثل الشعب الإسرائيلى. هى حكومة منتخبة ولها أغلبية ٦٤ معقدا من بين ١٢٠ مقعدا فى الكنيست «البرلمان»، علما أن بعض الحكومات السابقة كانت تحكم بأغلبية ٦١ مقعدا فقط.

الحقيقة الثالثة أن هناك معارضة فعلية داخل المجتمع الإسرائيلى لحكومة نتنياهو من قوى سياسية متعددة، وهناك مظاهرات مستمرة ضدها، لكن كل هذه التحركات لم تنجح حتى الآن فى إسقاط هذه الحكومة. ومن المهم ألا يراهن العرب كثيرا على هذه الفرضية، وتلك قضية مهمة سأحاول العودة إليها لاحقا، بل إن عددا كبيرا من قيادات الجيش الإسرائيلى بما فيهم وزير الدفاع يواف جالانت يعارضون طريقة نتنياهو فى الحرب، لكن كل ذلك لم يغير من الأمر شيئا لأن الحكومة المنتخبة هناك هى التى تحكم عمل الجيش.

الحقيقة الرابعة أن حكومة نتنياهو اتخذت قرارا استراتيجيا بألا يكون استرداد الأسرى الذين أسرتهم حركة حماس وبقية فصائل المقاومة على حساب أى تنازلات ذات جدوى مطبقة على أرض الواقع «مبدأ هانيبال» الذى يتضمن ألا يكون تحرير أسرى إسرائيليين على حساب الأمن القومى الإسرائيلى، وبالتالى فإن الرهان فقط على ضغط أسر الأسرى لم يثبت جدواه حتى الآن.

الحقيقة الخامسة أن الاعتقاد بأن أمريكا وسيط ونزيه هو أمر خاطئ وساذج وخطير، ويورد كل من يصدقه موارد التهلكة. وبدون افتراء فإن السلوك الأمريكى الراهن يقول بوضوح تام إن أمريكا شريك أصيل فى العدوان، إن لم تكن الفاعل الأصلى، ولولا الدعم الأمريكى المستمر لإسرائيل منذ عام ١٩٤٨ وخصوصا منذ بداية العدوان فى ٧ أكتوبر الماضى، ما استمرت إسرائيل فى الوجود. أمريكا هى التى فتحت الخزائن المالية والمخازن العسكرية لكل ما تريده إسرائيل، كما أنها هى التى حمتها دوليا باستخدام سلاح الفيتو فى مجلس الأمن لمنع وقف إطلاق النار، بل تولت حمايتها بتوفير منصات الدفاع الجوى، وكذلك من محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية. وهذه الحقيقة لا تتعارض مع بعض البيانات الأمريكية المنتقدة أحيانا بخجل شديد للعدوان الإسرائيلى.

الحقيقة السادسة أن فصائل المقاومة الفلسطينية صمدت بشكل لم يتوقعه الكثيرون، وسطرت بطولات كثيرة، لكن من الناحية الأخرى ورغم أن إسرائيل لم تحقق ما أعلنته من أهداف فى بداية العدوان، فإنها دمرت قطاع غزة تقريبا وقتلت أكثر من ٤٠ ألفا وأصابت نحو مائة ألف وحولت ٩٠٪ من السكان إلى نازحين والأخطر أنها حولت القطاع إلى مكان غير صالح للحياة لفترة طويلة.

الحقيقة السابعة أن إسرائيل بدأت تستدير نحو الضفة الغربية لتكرار سيناريو غزة هناك، باعتبار أن الضفة هى الهدف الاستراتيجى لإسرائيل.

الحقيقة الثامنة أنه مع الصمت الإقليمى والدولى والدعم الأمريكى فليس مستبعدا أن تحاول إسرائيل تصفية حسابها مع كل القوى التى دعمت الفلسطينيين، وخصوصا حزب الله والحوثيين بحيث تكون المعركة الختامية مع إيران للإجهاز على برنامجها النووى.

الحقيقة التاسعة أن الصمت الإقليمى والدولى على هذا العدوان، وتقاعس غالبية الدول العربية عن مواجهة العدوان باستثناءات قليلة، هو الذى أغرى إسرائيل بالاستمرار فى هذه المجزرة غير المسبوقة فى العصر الحديث.

الحقيقة العاشرة والأخيرة هى أن الانقسام الفلسطينى الفاضح منذ عام ٢٠٠٧ وحتى الآن هو الذى شجع إسرائيل على الاستمرار فى العدوان، والأخطر شجعها على محاولة تنفيذ مخططها لتصفية القضية الفلسطينية غير تهجير الفلسطينيين أو قتلهم وتدمير بيوتهم ومنشآتهم ومزارعهم.

هذه عشر حقائق أراها أساسية من وجهة نظرى وأتمنى أن نمعن النظر فيها كعرب حتى لا نتفاجأ بما هو أسوأ لا قدر الله.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي