الضيف اتحرق - خالد محمود - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:02 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الضيف اتحرق

نشر فى : الإثنين 9 مايو 2011 - 9:13 ص | آخر تحديث : الإثنين 9 مايو 2011 - 9:13 ص
جاءت استغاثة المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة على الهواء من القنوات الفضائية لتكشف عن الجراح التى يسببها ضيوف برامج التوك شو والذين يحاكمون القضاء ويثيرون الرأى العام عليه دون دراية بما يحدث من ظروف قاسية تحيط إجراءات المحاكمات، ترجى الزند بالأ يضغط الإعلام المرئى على زملائه ويطالبهم بسرعة البت فى القضايا، وأشار إلى أن من يتحدثون فى البرامج عن القضايا محل النظر عليهم ألا ينتقدوا دون دراية كاملة لما يحدث وأن القضاء مثل الثمرة على الشجرة لابد أن تقطف الثمرة فى وقتها المناسب.

بدون شك، أصبح لبرامج التوك شو المسائية ومقدميها شهرة تفوق شهرة نجوم التمثيل والغناء فى الوقت الحالى.

بدون شك أيضا، بعض برامج هؤلاء فى طريقها لأن تفقد شيئا هى كانت تتميز به وهو جمهورها الخاص، والسبب هو ذلك الصراع على تغطية وقائع وأحداث بعينها فى زمن واحد متشابهة ويكاد يشعر المتلقى أن وراءها مصدرا واحدا و«دوبليرات» مضمونة متعددة، والامثلة على ذلك كثيرة وتتجدد عناوينها كل يوم.

واقع الأمر أن ما تمر به مصر من احداث ساخنة ولاهثة لا تمنح الفرصة للقائمين على هذه البرامج ولا لمقدميها أن يبدعون فى طرحهم الاعلامى حتى وان كان البعض يمتلك الموهبة، والكل يسعى وراء ما تبثه وقائع الأحداث من أخبار وهو بدورهم يتنقلوها دون تميز ملحوظ ورؤية خاصة، وبالتالى أصبح الريموت كنترول دائم العمل وكأنه خط ساخن يتجول، وأصبح الملل والزهق وخفقان ضربات القلب وضيق النفس أحاسيس يومية يشعر بها المشاهدون مساء كل يوم.

وقد لاحظت ــ كمشاهد ــ أن تلك البرامج ونجومها من المذيعين يفضلون نفس المصادر من الضيوف، الذين أصبح ظهورهم متكررا بشكل يفوق أى حس إعلامى مستنير.

بل إنه إذا عرفت قناة أن أخرى لديها ضيف يعد مصدرا مهما، تهرع لمخابرته تليفونيا قبل ظهوره حتى تضيع فرصة تميز اللقاء، وهم لا يدرون أنهم سيجعلون من مشاهدته وقتا مملا لأن الجالس امام الشاشة بالطبع سمع ما قاله من قبل أى «الضيف اتحرق».

وهنا لم أقلل من مكانة الضيوف وخبراتهم وثقافتهم وعلمهم، فالمشكلة ليست فيهم بل فى نجوم البرامج الذين ارتضوا أن يعيدوا تجسيد نفس المشهد بنفس الرؤى التنظيرية.. ولأن بعض الضيوف قد يتكررون فهم يضطرون احيانا إلى إجراء تعديلات فى وجهات نظرهم، وهو ما يصيب المتلقى بحالة من الاضطراب والبلبلة تجاه قضايا وطنية حساسة، وهو ما نلاحظه أيضا فى بعض المداخلات التليفونية للمشاهدين.

أن نجوم التوك شو عليهم الآن إدراك أنهم يحتلون مكانة كبيرة ومؤثرة فى الرأى العام وأنه حان وقت البحث عن التميز الحقيقى سواء فى لغة طرح الموضوعات وأسلوب عرضها وتحليلها برؤى أعمق، ومعلومات أوفر.

وأعتقد أن المهمة ستكون صعبة بعد أن خرجت إلى الساحة قنوات تليفزيونية جديدة، قوامها التوك شو ايضا، هو الأمر الذى يستدعى التطوير الفورى وعدم الخضوع لما يثار فى الصحف وان تقود المجتمع لرؤية حقيقية.

 

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات