اتصالات د. النعمانى الهاتفية - سامح فوزي - بوابة الشروق
الإثنين 16 يونيو 2025 12:15 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

اتصالات د. النعمانى الهاتفية

نشر فى : الثلاثاء 10 يونيو 2025 - 7:35 م | آخر تحديث : الثلاثاء 10 يونيو 2025 - 7:35 م

نقلت وسائل التواصل الاجتماعى تسجيلا لاتصالات قام بها الدكتور حسان النعمانى رئيس جامعة سوهاج لتهنئة عدد من الخريجين الذين صدر قرار بتعيينهم معيدين فى مختلف كليات الجامعة. بالطبع لفتة طيبة أن يتواصل المسئول الأعلى فى أى مؤسسة بالمنضمين حديثا إليها، ويحمل إليهم الخبر السار بتعيينهم. يعبر ذلك عن ثقافة المؤسسات الحديثة، والتى تشهد تواصلا غير بيروقراطى بين القيادة والعاملين بها. وقد بدت الفرحة على أصوات الشباب والشابات الذين تلقوا الاتصال بسعادة غامرة، وكثير منهم كما قرأت فى تعليقات على الفضاء الإلكترونى من عائلات مصرية بسيطة، تعبوا فى تعليم أولادهم، ليس لهم تزكية أو سند سوى مجهود أبنائهم وبناتهم، ومن بين الاتصالات التى جرت، عن قصد أو بدون قصد، لاحظنا أسماء لطلاب وطالبات مسيحيين، مما يوضح ضمنًا حرص رئيس الجامعة على المساواة بين الطلاب، والحيلولة دون وجود أى ملامح تمييز أو تفرقة بسبب النوع أو المعتقد أو الوضع الاجتماعى. وقد بدا من الاتصالات لطف رئيس الجامعة فى الحديث، وحرصه على توجيه التحية لآباء وأمهات المعيدين والمعيدات الجدد.

بالتأكيد انفتاح الجامعة على الإعلام يفيد المجتمع، ومن متابعتى لنشاط الدكتور حسان النعمانى، أجد أنه حريص على النشاط المجتمعى، والتواصل الإعلامى، ويطلع المجتمع على كل ما هو جديد بالجامعة، وله نشاط وتفاعل مع الطلاب والطالبات، وهو ليس مغتربًا عنهم، أو منعزلا فى مكتبه عما يدور بالجامعة، وهو يمثل نموذجًا إيجابيًا للقيادات الجامعية.

لكن بالرغم من كل ذلك، من الطبيعى أن نتساءل لماذا تسجيل الاتصالات بالمعينين معيدين ومعيدات جددا، واعتبرها مادة يجرى نشرها على وسائل التواصل الاجتماعى؟

بالتأكيد لم يأت التسجيل مصادفة، بل مُعد مسبقا. إذا كان الغرض منه توجيه رسالة أعم للطلاب والطالبات بالجامعة بأن يكونوا حريصين على التفوق حتى يحصلوا على مرتبة متقدمة فى الجامعة، فهذا شأن إيجابى، وإذا كان الغرض من نشر الاتصالات على الملأ إعطاء النموذج للقيادة الجامعية المنفتحة، حتى يكون مثالا تأخذ به القيادات داخل جامعة سوهاج أو فى الجامعات الأخرى، فهذا أيضا جيد فى سياق خبرة التنمية التى تقوم على محاكاة النماذج الإيجابية. ولكنى أخشى أن يذهب الأمر إلى مربع العلاقات العامة، والرغبة فى الظهور الإعلامى، وأربأ بأى قيادة جامعية أن تذهب إلى هذه الوجهة، ولاسيما أن نشر المحادثات الهاتفية كان على الجانبين، أى المتصل والمتلقى، وهو ما يشمل نشر حديث شخصى، دون إذن المتصل به، حتى إن كان الحديث فى شأن عام، ولا توجد فيه خصوصية أو شبهة إفشاء أسرار خاصة.

وفى حدود علمى لم يحدث هذا الأمر بهذه الطريقة من قبل على المستوى الجامعى، ومع تقديرى لشخص رئيس الجامعة الذى حرص على تهنئة أبنائه وبناته بنجاحهم. كان يكفى نشر خبر يشير إلى قيامه بتهنئة المعيدين الجدد، وحرصه على التواصل معهم شخصيا. وأظن أن الطلاب والطالبات الذين شملهم قرار التعيين قد يكونون أسبق منه إلى التعبير عن فرحتهم على وسائل التواصل الاجتماعى، وتقديرهم لاتصال رئيس الجامعة بهم شخصيًا. وهنا سيكون وقع ما قام به رئيس الجامعة أكثر تأثيرًا على المؤسسة برمتها، قيادات وطلابًا، ويصير مضرب المثل.

قد نحتاج إلى سنوات طويلة قبل أن نرصد تأثير السوشيال ميديا على الحياة، وكيف غيرت مفاهيم، وأثرت تطلعات، وجعلت التواصل له أشكال، وغايات متنوعة.

سامح فوزي  كاتب وناشط مدني
التعليقات