أعلنت وكالة الأنباء اليمنية نبأ عن مغادرة على صالح مشفاه بالرياض إلى قصر الضيافة للبدء فى مرحلة النقاهة، أى أن الرجل الذى ترك البلاد نارا تستعر، ويأبى حتى الآن أن يتركها تهدأ أو تستريح قد دخل بكل بساطة وارتياح فى مرحلة استجمام وتأمل، لتهدئة الأعصاب. سبق هذا الإعلان تسريبات عن مغادرة مجور رئيس وزراء حكومة تسيير الأعمال المشفى إلى مقر الضيافة، وكذلك تسريب صور ليحيى الراعى رئيس مجلس النواب من مشفاه أيضا، وتظهر الصور المعنى ذاته، أن الراعى قد تماثل للشفاء، وأنه بدأ مرحلة النقاهة.

وبالتزامن مع ذلك شاعت تسريبات من قبل مصدر أمريكى مسئول أن صالح قبل تحت الضغوط الدولية عدم العودة إلى اليمن والتوقيع على المبادرة الخليجية التى تفضى فى نهاية المطاف إلى تنازله عن السلطة، لكن الأمريكيين وعدوا صالح كما يشير المصدر إلى عدم استخدام كلمة ضغط أو الإشارة إليها، فالرجل كما يصفوه بالعنيد، لذا من الممكن أن تستفزه هذه الكلمة، وتدفعه للتراجع، ومن ثم هو قادر على إحراق البلاد ونسف أى اتفاق مقابل الحفاظ على كرامته وهيبته.

المطلوب من الشعب اليمنى أن ينتظر ما الذى ستستريح إليه أنفس قيادات النظام بعد لحظات التأمل هذه، هل سيتخذون قرار العودة مجددا ولعب جولة تنافسية جديدة، أم سيطلقون سراح البلاد والعباد. ليس ذلك فحسب بل المطلوب أن ينتظروا بهدوء وخضوع واستكانة، وألا يقوموا بأى إجراء من شأنه استفزاز القيادة.

اليمنيون يفترشون الساحات منذ ستة أشهر منهم من استشهد ومنهم من ينتظر، منهم من ثكلت أو رملت، ومنهم من يتم، الشعب اليمنى لم يسترح ولم يترك له النظام وزبانيته فرصة لالتقاط الأنفاس، ويبقى مصير الشعب والوطن رهنا بإرادة شخص وثلة من منتفعى النظام، ممن يتفننون يوميا فى إذاقة الشعب الصامد صنوف العذاب.

اليمنيون منذ مطلع شهر الرحمة يمسكون ويفطرون على أصوات الانفجارات وطلقات الأسلحة المتوسطة والثقيلة، عوضا عن مدافع الإفطار، فى ظل انعدام تام للكهرباء وارتفاع جنونى فى الأسعار، وغياب للمواد الأولية، ثم بعد ذلك يدخل قيادات النظام مرحلة استجمام، مخضعين الشعب للظى العقاب الجماعى الإجرامى، الشعب اليمنى يحتضر، لأنه طالب بحقه فى عدم الارتهان لإرادة أشخاص، مستنكرا استعباده من قبل البشر، فى حين اتفق النظام اليمنى والقوى الدولية على نسف مبادئ المساءلة والحقوق والحريات وسيادة الشعب.