أصفار ذليلة مهانة - محمد موسى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 4:05 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أصفار ذليلة مهانة

نشر فى : الأربعاء 11 فبراير 2015 - 7:45 ص | آخر تحديث : الأربعاء 11 فبراير 2015 - 7:45 ص

«حسام كولو يا جدعان. كله يشيّر بسرعة، ما رجعش من ساعة الماتش».

ابحث مع الشعب، نداء انتشر على صفحات الزمالكاوية حتى صباح الأمس عن مشجع شاب خرج ولم يعد، نداء يشبه خلاصة ما يجرى لهذا الشعب.

الحادث الدامى أمام استاد الدفاع الجوى شرخ جديد بين الحكومات المتعاقبة بعد يناير، وبين عموم الشعب المصرى، خاصة الشباب، الذى أصبح واثقا الآن من أن الدولة لا تحبه، ولا تهتم بحياته أو موته.

مشجع زمالكاوى نجا من القتل، كتب على صفحته: أقسم بالله من امبارح افكر ازاى ده يحصل وليه، وكل شوية ييجى فى بالى إحساس الـ37 واحد إلى كانوا فى عربية الترحيلات وضربوا عليهم غاز، نفس الفكر ونفس الأسلوب فى قتلنا».

الجريمة فى أقل تقدير هى فشل كبير أفضى إلى القتل، وارتجال فى مواقف لا تحتمل الخطأ، لكن الثمن الفادح الذى سيدفعه الجميع، هو عودة حالة عدم الثقة بين النظام والناس، على نحو أكثر خطرا مما كان فى عهد مبارك. هذا الإحساس العام بأن المواطن فى دولة ما بعد يناير مثلما كان قبلها، بلا كرامة ولا ثمن.

لا يتصور أحد أن الرئيس الذى انعقدت الآمال لإنقاذ مصر من مذابح يرتكبها مجهولون، سوف يترك الحادث يمر، فهذا أصل التعاقد بين السيسى والشعب الذى فوضه، كما يحب الإعلام أن يذكرنا. وحيثيات عودة الجماهير للملاعب خرجت من اتحاد الكرة ووزارة الداخلية، لكن القرار كان سياسيا. والمأساة لم يرتكبها القتلة فى الميدان فقط، فهناك من صنع مسرح الحدث، وهناك من أساء التصرف إلى حد القتل، ولابد من محاسبة كل المخطئين.

«كعادة السلطات التى حكمت مصر، سواء قبل الثورة أو بعدها، يغيب العلم عن القرار، ويغلب العناد على رءوس من يتحكمون فى الأمور، بدءا من عظائمها فى السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع، حتى مباريات كرة القدم»، كما كتب عمار على حسن.

لا توجد فى السياسة شرعيات أبدية، ولا يوجد رصيد لا ينفد.

على صفحته كتب هانى رسلان إن «ما حدث فى مذبحة استاد الدفاع الجوى يسحب كثير من رصيد الثقة والتفاؤل بالمستقبل، لاسيما وان هناك اخطاء اخرى جسيمة سبقت، ولم تكن مبررة ايضا. لابد من الشفافية والمحاسبة، ومن إعادة تقييم مجمل الرؤى والافكار التى تحكم من هم فى مقعد السلطة، قبل ان يفوت الاوان».

لكن من هم فى مقعد السلطة لا يعرفون أنها الفرصة الأخيرة لإثبات حسن النوايا، والتعامل مع المذبحة بشكل يختلف عمن سبقوهم. يجب على السلطة أن تقول للمواطن الذى فوضها: حقك لا يضيع. ومرور أحداث الدفاع الجوى بلا محاسبة جنائية وسياسية، يعنى بكل وضوح أن التفويض كان مجرد مسرحية للوصول إلى الحكم. تحويل القضية إلى جانب واحد مخطئ، هو شباب الألتراس، والتغاضى عن جرائم باقى الأطرف، سيكشف المزيد من الخرائب بين الحكومة وشعبها.

لو بتتفرج على المباراة دلوقتى

هتلاقى على إيدك اليمين

الكبار أسياد البلد حكامها وأولياء أمورها

فوق المساءلة وعلى الأعناق

وعلى إيدك الشمال

أصفار ذليلة مهانة عديمة المنفعة

بلا كرامة

سطور من أنشودة كتبها المواطن طارق على بموقع فيسبوك، من وحى المذبحة، فى تحية للشهداء، ولكل من خرج ولم يعد.

محمد موسى  صحفي مصري