عندما سمع سيد حجاب خبر وفاته - منى أبو النصر - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 4:05 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عندما سمع سيد حجاب خبر وفاته

نشر فى : السبت 11 فبراير 2017 - 12:40 م | آخر تحديث : السبت 11 فبراير 2017 - 12:40 م

1- بعد الحزن والتسليم.. يساندك "يوتيوب".. حيث صوت من غاب.. يأتيك عبر توالي "الشهد والدموع" و"الأيام" و "المال والبنون" و"أرابيسك".. لا تتوقف حتى تتأكد أن صاحب الكلمة عصي على النسيان.

تشتعل ذاكرتك بتفاصيل لقاء جمعك بهذا الكبير.. صوته وهو يأتي عبر الهاتف ليطمئن أن محاورته في طريق عودتها بسلام على الطريق الدائري.

2- قبل نحو ثلاث سنوات وتحديدا في يناير 2014، استعنت بوصفه الدقيق لطريق بيته الكائن في حي زهراء المعادي لإجراء حوار مع أقرب شعراء مصر إلى قلبي، رجل يستقبلك بوجه يشبه النهار، يبدد كل توتر يسبق لقاء هذا العملاق، الذي جعل بيته مرصعا بالمفردات المصرية.

3- خصوصية الحوار الذي أجريته آنذاك لجريدة "الشروق" كان لانتشار شائعة قوية في هذا التوقيت عن وفاة سيد حجاب، وهي الشائعة التي وصلت لصاحبها "الحي" وأربكته قليلا، وكان في هذا التوقيت شديد الاشتباك مع الشأن المصيري العام في غرف صناعة الدستور، كانت مقدمة الحوار:

"مشهد رئيسي: صخب يعم الشوارع والفضائيات على السواء.. رغم الصمت الانتخابي المقرر.
مشهد موازٍ: يستقبل الشاعر الكبير في بيته اتصالات متلاحقة من أصدقاء متفرقين، جميعها لا يرمى لشيء محدد سوى الاطمئنان عليه حتى جاءه بكاء شاهندة مقلد عبر الهاتف فور ما سألها عم سيد.. إزيك يا شاهندة؟"
«انفجرت في البكاء، وعلمت منها أن السبب وراء دموعها واتصالات الأصدقاء ما كان سوى شائعة موتي التي انتشرت في الوسط الثقافي، واضطررت يومها لتأكيد عدم صحة هذا الخبر وأنني بخير».

4- في هذا الوقت كان لشائعة وفاته تأويلا لدى سيد حجاب، اعتبر أنها تأتي في نفس السياق الذى تعرض له بعد قراره الاعتصام أمام وزراة الثقافة قبيل 30 يونيو، وقال إنه تعرض في هذه الفترة لاتهامات على شاكلة أنه كان عميلا لكل الأنظمة السابقة وأنه كان طفلا مدللا عند الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وأنه من قام بتأليف أوبريت «اخترناك» وهو ما نشر في جريدة «الشعب» لمجدي حسين وقتها، وفوجئ بتكرار هذا الكلام في الفضائيات، لذلك شعر أن شائعة موته جاءت تتويجا لكل هذه السلسلة من الأكاذيب، وربما وراءها اللجان الإلكترونية لهؤلاء! .. هكذا كان يظن سيد حجاب وكان شديد التأثر آنذاك.

5- نشر الحوار بعنوان مشتق من تصريح لحجاب: "لو لم يصل الإسلام السياسي للسلطة لظل جاذبا لنفوس المصريين"، وهو عنوان بعيد نسبيا عن شاعرية حجاب، ولكن الظرف العام جعل الجرعة السياسية هي السائدة في المقال، فكان لصاحبه دور عضوي في أكثر من جولة أبرزها عضويته في لجنة الخمسين لكتابة الدستور الجديد كركن من أركان خارطة الطريق وقتها، كان شديد التأثر بمحاولة البعض تشويه ثورة يناير وترسيخ أن الثورة هي 30 يونيو فقط.

5- بنفس الحماس للمشروع الوطني ودوره السياسي الذي كان يمارسه بشكل يومي، كان شديد التوق لمنجره الأكبر في تلك الأيام، فقد كان الشاعر الكبير يستقبل آنذاك أصدقائه المقربين، يقرأ عليهم ما وصفه بمشروع عمره الكبير «تاتا.. خطى السبعين» وهي قصيدة طويلة استمر في كتابتها نحو 3 سنوات، جعل لها ثلاثة أبواب "الحق.. الخير.. الجمال" كان يقول "أرجو أن تكون قصيدة عمري".

6- بعد رحيله.. لفتني حديث للدكتور هيثم الحاج علي عن مشروع عكفت عليه هيئة الكتاب بالتعاون مع سيد حجاب قبل سنوات، يهدف لجمع أعماله الكاملة ليست فقط نصوصا وإنما أيضا تسجيلها بصوته، للأسف "اتسرسبت السنين" ولم يستكمل حجاب تسجيل جميع أعماله بصوته ولم ينجز سوى ديوان واحد، ولكن الحاج اعتبر أن رحيله لن يوقف الهيئة عن إنجاز مشروع حجاب الضخم، من خلال مساعدة عائلته من بعده.

منى أبو النصر صحفية مصرية
التعليقات