مذكرات إيهود باراك: انتقاد نتنياهو والبحث عن السلام - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 12:05 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مذكرات إيهود باراك: انتقاد نتنياهو والبحث عن السلام

نشر فى : الجمعة 11 مايو 2018 - 10:15 م | آخر تحديث : الجمعة 11 مايو 2018 - 10:15 م

نشر الموقع الأمريكى salon تقريرا للكاتب «ماثيو رزسا» عن محاورته لرئيس الوزراء الإسرائيلى السابق «إيهود باراك» بمناسبة نشر مذكراته الجديدة «بلادى، حياتى.. القتال من أجل إسرائيل، البحث عن السلام» فى 8 مايو الجارى، يتحدث فيه عن النجاحات والانتكاسات التى مرت بها إسرائيل خلال سبعين عاما، كما يقدم انتقادات لرئيس الوزراء الحالى بنيامين نتنياهو، وتطرق إلى القضية الفلسطينية وأيَّد حل الدولتين لتحقيق السلام النهائى بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

استهل الكاتب حديثه قائلا فى الوقت الذى تستعد فيه إسرائيل للاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيسها خلال هذا الشهر الجارى، لا تزال البلاد تواجه العديد من الأزمات والتهديدات الداخلية الناجمة عن فترة حكم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتينياهو. نشر رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق «إيهود باراك» مذكراته الجديدة. يروى باراك تاريخ إسرائيل من وجهة نظره كرجل عاش هناك قبل أن يتم الإعلان عن قيام إسرائيل، وخدم فى المؤسسات السياسية.

صرح باراك لـموقع salon قائلا: «عشت حياة مثيرة للاهتمام؛ حيث ولدت قبل سنوات قليلة من إنشاء دولة إسرائيل، كنت فى السادسة من العمر أثناء إعلان قيام الدولة». ويقول الكاتب إنه «من الواضح فى كتابه ومن خلال مقابلتنا أن باراك رجل قلق للغاية بشأن مستقبل بلاده».

وأضاف باراك: «هل رؤيتنا لقيام دولة واحدة بين البحر المتوسط ونهر الأردن، تعنى إما غير يهودية أو غير ديمقراطية؟ لأن هناك ملايين الفلسطينيين لديهم رؤيتهم الوطنية. وبأى شكل من الأشكال، إذا لم يتمكنوا من التصويت للكنيست فهذا يعتبر سلوك غير ديمقراطى، وإذا تمكنوا من ذلك لن تكن دولة يهودية!».

***

من الجدير بالذكر أن باراك كان واحدا من آخر رؤساء الوزراء الإسرائيليين الذين شاركوا فى تسويات السلام الدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين. يرجع فشل قمة كامب ديفيد فى عام 2000 بينه وبين ياسر عرفات والرئيس بيل كلينتون لعدة أسباب منها أن ياسر عرفات كان يريد السيطرة الكاملة على المدينة القديمة فى القدس، ولكن على الأقل قام باراك ببذل جهود حسنة لتحقيق السلام الدائم بين الشعبين.
وذكر باراك «أن الاختبار الحقيقى هو دائما فى العمل والأخلاق»، وذلك عندما سئل عن اليهود الأمريكيين الذين يؤيدون حق إسرائيل فى الوجود ولكنهم يعارضون معاملة إسرائيل للفلسطينيين (هناك 55 % يؤيدون إقامة دولة فلسطينية وفقا لاستطلاع رأى فى العام الماضى). وأضاف «لذلك يمكننا على الأقل تقليل الضرر الناتج عن هذا الانطباع من خلال اتباع سياسة مختلفة، لن أبرر تحويل سياساتنا فقط لجعل اليهود الأمريكيين أكثر إرضاء، ولكن لأن ذلك أفضل لإسرائيل. وإن هذا الموقف لا يتضمن كراهية ولكن يعبر عن الفهم الرصين لمصالحنا».

تحدث باراك عن الكيفية التى يمكن بها لإسرائيل أن تحسن معاملتها مع الفلسطينيين وذلك من خلال العمل على نزع الصورة السلبية المكونة عن إسرائيل من قبل أعدائها. وقال باراك: «يمكن أن يكون ذلك ثقلًا استراتيجيًا مضادًا للدعاية الهائلة المنتشرة من طهران إلى بغداد إلى دمشق إلى بيروت».

***

وتطرق باراك إلى الفضائح الأخلاقية التى تواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذى اتهم بالرشوة والاحتيال وخيانة الثقة. على الرغم من خلافاته السياسية مع نتنياهو، بدا باراك حزينًا على الأزمات القانونية الحالية لرئيس الوزراء الحالى. وأوضح باراك «إنه تحدٍ حقيقى. نتنياهو شخص لديه العديد من الإنجازات فى الحكومة، ومن المحتمل أن تكون حدود ما يمكن فعله وما لم يتم القيام به غير واضحة إلى حد ما». وأضاف «أعتقد أنه أمر سيئ بالنسبة لإسرائيل. إنه أمر سيئ بالنسبة له. لست سعيدًا برؤية ذلك».

واصل باراك حديثه عن واحدة من لقاءاته عن فضيحة فساد رئيس الوزراء قائلا «قبل 10 سنوات، كنت عضوا فى الحكومة، رئيس الحزب الذى قال لرئيس الوزراء الإسرائيلى السابق «إيهود أولمرت» عندما أعترف بأخذ رشاوى بمبالغ كبيرة فى أحد المشاريع السكنية، أن الشخص الذى يأخذ الرشاوى لا يمكن أن يستمر فى العمل كرئيس لوزراء إسرائيل».

وسأل الكاتب باراك عما إذا كان يعتقد أن نتنياهو يجب عليه أن يقدم استقالته، فقال «لابد من أن يقدم نتنياهو استقالته، ويجب أن يعترف بأنه طالما يتعامل مع قضاياه الخاصة وتحقيقاته، فإنه لا يستطيع أن يدير دولة ويتخذ قرارات تتعلق بحياة أناس آخرين».

وحتى لو استقال نتنياهو فلا يوجد ما يضمن أن يكون معتدلا نسبيا مثل يائير لابيد رئيس حزب «هناك مستقبل» الوسطى، يمكن توقع استمرار عدد من الشخصيات اليمينية المؤيدة لسياسات نتنياهو المتشددة إذا أرادوا استبداله، مثل وزير التعليم نفتالى بينيت، ووزير الأمن العام جلعاد أردان، ووزير الاستخبارات إسرائيل كاتس، ووزير الدفاع أفيجدور ليبرمان ووزير التعليم السابق جدعون سار.

ويختتم الكاتب حديثه قائلا السبب فى أن نهج باراك ــ وهو إعطاء الأولوية لإيجاد سلام إنسانى مع الفلسطينيين حتى تكون إسرائيل قوية ليس فقط عسكريا، بل أخلاقيا أيضا ــ مرحب به فى هذا المنعطف من تاريخ الأمة. قد يكون نتنياهو رئيس وزراء سيئا، لكنه مثل دونالد ترامب فى الولايات المتحدة مجرد أعراض لمشكلة أعمق. لكى تقوم إسرائيل بتصحيحها، عليها أن تجد القادة الذين سيقدمون التنازلات باسم السلام بنفس القدر الذى سيدافعون فيه عن مصالح الأمن القومى لإسرائيل.

إعداد: زينب حسنى عزالدين
النص الأصلى

التعليقات