دروس وعبر - امال قرامى - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 9:18 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دروس وعبر

نشر فى : الثلاثاء 11 أغسطس 2015 - 9:05 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 11 أغسطس 2015 - 9:05 ص

لم يكن حدث افتتاح قناة السويس ليمر دون أن يثير فضول التونسيين، ويدفعهم إلى إجراء مقارنة بين إنجازات حكوماتهم المتعاقبة وما حققته الحكومة المصرية الأخيرة.

والواقع أن التونسيين والمصريين دأبوا منذ انطلاق الثورات، على المقارنة بين التجربتين والبحث عن مواطن التشابه ومواطن الاختلاف. وكانت العبارات التى تتداول على ألسنتهم: سبقنا المصريون فى هذا الأمر.. ولم يختلف الأمر بالنسبة إلى المصريين إذ وجدناهم يقارنون ويعترفون بين الحين والآخر بأن تونس كانت سباقة إلى اتخاذ هذا الإجراء أو ذاك.. والمتابع للأدبيات الصادرة حول الثورات العربية يلاحظ أن الدارسين على اختلاف انتماءاتهم، كثيرا ما كانوا يتخذون تونس ومصر نموذجين للتحليل وقد يعود ذلك إلى قرب الفترة الزمنية الفاصلة بين الثورتين، وإلى الصلات التاريخية الثقافية التى جمعت بين الشعبين. ومهما يكن الأمر فمقارنة التجارب والبحث عن النماذج والمعايير مفيد فى العلوم السياسية ويُمكِن القارئ من توسيع دائرة النظر والفهم.

ما من شك فى أن تفاعل التونسيين مع «ثورة» 30 يونيو كان وفق الأيديولوجيا التى اضطلعت بدور هام فى تقسيمهم فجعلت «جماعات ترفع شعار رابعة» فى مواقع التواصل الاجتماعى وفى اجتماعات ومظاهرات حزبى النهضة والمؤتمر بل داخل المجلس التأسيسى فى حين عبرت جماعات أخرى عن فرحتها بالنصر المحقق على الإخوان، والذى سيؤثر قطعا فى مسار التجربة التونسية. وعلى هذا الأساس لم يكن من المستغرب أن تمدح شرائح من التونسيين الإنجاز المصرى، وأن تبدى إعجابها بسياسى وعد فأنجز وبشعب التزم بالالتفاف وراء هدف نبيل فكان على قدر المسئولية. إن قراءة التجربة المصرية تفضى إلى الإقرار بأن مصر نجحت فى تقديم درس للأمم فى القدرة على تجاوز المحن. فبالرغم من تكرار العمليات الإرهابية والاستقطاب الحاد والصعوبات الاقتصادية فإن الوعود انجزت، وهو ما يثبت توفر إرادة سياسية حازمة تريد أن تتجاوز العقبات وأن تستمر فى صياغة سردية «مصر أم الدنيا».

قد نختلف مع السياسات المصرية فى ما يتعلق بإدارة الحريات الفردية والعامة، قد لا نتفق مع الممارسات الاستئصالية التى بدأت تستشرى فى المجتمع المصرى ولكن تقديرنا لما تحقق يٌبنى على أساس ضرورة الاعتراف بهذه اللحظة التاريخية التى أثبتت فيها مصر أنها قادرة على الوقوف بعد الكبوة، وعلى الصمود والمقاومة بالرغم من كثرة التحديات. وما أحوجنا إلى الاعتبار والاقتداء بالمثال المصرى.

***

فبالرغم من كثرة الوعود التى صرحت بها القيادات الحزبية «الندائية» أثناء الحملة الانتخابية فإن الذى تحقق نزر. وبالرغم من محاولات الإقناع بأن الزوج نداء ــ نهضة هو القادر على إيصال تونس إلى بر الأمان فإن ما تحقق خلال هذه السنة لا يضاهى حجم التوقعات والآمال والتحديات.

وبالرغم من تحسن أداء بعض الوزراء الذين أثبتوا أنهم على قدر تحمل المسئولية، كوزير الصحة «سعيد العايدى» ووزير التربية «ناجى جلول» ووزيرة المرأة «سميرة مرعى» ووزير تكنولوجيات الاتصال «نعمان الفهرى» فإن الأداء الحكومى يتضاهى مع أداء نواب الشعب الذين مال أغلبهم إلى أخذ نصيب من الراحة والاستمتاع إن خروج تونس من النفق لا يتطلب فقط توفر الإمكانيات المادية والمناخ الآمن كما اعتاد سياسيونا القول. الدرس المصرى يعلمنا أن حب الوطن، وتوفر الإرادة السياسية وتوحد الجهود وتحديد الأهداف بوضوح والتغطية الإعلامية الناجحة، وقوة العزم.. كل هذه العوامل متى توفرت تساعد على تجاوز الأزمات وبث رسالة إيجابية لا إلى الشعب فحسب بل إلى شعوب العالم.

التعليقات