الإخوان.. والخلطة المسمومة - محمد عصمت - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:15 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإخوان.. والخلطة المسمومة

نشر فى : الثلاثاء 12 مارس 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 12 مارس 2013 - 8:00 ص

وسط حالة الفوضى الضاربة فى حياتنا حاليا، تتأرجح ثلاثة مناهج رئيسية بين فرق المعارضة المختلفة للتعامل مع نظام الإخوان، ولوقف أعمال العنف المتواصلة التى تسفر عن سقوط عشرات القتلى والمصابين، فى القاهرة والعديد من المحافظات.

 

وتستهدف هذه المناهج رغم اختلاف مساراتها السياسة ومرجعياتها الفكرية، إعادة ماكينة الإنتاج إلى العمل لمواجهة شبح مجاعة بات يطرق على أبوابنا بقوة، ويهدد بسقوط الدولة المصرية نفسها، أو على الأقل غرقها فى مستنقع الاحتراب الأهلى الذى يتجول كل يوم على كورنيش النيل وفى ميدان التحرير. 

 

أول هذه المناهج تطرحه قوى راديكالية من اليمين واليسار، لا ترى أى حل لأزماتنا الراهنة إلا بإقالة الرئيس محمد مرسى واختفاء الاخوان المسلمين من على الساحة السياسية، وتتخذ هذه القوى أساليب متعددة فى التعامل مع الإخوان بداية من خوض مواجهات شبه مسلحة مع قوات الداخلية، مرورا باتباع تكتيكات تستهدف إصابة بعض مرافق دولة الإخوان بالشلل، نهاية بالرقص أمام مقر الجماعة فى المقطم..

 

أما ثانى هذه المناهج، فيراهن على إمكانية الإلتقاء مع الإخوان فى منتصف الطريق، بشرط قيامهم بإصلاحات جذرية على سياساتهم، مع ضرورة بقاء الرئيس مرسى إلى نهاية مدته الرئاسية.

 

 وتبدى هذه القوى موافقة واضحة على خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، مع تحسين شروط إجرائها، اعتقادا منها أن شعبية الإخوان آخذة فى الانهيار، وأنهم لن يحصلوا على نصف المقاعد التى حصلوا عليها فى الانتخابات الماضية.

 

أما المنهج الثالث والأخير، فيضع كل أوراقه على طاولة الجيش، وهو ما يعبر عنه زيادة التوكيلات التى يمنحها الموطنون إلى وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسى، ليتولى قيادة البلاد، لانقاذها من الخراب التى تشهده على أيدى مكتب الارشاد، أو بعودة الفريق أحمد شفيق.

 

وعلى ما يبدو، فإنه لا توجد بدائل واسعة للمناورة أمام معسكر الإخوان ومن يؤيدهم، سوى شراء تأييد بعض السياسيين من هذا المعسكر أو ذاك لسياساتهم، وإغرائهم ببعض المناصب كل على حسب حجمه وقيمته، بالإضافة إلى سن تشريعات استبدادية، أواستدعاء قوانين مهجورة على شاكلة منح الضبطية القضائية للمواطنين، باعتباره بابا خلفيا لإنشاء مليشيات قانونية تابعة لهم تمتلك حق قمع المعارضين!!

 

والمؤكد أن الإخوان لم يعودوا قادرين على تحمل استمرار المواجهات الدامية مع الشباب الغاضبين عليهم.. ولا قادرين على تقديم تنازلات انتخابية وديمقراطية قد تطيح بأغلبيتهم التى يخططون بمختلف الطرق الشرعية وغير الشرعية  للحصول عليها فى مجلس النواب القادم، وقد تنهى أيضا مخططاتهم لأخونة الدولة.. ولا نجحوا فى شراء ولاء الجيش لهم والسيطرة على قياداته الجديدة.

 

ومن هنا، فقد أصبح سقوط الإخوان المدوى مجرد مسألة وقت لا أكثر ولا أقل، ولو كانوا يمتلكون بعض الحصافة لفهموا  هذه الحقيقة، ولاعترفوا بأنهم لا يمتلكون أى مشروع إسلامى جاد، ولتيقنوا أنهم سيكونون أول ضحايا خلطتهم الثلاثية المسمومة بين الدين والبيزنس والسياسة.. ولأدركوا أن خلاصهم الوحيد هو العودة للعمل الدعوى، بحق وحقيق، وليس كما كانوا يفعلون طوال تاريخهم!  

محمد عصمت كاتب صحفي