صفحة الحوادث - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 7:57 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صفحة الحوادث

نشر فى : الإثنين 12 يوليه 2010 - 1:09 م | آخر تحديث : الإثنين 12 يوليه 2010 - 1:09 م

 اختفت نوعية الجرائم فى مصر إلى حد أصبح من العسير احتماله أو تصوره أصبح من العادى أن تزحف صفحات الحوادث على نصيب صفحات الثقافة والفكر والفنون باعتبارها صفحات مقروءة أكثر يسعى إليها القارئ المصرى.
حوادث الطرقات التى سجلنا فيها أرقاما غير تنافسية بالمرة حيث سبقنا العالم كله وانفردنا بالقمة. لم تعد الطرق الوعرة أو غير الممهدة سببا فى الحوادث انما انتقلت إلى الكبارى الرئيسية التى تشق قلب المدينة فتسد شرايينها بحوادث كارثية لواقعة كوبرى التونسى أو السادس من أكتوبر.

اصبح من الممكن أن يبيع أمين شرطة سلاحا آليا لسائق يستعمله للمرة الأولى فى حياته ليحصد أرواح ستة من البشر ويصيب ثمانية من زملائه بعد أن أغلق عليهم منافذ الحياة فى حافلة يقودها.

الاغتصاب والبلطجة والقتل بصورة وحشية والانتحار لاسباب تتفنن الصحف فى إبرازها وكلما تعود للزهد فى الحياة بعد أن ضاقت بالناس وضاقوا بها.

خبطات موجعة تتردد بانتظام ورتابة يتلقاها وجدان الانسان المصرى لايملك لها دفعا، تنهال عليه بلا رحمة فى استمرارية لا تنتهى ولا تتوقف.

أصبحنا نذكر الايام بالحوادث ونقارن تفاصيل الجرائم بمثيلاتها فهل تصور أحدنا أثر تلك الحوادث التى تحدث دائما عند الآخرين على نفسه شخصيا؟

الواقع أن تلك الوقائع التى تتخيل اننا نقف منها موقف المراقبين إنما تترك على جدران نفوسنا آثارا من الصدأ وفى أرواحنا بقايا سناج.

يؤكد علم النفس أن الإنسان يعيش صدى ما يعاصر من حوادث بصورة لا شعورية تتماشى على حالته النفسية والذهنية بصورة تختلف من آن لآخر وفقا لنسيجه النفسى وقدرته على احتمال الصدمات. وأن تكرار قراءة أو سماع ومشاهدة تلك الاحداث يكون بمثابة الصدمات الصغيرة المتكررة التى قد تهزم فى مجموعها قدرة الانسان على الفزع أو الشعور بالبهجة.

راقبوا آلاف الصفحات والبرامج التى تحدثت بالتفصيل عن وقائع اغتيال وذبح المطربة اللبنانية لتعرفوا ان الجحيم بالفعل هو الآخرون.

توقفوا عن مرآة ومشاهدة تفاصيل الحوادث فلم يعد فى ذلك عظة أو عبرة كما تعودنا أن نعتقد انما هو بلا شك الطريق الخفى الذى يتسلل منه الاكتئاب للنفس وأقصر الطرق لاغتيال الروح.

التعليقات