عشرون عاما.. النساء صانعات السلام - مزن حسن - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 2:33 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عشرون عاما.. النساء صانعات السلام

نشر فى : الخميس 12 نوفمبر 2020 - 10:00 م | آخر تحديث : الخميس 12 نوفمبر 2020 - 10:00 م

فى هذا العام يحتفى العالم بقرار الأمم المتحدة رقم 1325 والذى يخص قضايا المرأة والأمن والسلام، هذا القرار الذى تبعه إقرار سياسة وطنية لوضع أجندة المرأة والسلام على أولويات سياسات وموارد الحكومات ويتابعه مجلس الأمن من خلال تقارير ترفعها الحكومات ومؤسسات المجتمع المدنى. عملت العديد من الدول فى منطقتنا من خلال هذا الإطار مثل العراق وفلسطين والآن اليمن والسودان.
هذا القرار هو قرار مهم تكمن أهميته تاريخيا فى بدء نقاش عالمى وإقليمى ومحلى فى العديد من الدول والحركات النسوية حول دور المرأة فى صنع السلام.
يعتمد العديد النظرة التقليدية والتى تحمل أحيانا فى طياتها جوانب أبوية أن النساء صانعات السلام لأنهن الأضعف أو لأن مشاعرهن تؤثر عليهن وغيرها من الخطابات التى تبدو داعمة للمرأة وفى طياتها قد تعادى قدرة النساء على العمل فى جميع الأمور مثل القضاء مثلا.
ترى العديد من الحركات النسوية أنه على العكس، النساء صانعات للسلام لأنهن أقل فسادا أو أكثر إدراكا لموازين القوة وتأثيرها على الشعوب، أو لأنهن لا يحملن استحقاقا أبويا فى ممارستهن، النساء أغلبهن لا تدعى معرفة كيف تفسد الأمور وكيف تصلحها، أو أنهن الأقرب للمجتمعات المحلية فيدركن الصورة الأصغر والأكبر أو أن المجتمع يتهاون فى محاسبة المعتدين عليهن فيدركن أهمية المحاسبة والاعتراف بالحقوق لهن ولغيرهن.
رأت العديد من الحركات ذلك وتم تطبيقه فى عدة دول، رواندا كانت مثالا عندما طرحت النساء بعد حرب أهلية وتطهير عرقى شمل الاغتصاب الممنهج كأداة حرب، طرحت النساء نفسها كصانعات للسلام عن طريق توثيق الجرائم والعمل على آليات محاسبة وإعادة تأهيل للمجتمعات من ويلات الحرب وممثلات للشعب فى الانتخابات، اليوم رواندا تنتخب أكثر من 60% نساء دون أى آليات تمييز إيجابى بعد أن تم إقرار تلك الآليات لوقت محدد.
نساء اليمن يعملن جاهدات حاليا على وقف الحرب ووضع أجندة النساء والسلام بتكوين توافقات نسوية ويخاطبن مجتمعاتهن والعالم أجمع، وتعمل العراقيات على وضع النسخة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للمرأة والأمن والسلام بعد أن كانت للخطة الأولى دورها الإيجابى فى محاولة دعم النساء الأيزيديات بعد اغتصابهن الممنهج من داعش.
تظهر تجربة العراق ملهمة فى إدراك نسائهن أن تلك الأجندة لا يمكن أن تكون وحدها بمعزل عن باقى سياسات الدولة حتى لا تزيد الأوراق وتقل الإجراءات والتطبيق، فيعملن الآن على وضع استراتيجية كاملة لنساء العراق وأن إقرار الأمن والسلام للنساء هو فى جوهره.
نعم النساء صانعات للسلام ليس لأنهن ضعيفات أو يعلين المشاعر على العقل، بل لأنهن نساء يواجهن العنف والتمييز ويحاولن النهوض بأنفسهن ومجتمعاتهن فى إطار متكامل من إقرار السلام المجتمعى، فلا يمكن للمجتمعات أن تتطور بالعنف بل على العكس من خلال أطر ديموقراطية من محاسبة وإعادة تأهيل وعمل مشترك وحقوق متساوية.
نعم النساء يصنعن السلام لأنهن يعملن وليس لأنهن مرهفات الإحساس فقط.

مزن حسن مديرة مؤسسة نظرة للدراسات النسوية
التعليقات