زيارة بايدن والأخطار القومية الكبرى - علي محمد فخرو - بوابة الشروق
الجمعة 8 نوفمبر 2024 5:31 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

زيارة بايدن والأخطار القومية الكبرى

نشر فى : الأربعاء 13 يوليه 2022 - 7:40 م | آخر تحديث : الأربعاء 13 يوليه 2022 - 7:40 م
ستنتهى جولة ومهمة الرئيس الأمريكى فى ما يسمونه الشرق الأوسط خلال بضعة أيام. وعلى الأغلب فإننا سنجنى فى النهاية أربع فواجع كبرى ستقلب رأسا على عقب المشهد العربى برمته.
أولا: إذا اتفق على تكوين الحلف الشرق الأوسطى، الذى سيضم دولا عربية والكيان الصهيونى وبالطبع جوانب كثيرة من الوجود العسكرى الأمريكى، فقل على مجلس التعاون الخليجى السلام.
إذ لن يمكن بأى حال من الأحوال أن تبقى دولة من دول المجلس، على سبيل المثال كالكويت، عروبية الهوى وقومية الالتزام ورافضة رفضا قاطعا للفكر الصهيونى وممارساته الإجرامية الاستعمارية بحق الشعب العربى الفلسطينى، لن يمكن لهكذا دولة عربية أن تبقى فى مجلس يتواجد فى أجزاء منه العساكر الصهاينة ومعداتهم واستخباراتهم ويصبح الخليج العربى مقرا للاستعمار الأمريكى تحت مسميات التعاون والتنسيق والقوات المشتركة.
خصوصا أنه إضافة إلى قيام ذلك الحلف الملىء بالتحفظات والمخاطر يجرى الحديث عن قيام سوق تجارية شرق أوسطية مشتركة تنشط فيها الشركات والاستثمارات والعمالة والسياحة الصهيونية لكى تصبح فى قلب اقتصاد كل الدول المنضمة لذلك الحلف أو لتلك السوق أو لكليهما.
مرة أخرى أليس فى هذا استحالة أن تقبل أن تكون الكويت أو أية دولة مماثلة لها فى المواقف القومية العروبية جزءا من سوق خليجى عربى مشترك مقتصر على الدول العربية الستة فى حين أنها تعرف أن السوق الشرق الأوسطية المقترحة ستكون ممرا آمنا وبلا أية قيود أو عقبات للبضاعة والشركات والاستثمارات والعمالة الصهيونية من خلال الدول التى ستكون لها عضوية ثنائية فى سوق مجلس التعاون من جهة والسوق الشرق أوسطية من جهة أخرى؟
هنا ستكون نهاية مجلس التعاون الخليجى الذى وضعت جهودا هائلة لبنائه وستكون نهاية حلم لأجيال من الشعوب العربية الخليجية التى حلمت بقيام وحدة خليجية فى يوم ما تقود نحو وحدة عربية، فإذا بها تقاد من البعض إلى أن تصحو من ذلك الحلم القومى الجميل الواعد لترى نفسها أمام فاجعة التدمير الكامل والتمزيق الممنهج لذلك المجلس العربى الوحدوى.
ثانيا: وسينطبق الأمر نفسه، بكل تفاصيله ومفاجآته ومؤامراته وجنون القابلين بالدخول فى لعبته الأمريكية ــ الصهيونية، سينطبق على الجامعة العربية فالشىء الطبيعى عند ذاك هو موت الجامعة العربية ومعها حلم السوق العربى المشتركة، ومعهما حلم مشاريع الدفاع العربى المشترك والصناعة الحربية العربية المشتركة.
وبالطبع سينطبق الأمر على المجلس المغاربى العربى، الذى هو الآخر سينفرط عقده، إذ لا يمكن تصور على سبيل المثال، أن تقبل دول كتونس والجزائر وليبيا أن تتعايش مع التناقض المفزع فيما بين سوق الاتحاد المغاربى العربى ومشاريعه الوحدوية الأخرى وبين السوق الشرق الأوسطية المفتوحة لكل ما هو صهيونى، أمنيا واقتصاديا، ومن ثم سياسيا. ولن يكون بمستغرب إن طال الدمار منظمة التعاون الإسلامى أيضا.
ثالثا: وستدخل الثقافة العربية، بما فيها الدين الإسلامى والفكر القومى العروبى والتاريخ العربى والأدب التعاطفى التناغمى المساند لقضية فلسطين وشعبها العربى، ستدخل تلك الثقافة فى نفق مظلم وإملاءات شيطانية من قبل أمريكا والكيان الصهيونى، وذلك من أجل حذف هذا ونسيان ذاك وعدم استعمال هذا التعبير أو ذاك لتجنب كذبة ومهزلة معاداة السامية. وكم من الكتاب والمؤرخين العرب ستمنع كتبهم من التداول وسيدخلون فى قائمة الهولوكوست الصهيونى وهو يخيط ويبيط فى ساحات ثقافة وأدب وتاريخ وفنون العرب.
رابعا: وستجد العديد من الدول العربية نفسها، بفضل الضغوط الأمريكية الهائلة، منخرطة فى تعقيدات ومخاطر الصراع الأمريكى ــ الروسى فى أوكرانيا، وفى المنافسات التجارية العبثية الأمريكية ــ الصينية.
والحل؟ الحل فى إيقاظ جديد لموضوع الوحدة العربية، لكى تقف فى وجه هذه المؤامرة الكبرى، وهى ما ستكون مادة العديد من المقالات القادمة، بعد أن أصبح غيابها مدخلا لكل الفواجع التى نعيشها فى كل أراضى العرب ومنفذا لكل شياطين الغرب الاستعمارى ــ الصهيونى وأعوانه فى الداخل من الضائعين المخدوعين.
علي محمد فخرو  شغل العديد من المناصب ومنها منصبي وزير الصحة بمملكة البحرين في الفترة من 1971 _ 1982، ووزير التربية والتعليم في الفترة من 1982 _ 1995. وأيضا سفير لمملكة البحرين في فرنسا، بلجيكا، اسبانيا، وسويسرا، ولدي اليونسكو. ورئيس جمعية الهلال الأحمر البحريني سابقا، وعضو سابق المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب، وعضو سابق للمكتب التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، وعضو مجلس أمناء مؤسسة دراسات الوحدة العربية، وعضو مجلس أمناء مؤسسة دراسات فلسطينية. وعضو مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية المكتوبة والمرئية في دبييشغل حاليا عضو اللجنة الاستشارية للشرق الأوسط بالبنك الدولي، وعضو في لجنة الخبراء لليونسكو حول التربية للجميع، عضو في مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة، ورئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات والبحوث.
التعليقات