4 ساعات فى سجن طرة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:29 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

4 ساعات فى سجن طرة

نشر فى : الأربعاء 13 نوفمبر 2019 - 10:20 م | آخر تحديث : الأربعاء 13 نوفمبر 2019 - 10:20 م

فى الحادية عشرة من صباح الإثنين الماضى دخلت مجمع سجون طرة لحضور «المنتدى الثالث للسجون المصرية»، بدعوة تلقيتها من قطاع العلاقات العامة والإعلام بوزارة الداخلية. وافقت على الحضور لأنه لم يسبق لى دخول هذا السجن من قبل.
يتكون مجمع سجون طرة من 7 عنابر مقسمة بطريقة تصنيفية طبقا لنوع القضية والاتهام، ويتسع العنبر الواحد لنحو 350 فردا تقريبا،ويختص رجال مباحث السجن بإدارة عنبر الجنائي فقط، بخلاف باقى العنابر الأخرى مثل عنبر الإخوان وعنبر السياسيين وعنبر التخابر.
سجن مزرعة طرة انشأه مصطفى النحاس باشا عندما كان وزيراً للداخلية سنة 1928، لتخفيف الزحام الذي شهده سجن أبي زعبل الأقدم.
مجمع السجون يقع فى منطقة طرة بين المعادى وحلوان، ويمتد فى المسافة ما بين كورنيش النيل يمينا وحتى طريق الأوتوستراد يسارا. وبعد أن كان المكان حتى سنوات فى صحراء جرداء، صار محاطا بكتل سكانية ضخمة.
حضور المنتدي كان كبيرا خصوصا رؤساء التحرير وكبار الإعلاميين ومقدمى البرامج الفضائية، وبعض رؤساء الهيئات الإعلامية، ومحررى الملف الأمنى فى الصحف والفضائيات المختلفة إضافة لشخصيات عامة قابلت منهم الفنان محمد ثروت وفاروق جعفر.
السطور التالية هى حصيلة جولة ميدانية للإعلاميين مع اللواء أشرف عز العرب مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون وقادة السجن، واللواء هشام يحيى مساعد الوزير لقطاع حقوق الإنسان، واللواء علاء الأحمدى مساعد الوزير للعلاقات العامة والإعلام. ومن البديهى أن برنامج الجولة، وضعه مسئولو السجن، وليس الإعلاميين، كما أن المعلومات والآراء تمثل وجهة نظر إدارة السجون فقط.
أول مكان ذهبنا إليه كان معرض الأثاث. اللواء أشرف عز العرب قال إن لدينا صناعة أثاث على أعلى مستوى وصارت منتجاتنا معروفة فى السوق، بل وبدأنا ننافس، ونقيم ٤ معارض سنوية كبرى،، خصوصا أن الأسعار فى متناول محدودى الدخل، ونحن مستعدون لصناعة أى موديل يريده أى عميل فى أى وقت، فلدينا العديد من المصانع والورش وبالتالى نستطيع أن نؤثر فى السوق، ونحد من الاحتكار.
سألته: ما هى نسبة إنتاجكم مقارنة بالسوق، فلم يعط رقما معينا، لكنه قال لى إنه فكر فى شراء مكتب من أحد المعارض بحى النزهة، وفوجئ أن سعره هو ٥٦ ألف جنيه، وعندما أخبر العاملين فى ورش السجن قالوا له إن سعر تكلفته مضافا إليه هامش معقول من الربح لن يزيد على عشرة آلاف جنيه. الهدف من هذه الورش، هو تأهيل المساجين وتعليمهم حرفة ليمارسوها حينما يخرجون. وكذلك إعطاء حافز للمساجين يتمثل فى العائد المادى المعقول، طبقا لحجم ونوعية إنتاجه.
اللواء عز العرب قال إنه تم إنشاء ثلاث مدارس ثانوية صناعية فى سجون جمصة والمنيا والقناطر تخرج صنايعية ماهرين. وإضافة إلى النجارة والحدادة، فهناك العديد من الأنشطة الاقتصادية، مثل تربية المواشى، ومشروعات إنتاج صناعى وداجنى وسمكى وطيور مختلفة، كما أن هناك استزراعا لجميع المحاصيل على مساحة ٣٤٠٠ فدان، توفر حاجة السجون من السلع الغذائية، ويطرح الفائض للمواطنين خارج السجون.
زرنا مستشفى مزرعة ليمان طرة ومكتوب فى مدخلها إنها منشأة منذ عام ١٩٤١. تجولنا فى قسم الرعاية المركزة وبه ٦ أسرة. وكان هناك مريضان فى الرعاية.
خلال الجولة شاهدنا مجموعة من المساجين يلعبون كرة القدم. سألت أحد اللاعبين، فقال إنه مسموح لهم بساعتين من الرياضة يوميا، ساعة صباحا والأخرى مساء.
المساجين جميعهم جنائيون.
اللواء عز العرب قال أيضا إنه بداية من ٩ يونيو ٢٠١٤ وحتى ٩ نوفمبر الحالى، وفى إطار مبادرة الرئيس السيسى «سجون بلا غارمين»، فقد تم إطلاق سراح عشرين ألفا من الغارمين، كما تم الإفراج عن ١٩٤٩٨ سجينا لحسن السير والسلوك، قبل انتهاء مدة العقوبة وكذلك الإفراج المشروط عن ١٥٥٣٢ نزيلا خلال نفس المدة، كما استفاد المساجين من مبادرة مائة مليون صحة. اللواء علاء الأحمدى قال إن هناك تطويرا شاملا لمنظومة السجون، ومساعدة المساجين ذوى الإعاقة، وكذلك أسر المساجين.
بالطبع من يقرأ الكلمات السابقة، سيسألنى مستنكرا: هل حينما يذهب صحفى أو إعلامى إلى مجمع سجون، فلا يركز إلا على النجارة والحدادة ومزارع الفراخ والنعام والعجول، ولا يكلف نفسه حتى السؤال عن أحوال المساجين وكيف يعيشون؟!.
السؤال وجيه جدا، والإجابة أكررها مرة أخرى: إننى أنقل ما شاهدته فى إطار برنامج ادارة السجن بالجولة الميدانية، ثم إنى مارست عملى، وسألت فعلا عن أحوال المساجين، وسوف أعود إلى هذا الموضوع لاحقا إن شاء الله، ومعه موضوع «أسياخ الكفتة» فى سجن طرة الذى شغل وسائل التواصل الاجتماعى والكوميكس بمجرد انتهاء الزيارة فى الثالثة عصرا!.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي