إهانة الشعب للدفاع عن الفشل - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 7:55 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إهانة الشعب للدفاع عن الفشل

نشر فى : الأربعاء 14 سبتمبر 2016 - 9:30 م | آخر تحديث : الأربعاء 14 سبتمبر 2016 - 9:30 م
يبدو أن «الكتائب الإعلامية» الموالية للنظام الحاكم تلقت التعليمات بإطلاق حملة تستهدف هذه المرة الشعب المصرى فتتهمه بكل نقيصة لمجرد أن أنينه من تدهور الأوضاع نتيجة فشل السياسات الحكومية قد تصاعد بعد طول صبر واحتمال.

فهذا يقول عن المصريين فى مقال صحفى «عايزين مرتبات عالية ويتفنون فى التزويغ من العمل». وآخر يقول فى زاوية يومية «المواطن بعد أن شعر بالأمان، وأصبح لديه دولة.. لم يعد يفكر إلا فى تأمين حاضره، يريد أن يمارس حياته ويتمتع بحقوقه ناسيا أن الدولة لا تزال مهددة ومستهدفة». وفى سياق آخر يقول: «عزيزى المواطن سواء كنت تعبان فى عيشتك أو مستريح إذا كان بيت حضرتك من إزاز فمفيش داعى تحدف السيسى بالطوب، ماشى يا ننوس عين مصر». ثم يضيف إليه إعلامى آخر موجها حديثه «للمواطن العزيز» فيقول: «عايز أقول لحضرتك، السيسى اللى مش عاجبك دلوقت كنت تبوس رجليه عشان يبقى رئيسك، يا ريت بعد ما تطفح وتشرب شايك وتضرب لك نفسين جوزة يا حيلتها وتحط راسك بين رجليك وتتخيل إن داعش مستنياك على أول الشارع».

ثم يخرج علينا إعلامى تليفزيونى ليقول «إحنا شعب كسول ومش بيحب يشتغل». وذاك إعلامى «عجوز» يقول: «إن سقف الطموحات لدى الشعب المصرى كبر بطريقة غير عادية وحدث شىء من التنطع لدى الناس»، وهذا لواء سابق يظهر فى برنامج تليفزيونى ليقول: «تلت الشعب المصرى لا يعمل، والنساء هن من يخرجن للعمل والإنفاق عليهم، والرجال نائمون فى المنازل، ومعظم رجال مصر يقومون بتعاطى الحشيش وهذا أكبر همهم فى الحياة».

هذ مجرد غيض من فيض الإهانات التى يتسابق على توجيهها للشعب صحفيون وإعلاميون وسياسيون موالون للسلطة. وهى جريمة وطنية لكن لآن الشعب لا يملك من يصد عنه جرائم السب والقذف أصبحت إهانته سهلة ويسيرة.

فهل الشعب الذى يجبره فشل حكومته على الاستيقاظ فى الخامسة صباحا لكى يجهز أطفاله للمدرسة حتى لو لم يكن فيها تعليما هو شعب كسول؟ وهل الشعب الذى يقتطع من لحم الحى ما بين 12 و15 مليار جنيه سنويا وفقا للتقديرات المتباينة لينفقها على الدروس الخصوصية بسبب فشل الحكومة فى إدارة منظومة التعليم لضمان مستقبل أفضل لأولاده هو شعب بلا طموح؟ وهل الشعب الذى أجبره فشل الحكومات المتعاقبة على اعتياد مشاهد القمامة فى كل مكان هو شعب غير محب النظافة؟ وهل الشعب الذى أجبره الاستبداد والقمع على نوع من اللامبالاة هو شعب غير مؤهل للديمقراطية ولا يستحق الكرامة؟ وهل الشعب الذى ابتكر عربة الفول فى الشارع والتوتوك والعشوائيات لكى يوفر لنفسه الوظيفة والسكن بسبب فشل الحكومة فى حل مشكلة البطالة والإسكان هو شعب عشوائى؟

الفشل والتخلف والفقر هو مسئولية نظام الحكم وليس الشعب. ففى شبه الجزيرة الكورية الشعب واحد ولكن نظام الحكم اختلف فتحققت النهضة فى الجنوب وبقى الفقر والتخلف والاستبداد فى الشمال، وفى شبه القارة الهندية، كان الشعب واحدا، فتحققت النهضة والتقدم مع الديمقراطية والحريات فى الهند، وبقى التخلف والفقر مع الاستبداد وتوالى حكم المستبدين فى باكستان، وقديما انقسمت ألمانيا إلى شطرين، الغربى تقدم بفضل نظم حكم رشيدة ديمقراطية والشرقى تخلف بسبب نظام حكم مستبد وفاشل.

ليس هذا فقط بل إن الشعب المصرى هو الذى قهر التخلف وحقق معجزة على كل المستويات مع القيادة الرشيدة لمحمد على، وهو تخلف وتدهورت أوضاعه فى سنوات حكم المماليك والعثمانيين، لذلك يجب التوقف عن إهانة الشعب من أجل الدفاع عن الحكام.
التعليقات