بعد عام من السادس من يناير.. التسارع هو التهديد الإرهابى الجديد - العالم يفكر - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 8:22 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد عام من السادس من يناير.. التسارع هو التهديد الإرهابى الجديد

نشر فى : الأحد 16 يناير 2022 - 8:55 م | آخر تحديث : الأحد 16 يناير 2022 - 8:55 م

نشر مركز مجلس الشئون الخارجية CFR مقالا للكاتب بروس هوفمان، يقول فيه إن المتطرفين اليمينيين يحاولون التحريض على التمرد للإسراع بسقوط ما يرون أنها حكومة أمريكية فاسدة، مؤكدا أن هذا هو التهديد الإرهابى الجديد.. نعرض منه ما يلى.

من بين العديد من الصور التى لا تنسى التى التقطها المصورون فى 6 يناير 2021، صورة لسقالة بها حبل مشنقة أقيمت أمام مبنى الكابيتول بالعاصمة واشنطن. أثار الحادث مشهد «يوم الحبل» الذى ورد ذكره فى رواية لتفوق البيض عام 1978 بعنوان The Turner Diaries عندما تم محاسبة السياسيين الليبراليين الفاسدين والعاملين عن أفعالهم السيئة. كشفت أحداث عام 2021 عن الصدى الخطير والمستمر لما يسمى باستراتيجية التسارع التى تنادى بها الرواية.

التسارع ورواده
ترى استراتيجية التسارع أن الدولة الديمقراطية الغربية الحديثة غارقة فى الفساد وعدم الكفاءة بحيث يجب على الوطنيين الحقيقيين التحريض على تمرد عنيف للإسراع بتدميرها من أجل السماح بظهور نظام جديد يهيمن عليه البيض. وفى الواقع، كان بعض أبرز دعاة التسارع متواجدين فى مبنى الكابيتول الأمريكى فى 6 يناير 2021. كان من بينهم: حركة «حفظة اليمين»، التى تنص أيديولوجيتها القوية على مناهضة الفيدرالية واستعادة الحكم الذاتى الموحد، كان موجودا أيضا اتباع كيو أنون QAnon الذين ما زالوا مقتنعين بأن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 قد سُرقت وأن الرئيس السابق دونالد ترامب قد مُنع من إنقاذ العالم عن طريق جماعات عبدة الشيطان والتى يديرها الديمقراطيون واليهود وغيرهم من عملاء الدولة العميقة؛ وبالطبع تواجد أيضا أتباع ترامب المتشددون فى حركة «أوقفوا السرقة» Stop the Steal، الذين يسعون رغم كل الأسباب والأدلة القانونية إلى إعادة الرئيس السابق إلى منصبه.

الطريق العنيف للتمرد
الهدف من التسارع هو إثارة الانقسام والاستقطاب الذى سيؤدى إلى انهيار النظام الحالى وإشعال حرب أهلية ثانية. على سبيل المثال، كانت هذه هى الاستراتيجية التى تبناها سيث إيرون بيندلى وهو أحد المحتجين فى 6 يناير 2021 يبلغ من العمر 28 عاما تحول إلى إرهابى محتمل تم القبض عليه فى تكساس فى الربيع الماضى وحُكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات بتهمة التآمر لتفجير مركز بيانات أمازون فى فيرجينيا بالاعتقاد بأن القيام بذلك «سيعطل حوالى 70 بالمائة من خدمة الإنترنت»، ويعطل الاتصالات الرقمية لمكتب التحقيقات الفيدرالى ووكالة المخابرات المركزية والوكالات الفيدرالية الأخرى. اعتقد بيندلى أن هذا العمل التدميرى من شأنه أن «يثير ردة فعل» من شأنها أن تقنع الشعب الأمريكى بحمل السلاح ضد «الديكتاتورية».
مسار بندلى من كونه محتجا إلى مفجر محتمل هو دليل آخر يشير إلى المناخ السياسى السام والمتقلب بشكل متزايد اليوم. وفى استطلاع حديث أجرته واشنطن بوست وجامعة ماريلاند أظهر أن ما يزيد قليلا على ثلث الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أنه فى ظروف قاسية معينة، سيكون العنف ضد حكومة الولايات المتحدة مبررًا. ويُقال إن الرد بهذه الطريقة شمل الجزء الأكبر ممن شملهم العديد من الاستطلاعات التى طرحت هذا السؤال على مدار أكثر من عشرين عامًا.

تقييم التهديد فى المستقبل
لا يزال خطر الإرهاب اليمينى المتطرف مرتفعا فى عام 2022، ويمكن أن يتزايد فى الفترة التى تسبق الانتخابات التمهيدية الرئاسية والانتخابات الرئاسية لعام 2024. من المرجح أيضا أن يستمر الأفراد الساخطون والجماعات المتطرفة المسلحة فى رؤية الإرهاب كوسيلة للتحريض على الثورة، والتأكد من أن الدولة العميقة لن «تسرق» الانتخابات مرة أخرى.
بناء على ما سلف، يذكرنا الجو اليوم بشكل ينذر بالسوء بالفترة التى سبقت تفجير أوكلاهوما سيتى عام 1995، وهو الهجوم الإرهابى المحلى الأكثر دموية فى تاريخ الولايات المتحدة. فى ذلك الوقت، كان الخطاب اليمينى المتطرف يدعو من يسمون بالوطنيين للدفاع عن إخوانهم الأمريكيين ضد حكومة فيدرالية مفترسة. اليوم، هناك الكثير من الرجال مثل بيندلى. ومع الأسف، قد يتطلب الأمر مأساة مروعة أخرى مثل تفجير مدينة أوكلاهوما قبل أن تتخذ الحكومة الأمريكية إجراءات حاسمة ضد هذا التهديد.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى: هنا

التعليقات