عودة المهرجانات يمنح إبداع المخرجين حياة - خالد محمود - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 1:48 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عودة المهرجانات يمنح إبداع المخرجين حياة

نشر فى : الثلاثاء 16 مارس 2021 - 8:15 م | آخر تحديث : الثلاثاء 16 مارس 2021 - 8:15 م

دون شك تشكل موافقة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء على إقامة معارض الكتاب والمهرجانات والعروض المسرحية فى الساحات والمناطق المفتوحة بنسبة حضور 50% من الطاقة الاستيعابية، بارقة أمل كبيرة لعودة المحافل الفنية الكبيرة على أرض مصر وخاصة المهرجانات السينمائية والمسرحية التى تمثل صبغة دولية، كما أنها رسالة كبرى للتأكيد على ضرورة تواجد قوة مصر الناعمة وازدهار أنشطتها كعنصر فعال للتواصل مع العالم وهو ما تؤمن به القيادة السياسية ودعمها الواضح والمتواصل.
بالقطع نحن نمر بظروف صعبة، مثل كل دول العالم، جراء تداعيات فيروس كورونا، والذى يتطلب مزيدا من الحرص، تلك الظروف أحاطت بالجميع وأربكت حسابات المهرجانات خلال النصف الأول من 2021 تفاديا للعدوى وهو ما جعل مهرجانات كبرى مثل «كان» لتأجيل موعده من مايو إلى يوليو و«برلين» ليقام افتراضيا، وقد لجأت مهرجانات أخرى مُسيّرةً لا مُخيّرةً إلى العروض عبر الإنترنت لسد الفراغ الحاصل ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه فى ظل سطوة الوباء وعدم قدرة البشر على اللقاء والتجمّع وهو ما حدث مع صاندانس الأمريكى، روتردام الهولندى وكليرمون فيران الفرنسى، لم يتوجّه المنتجون والنجوم والصحفيون كى يشاهدوا آخر صيحات السينما المغايرة فى العالم.
وأتذكر رسالة إدارة مهرجان كليرمون الحزينة التى أرغمتها قرارات الحكومة إلى الاكتفاء بنسخة «أونلاين فقط» كما كُتب فى الرسالة الإلكترونية التى أُرسلت إلى الصحافة وقالت فيها «سنكذب عليكم إذا قلنا إننا لا نشعر بحرقة فى القلب بمجرد أن نتصوّر بداية شهر فبراير من أى عام، من دون هذه المعجزة التى هى حشد من الناس يركضون من صالة إلى صالة لمشاهدة أفلام قصيرة».

هنا رغم الظروف ولأن دكتور مصطفى مدبولى يؤمن بقيمة الفن والثقافة، فإنه يوافق على تنظيم الفعاليات والمهرجانات مع اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية، وهو الطلب الذى سعت اليه برغبة اصيلة دكتورة ايناس عبدالدايم وزيرة الثقافة التى تدرك تماما ان إقامة المهرجانات من شأنها ان تعكس صورة إيجابية لمصر التى اعتادت ان تحتضن الثقافات والفنون، مؤكدة على إرادة الدولة فى عودة الحياة إلى طبيعتها مما يبرز قيمة القوة الناعمة كأحد المحاور الإستراتيجية للتنمية المستدامة.
والحقيقة اننا اشتقنا للمهرجانات التى تعودنا عليها هنا فى مصر، وفرضت الظروف تأجيلها، وهى مهرجانات كانت تشكل حالة تفاعل كبرى بين السينمائيين وعشاق الفن السابع من الجمهور والنقاد ومنها مهرجان اسوان لسينما المرأة، وشرم الشيخ للسينما الآسيوية، المهرجان القومى للسينما، والاسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، والمهرجان الكاثوليكى، جمعية الفيلم، بانوراما الفيلم الأوروبى، ومهرجان الأقصر للسينما الأفريقية الذى نستقبل دورته العاشرة بعد أيام قليلة، وهى دورة تحمل الكثير من الأمنيات والتحديات، كونها تشكل أول نشاط كبير لمهرجانتا السينمائية هذا العام، وبالتأكيد ستتجه اليه انظار الجميع، كما ان برنامجه ــ الذى استعدت له جيدا إدارة المهرجان برئاسة السيناريست سيد فؤاد ومديرته عزة الحسينى ــ يحمل أنشطة وفعاليات مهمة فى مقدمتها الاحتفاء بالسينما السودانية التى استطاعت خلال السنوات الثلاث الماضية ان تفرض نفسها بقوة على الساحة الدولية وتشكل بحق انتفاضة كبرى عبر تجارب مهمة مثل افلام «ستموت فى العشرين» للمخرج أمجد أبو العلا، و«اوفسايد الخرطوم» لمروة الزين و«الحديث عن الأشجار» للطيب قسم البارى، بالقطع ستكون شاشة المهرجان فرصة للوقوف على تجارب أخرى تعكس واقع ومستقبل السينما بالسودان.
ان عودة المهرجانات قرار حكيم ليس فقط بعودتها للحياة، ولكنها ايضا ستفرج عن ابداع المخرجين وافلامهم التى ظلت حبيسة شهور طويلة، لا تعرف مصيرها حيث ستكون ساحة المهرجانات فرصة لتسويقها وتمنحها قبلة الحياة، وتجعلنا نعيش حالة بهجة بالمشاهدة.

شكرا رئيس الوزراء.. شكرا وزيرة الثقافة.

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات