«لم أعد مؤمنا بدولة يهودية.. بل دولة للجميع» - العالم يفكر - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 7:52 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«لم أعد مؤمنا بدولة يهودية.. بل دولة للجميع»

نشر فى : الخميس 16 يوليه 2020 - 9:40 م | آخر تحديث : الخميس 16 يوليه 2020 - 9:40 م

نشر موقع «عربى 21» عرضا لمقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» لأستاذ الصحافة والعلوم السياسية والمحرر فى مجلةJewish Currents، بيتر بينارت، تناول فيه الصورة التى يجب أن يكون عليها الوطن اليهودى والذى لا يتعارض مع وجود وطن للفلسطينيين، وهو ما أثار جدلا بداخل إسرائيل وبين الجاليات اليهودية بالخارج... نعرض منه ما يلى.
يقول بينارت «كان عمرى 22 عاما فى 1993 عندما تصافح إسحق رابين وياسر عرفات فى حديقة البيت الأبيض للبدء رسميا بعملية سلام كان يأمل الكثيرون بأن تسفر عن إقامة دولة فلسطينية بجانب إسرائيل. وكنت أدافع عن حل الدولتين منذ ذلك الحين».
«كنت مؤمنا بإسرائيل كدولة يهودية، لأننى نشأت فى عائلة تنقلت من قارة إلى أخرى بسبب انهيار المجتمعات اليهودية فى الشتات... وعلمت أن إسرائيل كانت مصدر راحة وافتخار لملايين اليهود الآخرين الذين عانت عائلاتهم من صدمات أكبر من تلك التى عانتها عائلتى».
«كنت أعرف أن إسرائيل كانت مخطئة فى حرمان الفلسطينيين فى الضفة الغربية من الحصول على الجنسية ومن تولى مناصب قضائية ومن حرية الحركة وحق التصويت فى بلد يعيشون فيها. ولكن حلم حل الدولتين الذى يمنح الفلسطينيين دولة خاصة بهم جعلنى آمل أن أكون ليبراليا ومؤيدا للدولة اليهودية فى نفس الوقت».
«ولكن الأحداث الآن أطفأت هذا الأمل».
يقول بينارت إن هناك 640 ألف مستوطن يهودى يعيشون فى القدس الشرقية والضفة الغربية، وأفرغت الحكومتان الأمريكية والإسرائيلية الدولة الفلسطينية من أى معنى حقيقى؛ فخطة سلام ترامب تطرح تصورا لدولة فلسطينية على شكل أرخبيل من البلدات الفلسطينية الموزعة على حوالى 70% من الضفة الغربية تحت السيطرة الإسرائيلية. وحتى زعماء الأحزاب الإسرائيلية المفترض أنها أحزاب وسط ــ يسار لا يؤيدون قيام دولة فلسطينية قابلة للعيش ذات سيادة.
وأضاف بينارت «إنْ وفّى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بوعده بفرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية، فسيكون قد حول أمرا واقعا على مر عقود إلى أمر رسمى، فعمليا قامت إسرائيل بضم الضفة الغربية منذ زمن بعيد».
وأكد قائلا: «قد اتخذت إسرائيل تقريبا قرارها.. دولة واحدة تشمل ملايين الفلسطينيين الذين يفتقرون إلى الحقوق الأساسية. والآن على الصهاينة الليبراليين أن يتخذوا قرارهم. لقد حان الوقت للتخلى عن حل الدولتين، وتبنى هدف الحقوق المتساوية لليهود والفلسطينيين. لقد حان الوقت لتخيل وطن يهودى دون دولة يهودية».
«يمكن للمساواة أن تتحقق على شكل دولة واحدة، أو يمكنها أن تكون على شكل كونفدرالية تسمح بحرية الحركة بين بلدين متكاملين بشكل كبير. وسوف تستغرق عملية تحقيق المساواة وقتا طويلا، وسيقاومها المتشددون من الطرفين الفلسطينى واليهودى». ‎
ولفت قائلا إن «هدف المساواة اليوم أكثر واقعية من الفصل، والسبب هو أن تغيير الوضع القائم يتطلب رؤية قوية بشكل يخلق زخما مؤيدا لها، ودولة فلسطينية ممزقة الأوصال لا توفر مثل هذه الرؤية، ولكن يمكن للمساواة أن تحقق ذلك، وبشكل متزايد دولة واحدة تسودها المساواة، ليست ما يفضله الشباب الفلسطينيون فقط، بل ما يفضله الشباب الأمريكيون أيضا».
ويقول الناقدون إن الدول ثنائية القومية لا تنجح، وإسرائيل دولة ثنائية القومية فى الواقع؛ يعيش فيها شعبان عددهما متساو تقريبا، يعيشون تحت سيطرة حكومة واحدة.
وأدبيات العلوم السياسية واضحة: تكون المجتمعات المنقسمة مستقرة، وتعيش بسلام عندما تمثل الحكومة كل مكوناتها، وذلك هو الدرس من إيرلندا الشمالية عندما استثنى البروتوستانت والحكومة البريطانية الكاثوليك، والعنف الذى قام على إثره وتوقف عندما أصبح الكاثوليك شركاء سياسيين متساوين، وهو الدرس من جنوب إفريقيا، حيث كان نيلسون مانديلا يؤيد النضال المسلح حتى يحصل السود على حق التصويت.
ويوضح الكاتب أن «الدرس ينطبق على إسرائيل ــ فلسطين أيضا. نعم، هناك فلسطينيون ارتكبوا أعمالا إرهابية، ولكن فعل ذلك الكثير من المجتمعات المقموعة. ويظهر التاريخ أنه عندما يحصل الناس على حريتهم، يتراجع العنف».
ما يجعل ذلك صعب الاستيعاب بالنسبة لكثير من اليهود هى ذاكرة المحرقة. فكارثة المحرقة تجعل الكثير من اليهود يفترضون أن أى شىء أقل من الدولة اليهودية يعنى انتحارا لليهود.
ولكن قبل المحرقة، لم يعتقد العديد من القيادات الصهيونية ذلك، فكتب المؤرخ فى الجامعة العبرية دميترى شمسكى فى كتابه (أبعد من الدولة القومية): «لم يكن الطموح للدولة القومية فكرة مركزية لدى الحركة الصهيونية قبل أربعينيات القرن الماضى». وأصبحت الدولة اليهودية هى الشكل السائد للصهيونية، ولكن ليست هى جوهر الصهيونية، وإنما جوهر الصهيونية هو وطن قومى لليهود فى أرض إسرائيل، مجتمع يهودى مزدهر يمكنه أن يوفر ملجأ وتجديدا لحياة اليهود فى العالم.
ويمكن لإسرائيل ــ فلسطين أن تكون وطنا لليهود كما هى وطن للفلسطينيين، وبناء هذا الوطن قد يجلب الاستقلال ليس للفلسطينيين فقط، بل لنا أيضا».
النص الأصلى:
https://bit.ly/2C40XEM

التعليقات