الموقف.. واللا موقف! - سلامة أحمد سلامة - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 9:37 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الموقف.. واللا موقف!

نشر فى : السبت 17 أبريل 2010 - 9:17 ص | آخر تحديث : السبت 17 أبريل 2010 - 9:17 ص

 فى ختام قمة الأمن النووى الذى دعت إليه أمريكا فى واشنطن قبل أيام، عقد الرئيس أوباما مؤتمرا صحفيا سمح فيه لعدد محدود من الأسئلة التى يوجهها الصحفيون. أجاب عنها الرئيس الأمريكى كلها باستثناء سؤال واحد.. تجاهل الإجابة عنه. يدور حول ترسانة إسرائيل النووية، وكان ذلك فى إطار الدعوة التى تبناها أوباما وهى ضمان الأمن النووى فى العالم، ووضع خريطة طريق عمل لضمان أمن كل المواد النووية الهشة واحتواء تهديد انتشار الأسلحة النووية.

ست دول عربية حضرت هذا المؤتمر من بينها مصر. ولم يظهر لوجودها أثر فى إثارة قضية السلاح النووى فى الشرق الأوسط والتهديد الإرهابى النووى الذى تمارسه إسرائيل. واتضح أن التركيز كله فى هذا المؤتمر انصب على عزل إيران وتجريدها من إمكاناتها التكنولوجية النووية وبالأخص عن طريق حظر وصول المواد النووية إلى أيدى ما يسمى بالمجموعات الإرهابية. وبعبارة أخرى فقد كان الهدف الحقيقى هو حشد إجماع دولى يضفى الشرعية اللازمة لتوقيع عقوبات دولية قاسية على إيران.. بما فى ذلك احتمال ضرب منشآتها النووية.

وهكذا يبدو وكأن نداءات التحريض والتصعيد التى أطلقها نتنياهو وحكومته لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، لم تكن صرخة فى الخلاء.. ولكنها وجدت صداها فى إجراءات دولية فعالة من جانب واشنطن، من خلال طرح رؤية أوباما الساعية إلى إخلاء العالم من خطر التهديد النووى وفرض رقابة دولية شاملة على التعامل والإتجار فى المواد النووية.

ومن ثم كان طبيعيا أن يمتنع نتنياهو عن حضور المؤتمر، حتى تظل إسرائيل تحتفظ بقدرتها على ابتزاز الجميع.. ابتزاز أمريكيا وابتزاز الدول العربية وابتزاز إيران. لأن إسرائيل فوق القانون الدولى كما قال عمر موسى.

وهنا ندرك أهمية الموقف الذى تتخذه إسرائيل دفاعا عن ترسانتها النووية. وندرك عدم جدوى اللاموقف الذى تتخذه ست دول عربية رهن التهديد والوعيد. ظنا منها بأن تأييدها لعزل إيران وتوقيع عقوبات عليها سوف يحميها من إذلال الضعف والمهانة الذى يميز السياسات العربية، ويسبغ عليها حماية أمريكية دولية إذا تعرضت المنطقة لحرب حقيقية.

ينعكس ذلك فى الموقف المتردى للدول العربية التى تبدى ترحيبا غير مفهوم لكل خطوة تتخذها أمريكا وإسرائيل فى تضييق الخناق على إيران. وقد بدت الدول العربية أكثر تلهفا على أن تغير الصين موقفها وتنضم إلى عصابة التهديد الأمريكية ــ الإسرائيلية. على عكس دول أخرى مثل تركيا والبرازيل. ولكن لحسن الحظ فإن السياسة الصينية لم تقدم حتى الآن وعودا مجانية لواشنطن. ليس فقط بسبب مصالحها الهائلة مع إيران أهم مصدر لتوريد النفط والغاز للصين، ولكن أيضا حفاظا على مصالح كوريا الشمالية أحد أهم مرتكزات الاستراتيجية الصينية.

ولسنا بحاجة هنا لتبرير أسباب اللاموقف العربى من الحالة النووية، التى تصب بالكامل فى مصلحة إسرائيل. فمشكلة إقامة محطة نووية فى الضبعة نموذج على الأرق والقلق وغياب الإرادة وعدم القدرة على اتخاذ القرار!

سلامة أحمد سلامة صحفي وكاتب مصري كبير وصاحب آراء ليبرالية قوية وجريئة وبناءة في مسيرة الصحافة العربية. يشغل منصبي رئيس مجلس تحرير جريدة الشروق ورئيس مجلس تحرير مجلة وجهات نظر. هو صاحب العمود اليومي من قريب في جريدة الشروق وكان في السابق نائبا لرئيس تحرير الأهرام.
التعليقات