هل تكونوا كرماء مع «توم كروز»؟ - خالد محمود - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:17 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل تكونوا كرماء مع «توم كروز»؟

نشر فى : الخميس 17 أبريل 2014 - 7:50 ص | آخر تحديث : الخميس 17 أبريل 2014 - 7:50 ص

إلى متى تظل مصر طاردة لصناع الأفلام العالمية الذين يرغبون فى تصوير أفلامهم على أراضيها؟!

السؤال يقفز إلى ذهنى من جديد كلما علمت أن هناك إحدى شركات الإنتاج الكبرى قررت أن تصور مشاهد فيلمها الجديد فى تونس أو المغرب أو الأردن بدلا من مصر لعدم الوصول إلى توافق ولمواجهة صعوبات كبيرة تحول دون تحقيق الهدف هنا.

مازلنا لم نتعلم من درس «مملكة الجنة»، هذا الفيلم العالمى الكبير الذى أصر مخرجه على تصويره فى مصر لكننا أجبرناه على الهروب ليذهب إلى المغرب ليصور أحداثا وقعت على أرض مصر، رحبت المغرب ووفر الجيش هناك آلاف الجنود والخيول مجانا.

مخرج فيلم «حرب النجوم» الجزء السابع، كان ينوى تصوير مشاهد من فيلمه الكبير فى تونس ثم فى مصر، لكنه فر إلى أبوظبى جراء روتين عقيم وأحداث أكثر عمقا. فيلم «آلهة مصر» للمخرج الكبير إليكس بردياس والذى تدور أحداثه حول أسطورة إيزيس وأوزوريس لماذا لم يتم تصويره هنا، من المؤكد أن صناعه وصلوا إلى حارة سد.

الآن يا سادة أكثر من عشرة أفلام عالمية كبرى يتم تصويرها بدول عربية ليست من بينها مصر، معظم مخرجى ومنتجى هذه الأعمال كانت الأراضى المصرية فى حساباتهم الأولى لتصوير مشاهد بها، ربما لطبيعة القصة وأحداث العمل، لكنهم دائما ما يواجهون بعقبات كثيرة تحول دون حضورهم، بداية من ضرائب مبالغ فيها على معدات التصوير، حيث تتعامل معها الجمارك المصرية بنظام الموقوفات، أى أنها تفرض على المنتج الأجنبى ضرورة إصدار خطاب ضمان بقيمة المعدات يسرى طوال مدة وجودها فى مصر وعند الانتهاء من التصوير يدفع المنتج عشرين فى المائة من قيمة الرسم الجمركى المقرر سواء كانت مدة التصوير يوما واحدا أو سنة كاملة، وهذا لا يحدث فى أى دولة فى العالم، حيث تمتنع كل الدول عن تقاضى رسوم جمركية وتكتفى فقط بتعهد رسمى يضمن إعادة كل المعدات إلى الدولة التى جاءت منها عقب نهاية التصوير.

الواقع أيضا أن كل شركات الإنتاج التى جاءت لتصوير أفلامها اشتكت من مغالاة الآثار فى تقدير أسعار إيجار المناطق الأثرية، بجانب روتين الموافقات الرسمية، حيث يتعامل المسئولون مع الشركات الإنتاجية دون اهتمام بعنصر الزمن، رغم أن هذه الأفلام تصل تكلفتها إلى عشرات الملايين من الدولارات، ولا يمكن للمنتج الأجنبى أن ينتظر لفترة طويلة حتى ترد عليه الجهات الرسمية التى تخضع لبيروقراطية دون النظر لأهمية تصوير الأفلام الأجنبية فى مصر.

أيضا اعتادت الرقابة لدينا رفض بعض السيناريوهات لأسباب بدت للكثير من المنتجين غير مقبولة لينتهى الأمر بتصوير الأعمال فى دول عربية وشرق أوسطية.

إن عشرات الملايين من الدولارات بلا مبالغة تضيع علينا لأن المسئولين عن الهيئات يتعاملون مع أى فريق سينمائى عالمى وافد وكأنه فريسة يجب أن تـُلتهم حتى يتوب عن تكرار الزيارة أو ينسى الأمر برمته. فى دبى يجرى تصوير فيلم جديد لتوم كروز بعدما أبدى سعادته بالمعاملة الحسنة التى وجدها حين صور نسخته الأخيرة من «مهمة مستحيلة» هناك، وأتذكر فى مؤتمره الصحفى بعد عرض الفيلم كان يتحدث عن دبى وكأنه يتحدث عن مناخ ساحر وملهم باستديوهاتها المفتوحة وكرم الضيافة.. وحينئذ سألت توم كروز: هل يمكن أن تصور فيلما فى مصر؟ فأجاب النجم الكبير: نعم بشرط أن تكونوا كرماء معنا!

.. انتهى الدرس..

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات