ترحيب شرق أوسطى بترامب - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 4:15 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ترحيب شرق أوسطى بترامب

نشر فى : الخميس 17 نوفمبر 2016 - 9:45 م | آخر تحديث : الخميس 17 نوفمبر 2016 - 9:45 م
نشرت مجلة The New Yorker الأمريكية مقالا لـ«روبن رايت» الكاتبة بالمجلة حول الترحيب المفاجئ وغير المتوقع بدونالد ترامب وذلك من قبل قادة وزعماء عدد من الدول بمنطقة الشرق الأوسط عقب الإعلان عن فوزه بسباق الرئاسة الأمريكية الأسبوع الماضى.

تبدأ «رايت» المقال بأنه عقب الإعلان عن فوز ترامب بدا ترحيبا غير متوقع إزاء ترامب من قبل بعض الإسلاميين المتطرفين وعدد من الأنظمة غير الديمقراطية بالمنطقة العربية والتيار اليمينى بإسرائيل والذى بدى مندفعا إلى حد كبير. وحدها إيران التى أعلنت عن قلقها من انتخاب دونالد ترامب، والذى تعهد بتحويل سياسة الولايات المتحدة فى المنطقة وبخاصة مع 4 دول تعانى من حروب وصراعات؛ سوريا والعراق وليبيا واليمن، مع ارتفاع حدة التطرف وعودة الحكم الاستبدادى بعد انهيار الربيع العربى، وعدم الاستقرار الاقتصادى والتحديات الديموغرافية، التى طالت عشرات المجتمعات بالمنطقة.

وتأكيدا على ذلك الترحيب بترامب بالشرق الأوسط فقد جاء أول اتصال هاتفى يهنئ الرئيس الأمريكى بفوزه بسباق الرئاسة الأمريكى من قبل الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى. جدير بالذكر أن السيسى قد التقى كلا من هيلارى كلينتون ودونالد ترامب بنيويورك خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر الماضى. وقد جاءت مواقف المرشحين ــ كلينتون وترامب ــ متباينة للغاية تجاه المنطقة العربية ومصر بشكل خاص. وعقب الاجتماع الذى جمع بين السيسى وترامب أعرب الأخير عن إعجابه الشديد بالرئيس المصرى ووصفه بالشخص الرائع وأن بينهما تفاهم كبير وأنه تمكن من تخليص الدولة المصرية من الإرهاب والتيارات المتطرفة بها وتمكن بحق من إحكام السيطرة عليها وامتلاك زمام الأمور.

من جهة أخرى يشير الموقع الإلكترونى الخاص بالحملة الانتخابية لترامب أن رؤيته تتمحور حول إلغاء الاستراتيجية الحالية لبناء الدولة وتغيير النظام وإعطاء الأولوية للاستقرار ولو جاء على حساب القيم الديمقراطية ــ والتى يمكن أن تأتى بنتائج غير مضمون عواقبها.

***

عودة إلى مصر والولايات المتحدة تقول رايت أن أمريكا تقوم بتقديم مساعدات لمصر تقدر بمليار ونصف المليار دولار، والتى يأتى معظمها فى شكل مساعدات عسكرية. وفى بيان صدر أكد أن المكالمة الهاتفية الأولى بين الزعيمين التى جرت الأسبوع الماضى تشير إلى وجود تفاؤل وآمال بأن وصول ترامب سيؤدى إلى تحول إيجابى فى العلاقات الثنائية بين البلدين، وسيضفى أبعادا وروح جديدة ستعود بالنفع على الجانبين، فيما أكد الرئيس المنتخب «ترامب» أنه يتطلع قريبا للقاء نظيره المصرى مرة أخرى.

وإجمالا فقد أكد الكثير من القادة بمنطقة الشرق الأوسط على تفاؤلهم بفوز ترامب خلال تهنئتهم له، سواء خلال مكالمات هاتفية أو تصريحات صحفية أو حتى تغريدات على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، مؤكدين أن ذلك سيعمل على تعزيز العلاقات بين بلادهم وبين الولايات المتحدة فى عهدها الجديد مع الرئيس الجمهورى. ولم تختلف المملكة العربية السعودية عن هؤلاء القادة؛ حيث أعرب وزير الخارجية السعودى «عادل الجبير» عن أمله فى تعزيز العلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن خاصة بعدما أصابها بعض الفتور خلال الفترة الماضية، رغم تأكيد أوباما على رغبته بزيادة المبيعات العسكرية من أجل ضمان مزيد من الحماية للمملكة.

***

تشير «رايت» من جهة أخرى أن آمال الحكام وبخاصة فى الشرق الأوسط وما يعبرون عنه لا تعكس بالضرورة رغبات شعوبهم؛ فحينما جاءت آراء عدد منهم مؤيدة لترامب لم يحدث الأمر ذاته مع عدد كبير من تلك الشعوب. يؤكد ذلك استطلاع للرأى تم إجرائه قبيل أيام قليلة من إجراء الانتخابات الأمريكية حول شعبية المرشحين الأمريكيين «ترامب وكلينتون» بتسع دول عربية شملت مصر والعراق والمغرب وفلسطين «تحديدا الضفة الغربية وقطاع غزة» والمملكة العربية والكويت وتونس والأردن والجزائر، وقد كشف الاستطلاع أن 60% بهذه الدول فضلت الديمقراطية هيلارى كلينتون، فيما حصل الجمهورى ترامب على تأييد من قبل 11% فقط، وقد أبرز الاستطلاع أن أقل نسب لتأييد ترامب قد جاءت فى كل من مصر وفلسطين.

فيما يتعلق بالتنظيمات الجهادية المتطرفة فقد عبرت وفقا للكاتبة مثل العديد من قادة دول منطقة الشرق الأوسط عن سعادتها بفوز ترامب من خلال وسائل التواصل الاجتماعى الخاصة بها، وهذا رغم تأكيدات ترامب خلال تصريحات صحفية ومناظرات تليفزيونية بأنه فى حال وصوله إلى البيت الأبيض سيعمل جاهدا على سحق والقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام «داعش»، إلا أنه لم يقدم أية تفاصيل حول خطوات القيام بذلك.

أما إسرائيل فقد جاء رد فعلها مرحب للغاية بوصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، والذى اعتبره كثيرون بمثابة الهدية والمنحة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» والتأكيد على أن نتنياهو للمرة الأولى سيكون شريكا للجمهورى ترامب فى البيت الأبيض وذلك على عكس ما كان سائدا إبان عهد أوباما؛ حيث أعرب نتنياهو فى البداية عن تأييده لمنافس أوباما «ميت رومنى» وذلك عام 2012، فضلا عن تصريحاته بالكونجرس عام 2015، والتى حاول خلالها عرقلة الاتفاق النووى الإيرانى المقترح والذى كان يعد أحد إنجازات أوباما. وتستطرد الكاتبة قائلة أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل أن أوباما أيضا كان كثير الانتقاد واللوم لنتنياهو؛ حيث هاجمه عندما قامت إسرائيل بزيادة المستوطنات اليهودية فى الضفة الغربية مؤكدا أن ما حدث يقوض من عملية السلام. وتأكيدا على ذلك الترحيب بالرئيس الجمهورى الجديد فقد أكد نتنياهو خلال تغريدات عبر موقع «تويتر» بأنه يتوقع أن تصبح العلاقات أكثر ازدهارا فى عهد ترامب من أى وقت مضى، فيما دعا ترامب نتنياهو إلى زيارته فى أقرب وقت ممكن.

***

تختتم الكاتبة مقالها بالإشارة إلى الدولة الإيرانية والتى ستعقد انتخاباتها الرئاسية خلال شهر مايو المقبل وسيتوقف مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين على المفاهيم السائدة لدى الجانب الإيرانى حول مدى الفوائد التى ستعود عليهم من مغامرتهم لإعادة العلاقات مع الولايات المتحدة. وفيما يرتبط بترامب ومستقبل العلاقات الأمريكية الإيرانية فقد صرح «محمد جواد ظريف» وزير الخارجية الإيرانى، والذى قام بالتفاوض حول الاتفاق النووى الإيرانى، بأن على كل رئيس للولايات المتحدة أن يتفهم واقع عالم اليوم وأضاف أن الشىء الأهم أن يدرك رئيس الولايات المتحدة بأن عليه الالتزام بكل الاتفاقات والارتباطات السابقة وفقا للقواعد الدولية مع التأكيد بشكل خاص على ضرورة الالتزام بالاتفاق النووى الإيرانى.
التعليقات