4 أسباب تجعل انسحاب أمريكا من الشرق الأوسط بطيئا - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 8:04 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

4 أسباب تجعل انسحاب أمريكا من الشرق الأوسط بطيئا

نشر فى : الخميس 18 نوفمبر 2021 - 10:05 م | آخر تحديث : الخميس 18 نوفمبر 2021 - 10:05 م
نشر موقع Eurasia Review مقالا للكاتب يسار ياكيس، تناول فيه أسباب تحول الولايات المتحدة عن منطقة الشرق الأوسط. ذاكرا أن هذا التحول سيكون تدريجيا وليس فجأة بسبب العديد من القضايا أبرزها ما يتعلق بعلاقات واشنطن بكل من تركيا، وروسيا، وسوريا، وإيران.. نعرض منه ما يلى.
كان التحول نحو منطقة المحيط الهادئ على أجندة واشنطن لما يقرب من أربعة عقود. فلقد أجبرت الإنجازات الاقتصادية الهائلة التى حققتها الصين الولايات المتحدة على اتخاذ مثل هذا الاختيار. ومن المرجح أن يتأثر الشرق الأوسط بمثل هذا التحول.
لكن هناك العديد من القضايا ــ المتعلقة بالدفاع ــ على أجندة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط والتى ستبطئ من تحولها عن المنطقة، أربع من هذه القضايا تبدو أهم من غيرها تتعلق بكل من: تركيا وروسيا وسوريا وإيران.
القضية الأولى هى العلاقات بين أنقرة وواشنطن. العلاقات بين الدولتين موضع نقاش حاد فى وسائل الإعلام التركية نتيجة الخلافات حول مجموعة متنوعة من المسائل، لكن تبدو النقاشات بين العاصمتين وكأنها حوار بين الصم. بعبارة أكثر وضوحا، فشلت تركيا فى فهم سبب عدم توقف الولايات المتحدة عن تقديم جميع أنواع المساعدات لمجموعة المقاتلين الأكراد التى تعرف باسم وحدات حماية الشعب YPG، والذين تربطهم صلات وثيقة بمنظمة حزب العمال الكردستانى المصنفة منظمة إرهابية وفقا للسلطات التركية. على الجانب الآخر، تستخدم واشنطن مقاتلى وحدات حماية الشعب فى سوريا لمحاربة قوات بشار الأسد من جهة وتعزيز الهوية الكردية من جهة أخرى. وحتى الآن، لم تعط واشنطن أى إشارات بأنها قد تغير هذه السياسة.
الآن تحاول مجموعات مختلفة الضغط على الحكومة التركية لمنع الولايات المتحدة من استخدام قاعدة إنجرليك الجوية المخصصة لحلف شمال الأطلسى. وهى واحدة من القواعد الجوية الست للحلف فى أوروبا وتستوعب ما يقدر بنحو 50 سلاحًا نوويًا كما أنها موطن لحوالى 5 آلاف جندية وجندى أمريكى. يتم استخدام المطار من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وأحيانًا المملكة العربية السعودية.
على كلٍ، تصم الحكومة التركية حتى الآن آذانها عن المطالب بإغلاق القواعد العسكرية الأمريكية فى تركيا، لكن يجب أن نضع فى اعتبارنا أنه تم تنفيذ مثل هذه لمطالب قبل 45 عامًا.
ففى عام 1975، أغلقت الحكومة التركية جميع القواعد العسكرية الأمريكية فى تركيا كرد فعل على الحظر الذى فرضته واشنطن على أنقرة عقب عمليتها العسكرية فى قبرص. لكن بعد ثلاث سنوات من العلاقات المتوترة، اضطرت الولايات المتحدة إلى رفع الحظر فى عام 1978 وأعيد فتح قواعدها.
ومع ذلك، تآكل ثقة واشنطن بمصداقية تركيا دفع البنتاجون الآن للبحث عن بدائل أخرى لقاعدة إنجرليك. قاعدة الأزرق الجوية فى الأردن من بين القواعد المحتملة.
قصارى القول، بصفتها حليفة فى الناتو، تشكو أنقرة من الدعم الأمريكى المقدم للأكراد السوريين، لكنها تفشل فى إدراك أن لواشنطن أيضًا أولوياتها الخاصة التى قد لا تتوافق دائمًا مع أولوياتها.
القضية الثانية المتعلقة بالدفاع على أجندة واشنطن هى علاقاتها مع موسكو. فروسيا فى طريقها لتأكيد نفسها كلاعب مهم فى الساحة العالمية. وهى مزروعة بقوة بالفعل فى سوريا. وسيجعل الاضطرار إلى التعامل مع الصين على المسرح العالمى مهمة واشنطن أكثر صعوبة فى تعاملها مع روسيا.
أصبح البحر الأسود نقطة خلاف أخرى بين موسكو وواشنطن. كان هذا البحر منطقة بحرية مستقرة خلال حقبة الحرب الباردة لأن اتفاقية مونترو لعام 1936 أنشأت توازنًا دقيقًا لحماية المخاوف الأمنية لروسيا. وبموجب هذه الاتفاقية، تعرضت السفن البحرية للدول غير المشاطئة لعدد من القيود فى البحر الأسود، بما فى ذلك أن حمولتها الإجمالية لا يمكن أن تتجاوز ثلثى حمولة أسطول أقوى دولة فى البحر، أى روسيا. علاوة على ذلك، لم يُسمح للسفن البحرية غير المشاطئة بالبقاء فى البحر الأسود لمدة تزيد على 21 يومًا.
أخيرا، أدى انضمام بلغاريا ورومانيا إلى الناتو فى عام 2004 إلى تغيير نموذجى مهم. ومن غير الواضح كيف سيؤثر ذلك على توازن القوى فى المنطقة. كما أن الدعم القوى الذى قدمته الولايات المتحدة لأوكرانيا عامل آخر لزعزعة استقرار روسيا فى البحر الأسود.
جدير بالإشارة أن تحسن العلاقات بين الناتو وروسيا استمر أقل من 30 عامًا وبدأت الخلافات الآن فى الظهور وعلى إثرها قررت روسيا مؤخرًا إغلاق مكتب ممثلها الدبلوماسى فى مقر الناتو.
البند الثالث المهم على أجندة واشنطن الخاصة بالشرق الأوسط هو سوريا. فبشكل أساسى، تهدف السياسة الأمريكية فى سوريا إلى إضعاف حكومة الأسد واحتواء انتشار روسيا وإيران فى البلاد. العملية الدستورية التى ترعاها الأمم المتحدة تسير ببطء شديد. كما يدعم عملاء واشنطن وموسكو وجهات النظر المتعارضة فى هذه العملية. لكن يظل الدعم العسكرى الأمريكى للأكراد ودعم موسكو للأسد هما العاملان الرئيسيان وراء الكواليس.
أما القضية الرابعة والأخيرة هى إيران. الولايات المتحدة تنظر إلى طهران على أنها عدو، لكن تفاصيل استراتيجيتها العسكرية تجاه الدولة الإيرانية غير واضحة. فكرة إحياء الاتفاق النووى لخطة العمل الشاملة المشتركة لا تزال راكدة. كما تقوم إسرائيل بكل ما فى وسعها لإقناع واشنطن بمعاقبة إيران بشدة، لكن تفاصيل كيفية تنفيذ ذلك لم يتم الكشف عنها بعد.
فى ضوء هذه الخلفية، من المرجح أن يتضاءل الوجود العسكرى الأمريكى ووزنها السياسى فى الشرق الأوسط تدريجيا ولكن ليس فجأة.
إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

التعليقات