علم الآثار.. القصور.. والأبعاد الغائبة - خالد عزب - بوابة الشروق
الثلاثاء 10 يونيو 2025 4:30 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

علم الآثار.. القصور.. والأبعاد الغائبة

نشر فى : الإثنين 19 نوفمبر 2012 - 8:30 ص | آخر تحديث : الإثنين 19 نوفمبر 2012 - 8:30 ص

إذا مررت فى شوارع القاهرة التاريخية ستجد اسوار الحديد تحيط بكل اثر حتى تشوة جمالياته، هذه الاسوار انما تعبر عن سوء العلاقة بين الآثار والمجتمع من النظرة السطحية المباشرة حيث لا يشعر المجتمع بأن هذا التراث ملكه لكى يحافظ عليه، لكن اذا نظرنا بعمق سنجد ان المجتمع لا يرى فائدة تذكر من المحافظة على هذا التراث.

 

●●●

 

اعرف ان ما اقوله صادما، لكن الاكثر صدمة ان تلك الفتوى التى صدرت عن احد الدعاة بهدم الاهرامات وابوالهول لها صدى لدى قطاعات من المجتمع، وليس ادل على ذلك من الاستقبال الفاتر للبعض لها، هذه كلها حقائق كاشفة عن فجوة يجب الحديث عنها بصراحة، فنحن ليس لدينا علم الآثار ولا فلسفة لهذا العلم تجعل منه جزءا من سياق الشخصية الوطنية المصرية، فظللنا ندور فى موروث فرعون الظالم لموسى وقومه، ونسينا انه لولا علم الآثار لما سقطت كثير من مرويات التوراة وباتت صدقيتها على المحك، ولولا علم الآثار لما ادركنا ان الفراعنة عرفوا افريقيا كعمق لمصر، بل ان القبائل المصرية فى رواندا تفتخر بانها تعيش  هناك منذ عصور الفراعنة ،هؤلاء الفراعنة الذين كان العالم يتطلع لهم كمثال على التقدم والرقى الحضارى فنشأت  فى مصر الفرعونية علوم كالرياضيات والفلك والكيمياء ودونوا علومهم على البردى، ومن موروث الفراعنة والعراق الفلسفى بنت الفلسفة اليونانية معارفها، فمن لديه أصل يفتخر به، كيف يتخلى عنه؟

 

واذا كانت المشكلة مشكلة آلهه وثنية ، فكيف اذا الآن وهناك حقائق تتكشف أن  المصريين القدماء بدأت ديانتهم فى عصور ما قبل الأسرات ديانة توحيد ثم ذهبت الى ما صارت عليه، فكأن علم الآثار يؤكد ما ذهب اليه الاسلام فى رؤيته لتحول الاديان، ويقودنا علم الآثار إلى التعرف على ان النحو فى لغة قدماء المصريين يتشابه الى حد كبير مع النحو فى اللغwة العربية فكلاهما له مشترك لغة أم اعطت لغات جنوب غرب آسيا وشمال افريقيا روحا مشتركة، ثم نذهب الى أن الكلمات التى كنا نعتقد انها نقلت من الفارسية الى العربية ما هى الا كلمات اكادية عراقية، اذا أين المشكلة؟

 

عرف العرب علم الآثار وتفاعلوا معه انظر معى الى ما كتبه المقريزى فى كتابه المواعظ والآثار فى ذكر الخطط والآثار أو ما كتبه الامام السيوطى عن الاهرامات والإدريسى عن الاهرامات او ماذا نفعل مع المساجد التراثية كالأزهر، ان العمق فى رؤيتنا للتراث والموروث المادى واللا مادى اصبح ضروريا اليوم.

 

●●●

 

المشكلة أن نغرس اهمية هذا العلم بعد أن نعطيه رؤية عميقة تقربه من ثقافتنا وندمجه مع مناهج التاريخ فى المدارس، وأن نزيل الحواجز  والعوائق فى قانون الآثار لنجعله يتعاطى ويعطى المجتمع لا أن يكون قانونا جامدا يجمد الآثار فيجعلها أصناما يكرهها المجتمع كما يكره الديانات الوثنية.

 

 

 

خالد عزب  مشرف علي برنامج ذاكرة مصر المعاصرة
التعليقات