مصالح مصرية وعربية.. والهدف هو تجديد دماء الاستبداد - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 9:28 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصالح مصرية وعربية.. والهدف هو تجديد دماء الاستبداد

نشر فى : الخميس 21 أغسطس 2014 - 7:25 ص | آخر تحديث : الخميس 21 أغسطس 2014 - 7:25 ص

فى مصر، مصالح اقتصادية ومالية وإعلامية كبرى ترتبط عضويا بمنظومة الحكم/ السلطة وتتحالف معها لتجديد دماء الاستبداد وﻹبقاء مسار فعلى للتحول الديمقراطى خارج حسابات الدولة والمجتمع.

ولهذه المصالح الاقتصادية والمالية والإعلامية امتدادات إقليمية، خاصة باتجاه منظومات الحكم/ السلطة فى الخليج ونخب المال والأعمال فى دوله ودول عربية أخرى.

وخلال السنوات الماضية وبعد أن تصاعد طلب الشعوب العربية على الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، تبلورت من جديد بين المصالح والنخب ومنظومات الحكم/ السلطة هذه شبكات مشتركة للفعل السياسى والأمنى والإعلامى بهدف إخافة الشعوب العربىة من طلب الديمقراطية بادعاء أن البديل الوحيد لحكام اليوم هو الفوضى، وبهدف تخوين وتشويه الأصوات والمجموعات المدافعة عن الحقوق والحريات بادعاء تبعيتها للغرب وتنفيذها للخطط التآمرية الأمريكية والأوروبية، وفى التحليل الأخير بهدف الحفاظ على منظومات الحكم/ السلطة دون تغيير والحيلولة دون المساس بامتيازات أصحاب المصالح الكبرى.

ولم تكن قضايا السياسة الإقليمية وشئون الشرق الأوسط بعيدة عن الشبكات المشتركة للحكام والأغنياء والنافذين فى الدول والمجتمعات العربية؛ حيث صدرت أجندة الحرب على الإرهاب إلى الواجهة وادعت منظومات الحكم/ السلطة زيفا أن أولوية القضاء على الإرهاب واستعادة الأمن تتناقض مع أو تسبق مسارات التحول الديمقراطى، وروج للمواقف الرمادية من العدوانية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى وتراجعت أهمية الحق الفلسطينى فى تقرير المصير وفى دولته المستقلة، وصنعت علاقة ارتباط زائفة بين مطالبة أصوات ومجموعات عربية بالديمقراطية وبين حديث المؤامرات ومقولات نشر الفوضى وتهديد الاستقرار وتقويض الدولة الوطنية، وأخرجت أزمات الاستبداد والفساد وغياب العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة من معادلات السياسة الإقليمية وكأن هذه الأزمات متخيلة أو متوهمة من قبل «المتآمرين» أو كأن التغلب عليها لا يمثل أولوية كبرى لتحقيق بعض التقدم فى المنطقة الممتدة من البحرين إلى المغرب، وتواصلت الصياغة الشيزفرونية للعلاقة مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية على نحو مكن من جهة باتهامهم فى الإعلام بالتآمر على العرب تحت لافتات الديمقراطية وحقوق الإنسان وسمح لمنظومات الحكم/ السلطة ببناء علاقات تحالف فعلية مع الغرب والحفاظ على مصالحه الاستراتيجية إن أمن إسرائيل أو إمدادات النفط أو إدارة العلاقة المركبة والمرتبكة مع جماعات وتنظيمات التطرف.

عليك، عزيزى المواطن فى مصر وفى الدول العربية الأخرى، ضع فى ذهنك هذه المصالح الاقتصادية والمالية والإعلامية وشبكات الفعل السياسى والأمنى والإعلامى الممتدة إقليميا بهدف حماية الاستبداد وإبعاد الشعوب العربية عن الطلب على الديمقراطية والحفاظ على امتيازات الحكام والأغنياء وأنت تتابع الإعلام المصرى والعربى وتناوله للقضايا المختلفة أو تجاهله لها من طقس عبادة الحاكم الفرد الذى يتجدد وانتهاكات حقوق الإنسان التى يغلفها الصمت إلى حرب إسرائيل على غزة التى يبرر لها بصورة غير مباشرة وتشويه أصوات الديمقراطية من البحرين والسعودية إلى مصر والمغرب بادعاءات زائفة وعبر أبواق للأجهزة الأمنية والاستخباراتية تنشط إقليميا لتزييف الوعى واغتيال العقل.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات