«شيطنة» السوشيال ميديا - خالد الإتربي - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 5:58 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«شيطنة» السوشيال ميديا

نشر فى : الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 10:50 م | آخر تحديث : الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 10:50 م

الاعتراف بالأزمات بداية الطريق لحلها، أما الهروب منها، فقد يكون حلا مؤقتا يشبه المسكنات، سرعان ما يعقدها بعد زوال تأثيره.

ان اعتبرنا ما سبق نظرية مسلما بها، وطبقناها على الوسط الرياضى المحلى، سنجد ان الجميع لجأ إلى المسكنات فى الأزمات، دون الوصول إلى اصلها أو البحث عن أسبابها.

بمتابعة كل ازمات الاندية خلال السنوات الماضية، سنجد اصابع الاتهام، توجه نحو جماهير السوشيال ميديا، والتأكيد على أنهم لم يتركوا المناخ الصحى للعمل، بسبب ضغوطهم المستمرة، بانتقاد كل قرارات الاندية، والهجوم عليها فى كل مناسبة، ووصل تعبير الكثير منهم، بأن الامر صار اشبه بلعنة حلت من السماء اصابت الجميع، ولا مفر منها.

على عكس هؤلاء، ارى هذا التحليل تسطيحا للازمة، ومثالا واضحا على تطبيق نظرية الهروب، فبدلا من التعامل بجدية حقيقية، باتت الحجة موجودة مسبقا، وهى ان جماهير السوشال لا ترضى بشىء، والغريب فى الأمر ان معظم هؤلاء استفادوا من هذه الآلية، والكثير منهم حصل على موقعه من خلالها.

اذن.. الازمة تتلخص فى طريقة التعامل معها، وهى بكل بساطة النظر إلى هؤلاء بعين الاعتبار، وليس نظرة السيد للعبيد، ففى النهاية جماهير السوشيال هى انت وانا وكل محبيك وكل معارضيك ايضا.

قطاع كبير من جماهير السوشال، قد يتفوق على المسئولين بما يقترحه من حلول، وهناك جانب اخر لا يرى شيئا ايجابيا يحدث، اذن هل الحل ان اطرح رأى الجميع جانبا، بداعى ان كلهم شياطين؟!. بالطبع لا.

على الاندية ايجاد خبراء فى التعامل مع السوشيال ميديا، فمن الممكن ان تكون عاملا ايجابيا وأحد مقدمى الحلول الابتكارية التى قد تغيب عن اذهان المسئولين فى الكثير من الاحيان، عن طريق تحليل الاراء البناءة، كما ان نفس الالية ستكون قادرة على التعامل مع اصحاب الاراء الهدامة، وعرض نتائج هذه التحليلات على الجماهير، حتى يتم كشف اذا كان هناك حملات موجهة، مثلما يدعى البعض ام لا.

لا داعى للاستغراب من مطلب التعاقد مع «خبراء» فى السوشيال ميديا، لانه بات علما يدرس فى جميع انحاء العالم، ومؤثرا إلى حد كبير، وبالتالى حينما تتعاقد معهم، فمن المؤكد انك ستتجنب العديد من الازمات التى تراها عبئا كبيرا عليك، وان يتحول «المارد» المرعب بالنسبة لك لناصح أمين، واذا كنت تراه شيطانا فمن المؤكد انهم سيجعلونه «يعظ».

ــــــــــــــــ
عهد ووعد

مع انتشار المواقع الالكترونية والسوشيال ميديا، تراجعت اهمية قراءة المقالات بشكل كبير، وقد يكون محبطا لبعض النقاد، لكن الامر بالنسبة لى مختلفا للعديد من الاعتبارات، منها اننى انتظرت طويلا حتى اكتب مقالا فى العدد الورقى لجريدة الشروق، بيتى الذى تربيت بين جدرانه وتعلمت فيه احترام الجميع، وعدم التفرقة بين أى نادٍ فى التناول، حتى وإن كان انتمائى معروفا للجميع.

لذلك ومع المقال الاول لى فى هذا المكان الذى يكتب فيه واحد من علامات النقد الرياضى فى مصر على مدى تاريخه الاستاذ حسن المستكاوى، أجد لزاما على أن اؤكد لك عزيزى القارئ اننى سأكون على عهدك بهذا المكان، الذى كان وسيظل موضوعيا، ووعد بأن اقدم لك الحقيقة كاملة دون ميل أو زيف.

khaledetriby@gmail.com

التعليقات