الديمقراطية أبدًا - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 7:16 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الديمقراطية أبدًا

نشر فى : الخميس 24 مارس 2011 - 9:34 ص | آخر تحديث : الخميس 24 مارس 2011 - 9:34 ص

 من الخطأ تصور أى معسكر أو فصيل سياسى أو فكرى أن نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية انتصار خاص له لأن الانتصار الحقيقى تم قبل بدء فرز أى صندوق من صناديق الاقتراع عندما احتشد الشعب داخل مراكز الاقتراع من أجل المشاركة فى هذا الاستفتاء.

فتلك الروح الإيجابية والرغبة فى المشاركة الفعالة من جانب ملايين المصريين الذين لم يخطر ببال أحدهم قبل ذلك اليوم المشاركة فى أى انتخابات لن تترك الفرصة لأى تيار أن يسطو على الثورة التى جاد من أجلها الشعب بمئات الشهداء وآلاف الجرحى. لذلك لم يكن من اللائق أبدا أن يخرج الشيخ محمد حسين يعقوب لكى يقول إنه على من قال «لا» أن يبحث عن تأشيرة هجرة إلى كندا أو أمريكا لأن الأغلبية قالت «نعم». بل إن الشيخ يعقوب وغيره من شيوخ التيار السلفى على وجه الخصوص مدينون بالشكر لهؤلاء الذين قالوا «لا» باعتبارهم من المشاركين بقوة فى ثورة 25 يناير. فلولا هذه الثورة وهؤلاء الثوار مسلمين ومسيحيين لما استطاع الشيخ يعقوب أن يحتفل بالنصر فى «غزوة الصناديق» فى أحد المساجد.
إن التصويت فى الاستفتاء لم يكن تصويتا على هوية مصر ولا انحيازا لدولة دينية يبدو أن الشيخ يعقوب وأترابه يريدونها فى مصر وإنما كان تصويتا سياسيا فى المقام الأول واختيارا بين رؤيتين للعملية السياسية التى تشهدها مصر من أجل الوصول إلى نظام سياسى ديمقراطى فعال.

وحسنا فعلت جماعة الإخوان المسلمين التى اختارت معسكر «نعم» عندما اعتذرت عن بيان منسوب إليها أضفى على التصويت بعدا دينيا لأن هذه الجماعة التى تلعب دورا رئيسيا على الساحة السياسية يجب ألا تنزلق إلى مستنقع استغلال الدين كورقة سياسية لأن الدين أعز من ذلك وأغلى بكثير.

فى الوقت نفسه فإن القوى السياسية الأخرى ترتكب خطأ كبيرا فى حق نفسها وحق الثورة وحق الشعب كله عندما تتصور أن نتيجة الاستفتاء كانت انتصارا ساحقا للإخوان المسلمين وهزيمة مذلة لها لترفع راية الاستسلام لأن المعركة السياسية فى مصر الجديدة لم تبدأ بعد.

فالتيار الإسلامى وإن بدا قويا ومسيطرا على مساحة عريضة من المشهد الحالى ليس بالتأكيد هو التيار الوحيد. والديمقراطية التى لن يرضى المصريون عنها بديلا سوف تعيد فرز القوى السياسية والفكرية لأن المصريين وإن كانوا متدينين فإنهم ليسوا ممن يسهل التلاعب بهم بورقة الدين. والناخب لن يختار من يقول «قال الله وقال الرسول» فقط وإنما سيختار من يقرن أقواله بالأفعال ومن يقدم له حلولا لما يواجهه من مشكلات وفى ذلك فليتنافس المتنافسون.

التعليقات