تعتقد الجماعة الآن أنها قادرة على لعب دورين فى الفيلم، وبنجاح منقطع النظير.
يظهر الإخوان للخارج على أنهم ضحية: تم الانقلاب على صناديقهم، ويتم استقبال مسيراتهم بالرصاص الحى. لكنهم يتلفتون ناحية معارضيهم فى الداخل فيزأرون، يهددون بالويل والثبور، وتقطيع أوصال القاهرة فى العشر الأواخر من رمضان. فى معركة اقتحام التحرير الفاشلة عصر الاثنين، رفع فتوتهم الشومة الدامية للكاميرا وصرخ: حنمسحكم من على وش الأرض.
أحداث ليلة الثلاثاء الطويلة أظهرت لى أن العملية الانتحارية التى ينفذها العقل الإخوانى من بداية هذا الشهر قد وصلت إلى ذروتها «السلمية»، وهذه عينة من عناوين الأنباء العاجلة فى ثلاث ساعات فقط.
أغلقت قوات الحرس الجمهورى، منذ قليل، شارع الميرغنى سالم بالدبابات والأسلاك الشائكة، انتظارا لمسيرات أعلن عنها الإخوان. المسيرات تتجه الآن إلى الحرس الجمهورى، والاتحادية والمطار. الشرطة فى الدقى، للفصل بين الإخوان وشباب التحرير، المتجهين إلى النهضة ردا على محاولة اقتحام الميدان. اشتباكات الآن بين الشرطة وأنصار مرسى حول مديرية أمن الفيوم، بعد اعتداء مسيرة إخوانية على ضابط.
تحذير يأتى ممهورا بتوقيع «الخبير الأمنى» الذى يحتكره فؤاد علام: الشرطة لن تصمت كثيرا على الإخوان، فهى تحافظ حتى الآن على عدم وقوع شهداء من الطرفين.
من الطرفين؟ إذن، عاجل: مسيرة النزهة الإخوانية تختطف أمين شرطة وتعذبه، وتختطف ضابطا من قسم مصر الجديدة.
كيف يتصورون أن العودة سهلة لأحضان الشارع المصرى العادى، المسيس وغير المسيس، بعد كل هذه الدماء؟
أنصار المعزول بالإسكندرية يهاجمون مظاهرة بسيدى جابر، وسقوط عشرات المصابين. مسيرة حاشدة من حزب الأصالة السلفى تتوجه الآن إلى تليفزيون شمال الصعيد بالمنيا، تمهيدا لحصاره، حتى يعود مرسى إلى منصبه.
نقترب من لحظة الحسم.
ميدان الجيزة الآن: اشتباكات مسلحة بين مؤيدى المعزول، ومتظاهرين من التحرير. خرطوش ومولوتوف من أعلى كوبرى الجيزة، ومسلحون يعتلون مسجد الاستقامة.
الاهالى يمشطون المنطقة بحثا عن الاخوان فى غياب تام للأمن. إغلاق كوبرى الجامعة بعد تحرك مؤيدى مرسى لمديرية أمن الجيزة.
كيف اندمج الإخوان، قيادات وأعضاء، فى الدور، فتصوروا أنهم سيعيدون مرسى بالدم، وأن هناك من يصدق أنهم ضحايا فقط؟
عاجل: هجمات بالقذائف شمال رفح، ومبنى إذاعة العريش تحت النار والحصار. مصرع أمين شرطة برصاص مسلحين بحى الصفا بالعريش.
عاجل: الاهالى يتجهون لميدان النهضة حتى تصبح الجيزة بلا اخوان. نداء لاهالى بين السرايات والمنيل: انزلوا نعمل جلاشة، اعدادنا كبيرة وهروب الاخوان سيكون فى اتجاهكم، حاصروهم.
كوبرى المطار «مدعكة» وصلاح سالم شغال عكسى عند فيرمونت. عاجل: الإخوان قطعوا الدائرى الآن. كل الطرق لمساكن شيراتون واقفة، صلاح سالم، اوتوستراد وشارع الثورة حتى الطرق جوا شيراتون كلها واقفة، هو الاخوان حاصرونا ولا ايه؟
يسحب العقل الإخوانى بلدنا نحو غابة البقاء للأقوى، بدلا من الاحتكام لقانون البقاء للكل، الذى هو طريقنا الوحيد للنجاة، ويفشل فى إقناع المتفرجين بصدق أدائه فى الدورين: الضحية والمنتقم الجبار.
فى تغريدته رقم ٢٥ من موقعة اقتحام التحرير، كان المصور الصحفى هيثم التابعى قد أرهق متابعيه بتفاصيل الدم والمطاردات، حتى وصل إلى الخلاصة: أى حديث عن مصالحة وطنية أو سلام اجتماعى مجرد اضغاث احلام للواهمين بمستقبل لن يكون إلا عنيفا ودمويا، يضيف بثقة: ملاحظتى من الشارع.