فيلم أحلام هند وكاميليا - محمود قاسم - بوابة الشروق
الجمعة 25 أبريل 2025 11:15 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

فيلم أحلام هند وكاميليا

نشر فى : الجمعة 25 أبريل 2025 - 7:15 م | آخر تحديث : الجمعة 25 أبريل 2025 - 7:15 م

 

يؤرقنى دومًا محاولة فهم المصطلحات الفنية واستخدامها فى الكتابة عن الأفلام، فمن المهم أن يتم استخدام هذه المصطلحات بمعناها الحقيقى والحقيقة أن المتحدثين جميعهم فى وسائل الإعلام يسيئون فهم هذه المصطلحات، لذا فمن الأهمية الكتابة عن كل منها بين وقت وآخر، لعلهم يقرءون ويفهمون، فمنذ أن بدأت الكتابة والنشر وأنا فى حالة انزعاج شديد من عدم فهم من يطلقون على أنفسهم الأساتذة ومصطلح النسوية وكم طالعت كلاما يثير الامتعاض، فالنسوية هو مصطلح غربى تمت صياغته مع تطور الحركات النسائية فى أوروبا والولايات المتحدة خلال القرن العشرين حتى صارت هناك فنون وآداب تدافع عنها وليس شرطا أن تكون هذه الأعمال من كتابات نساء فهناك كتاب عديدون عبروا عن قضايا المرأة بالإضافة إلى القليل من النساء الفنانات، ولعل ألبريتو مورافيا وإحسان عبدالقدوس هما الأبرز من الرجال، أما النساء ما أكثر الأسماء ويكفى متابعة الفائزين بجائزة فيمينا سنويا.

أكتب هذا بمناسبة متابعة فيلم أحلام هند وكاميليا الذى كتبه وأخرجه محمد خان، محاولاً أن يقدم عملاً ينتمى إلى هذه الحركة، وهو يختلف عن بقية أعماله التى أعطى فيها للمرأة أهمية ملحوظة مثل (دعوة على العشاء) وبالرجوع إلى الفيلم المشار إليه فإننا أمام اثنتين من النساء هما الشخصيات الرئيسية فى الفيلم تعملان فى أعمال متواضعة للغاية من أجل الاقتياد ولزوم الحياة بأقل قدر ممكن، وهما يعيشان فى مجتمع يغلب عليه الرجال بسلوكيات سلبية؛ حيث ينظر الرجل إلى المرأة على أنها مخلوق أدنى منه، فهو يعتمد عليها فى تدبير المال وشئون الحياة مثل شخصية كاميليا التى تتولى الصرف على أخيها وأسرته من عملها كخادمة، كما أنها تصير زوجة لرجل موسر، وبخيل للغاية ولا تتحمل العيش معه وتطلب الطلاق وبحسب النسوية فإن العيش بحرية أفضل من الزواج من رجل سلبى بهذه الدرجة، وجميع الرجال فى الفيلم هم فى الجانب السلبى سواء الزوج أو الإخوة أو الرفاق، فهند هى أيضا خادمة تحمل من رجل ما يلبس أن يدخل السجن ويتركها كى تتصرف فى أمور حياتها.

والعلاقة التى تربط بين هند وكاميليا تبدو بالغة الإيجابية بعيدة عن المصالح وقريبة من الحميمية الإنسانية لذا فإن هند عندما تلد طفلة فإن هذه الوافدة الجديدة إلى الحياة تمثل ضلعًا جديدًا فى مثلث يحمل اسم الفيلم أحلام هند وكاميليا إنتاج 1988 ومن إخراج محمد خان وتأليفه، كما أشرنا فإننا فى السينما المصرية لدينا العديد من المخرجات لكن ليس من بينهن واحدة اهتمت بما يسمى بالنسوية، ومنهن على سبيل المثال: أسماء البكرى، وكاملة أبو ذكرى، وإيناس الدغيدى، ويستثنى من هذه الحالة مخرجة واحدة فقط تنبهت من هذا الأمر خصصت الدفاع عن المرأة المطحونة فى عالم الرجال السلبيين وهى المخرجة نادية حمزة التى قدمت فيلم نساء صعاليق الذى يخلو تمامًا من وجود الرجل رغم أنه شخصية رئيسية، وللأسف فإن أفلامها لم يتوقف عندها النقاد كما كانت تستحق، والجدير بالذكر أن النسوية فى السينما الأوروبية ازدهرت منذ نهاية السبعينيات وحتى بداية هذا القرن وشهدت أسماء بالغة الأهمية مثل هيلين ساندرز فى ألمانيا وكولين سيرون فى فرنسا وهذه المخرجة الأخيرة فازت بجائزة سيزار عن فيلمها ثلاثة رجال ورضيع الذى يعتبر حالة خاصة جدا فى السينما النسوية.

التعليقات