صاحب السمو.. يغلق دكانه! - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 1:25 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صاحب السمو.. يغلق دكانه!

نشر فى : السبت 25 مايو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 25 مايو 2013 - 8:00 ص

صاحب السمو هو الأمير تشارلز ولى عهد بريطانيا، أما دكانه الذى أغلقه بالفعل الأسبوع الماضى فقد كان متجره الخاص الذى افتتحه عام 2005 لبيع أنواع الفاكهة والخضراوات العضوية التى يشرف على زراعتها بنفسه.

 

مزرعة الأمير يقع فيها قصره الريفى فى بلدة تيتبورى بمقاطعة جلوسترشير تضم أيضا مزرعة لتربية الأبقار. عرف الأمير تشارلز بنزعته للطبيعة واهتمامه بشئون الزراعة العضوية الأمر الذى حدا به لافتتاح هذا المتجر الذى ذاع أمره لكن فيما يبدو لم تأت الرياح بما اشتهت سفن الأمير فاضطر لإغلاقه.

 

كتب الأمير بيانا نشره على موقعه على الشبكة الإلكترونية يعتذر فيه عن إغلاقه لمتجره بعد أن لم يعد مجديا من الناحية المادية. جاء أيضا فى البيان «إن قرار الإغلاق كان صعبا. ونود أن نعتذر عن أى إزعاج سيتسبب فيه لأحد. ونشكر عملاءنا الذين دعمونا بصدق طوال السنوات الماضية».

 

الواقع أن المنتجات العضوية أو الطبيعية رغم انتشارها فى العالم وإقبال الكثيرين على تناولها شهدت تراجعا وانحسارا فى إنتاجها فى الأعوام القليلة الماضية لارتفاع تكلفتها الأمر الذى انتهى بمنتجيها إلى إعادة التفكير فى جدواها الاقتصادية وكان منهم سمو الأمير الذى بدا واضحا أن اهتمامه لم يكن فقط حبا فى الفكرة أو رغبة فى نشرها كما أعلن حينما بدأ مشروعه.

 

بلا أدنى شك زراعة الخضراوات والفاكهة دون اللجوء للأسمدة الصناعية والمبيدات الحشرية التى تقتل الديدان والحشرات وتلوث طعام الإنسان لها أهميتها فى مكافحة التلوث الذى يورث الأذى. أصبح من المعروف أن التلوث البيئى عامل أساسى فى نشأة الأمراض وأهمها الفشل الكلوى ومختلف أنواع السرطانات.

 

دراسات عديدة علمية أجريت لمقارنة الزراعات العضوية بغيرها من تلك الزراعات التى تستخدم فيها الوسائل الصناعية الحديثة. جاءت نتائجها مؤكدة لأهمية الزراعات والمحاصيل العضوية لصحة الإنسان وإن تساوت العناصر الغذائية فى المحاصيل العضوية بتلك التى استخدمت فيها الأسمدة والمبيدات الصناعية. لكن ألا تستحق صحة الإنسان وسلامته أن تبدأ مشروعات عملاقة للزراعة العضوية ربما معها تنخفض التكلفة إلى الحد الذى يعيد لسمو الأمير الأمل فى إعادة فتح متجره؟

 

عرف الإنسان القديم الزراعة العضوية تلك التى كان يلجأ فيها إلى وسائل بسيطة بدائية فى الزراعة والحصاد. كان وادى النيل مهدا لزراعة فريدة سجل وقائعها المصرى القديم على جدران معابده فهل نعيد النظر فيما نعرف ونعى جيدا؟

 

المحاصيل العضوية وتربية الأبقار والأغنام على مختلف أنواع العلف الطبيعية مشروع قومى لا يحتاج جهودا إضافية أو خبرة أجنبية. يكفى أن نراجع بعضا مما سجله الكاتب المصرى القديم من أقوال الفلاح الفصيح ونبدأ لتتراجع معدلات السرطان التى تسجل الآن أرقاما مخيفة لم تعرفها بلادنا من قبل.

التعليقات