سنة جديدة.. بين المدرج والملعب! - أحمد بهاء الدين - بوابة الشروق
السبت 18 أكتوبر 2025 5:01 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

سنة جديدة.. بين المدرج والملعب!

نشر فى : الخميس 25 ديسمبر 2014 - 9:55 ص | آخر تحديث : الخميس 25 ديسمبر 2014 - 9:55 ص

فى مثل هذا الوقت من عام 2009، جمعتنى جلسة مع أحد أصدقائى أذكرها جيدا جدا.. وأعتقد أنها لن تغيب عن ذاكرتى أبدا.. عام 2009 تأثر قطاع السيارات فى بلدنا بشكل كبير جدا بالأزمة الاقتصادية العالمية.. انخفضت المبيعات وقلصت معظم الشركات ميزانياتها للحد الأدنى.. لم تكن أحوال السوق مطمئنة على الإطلاق، ولكن فى الربع الأخير من العام بدأ الآمل يدب من جديد فى القطاع، ارتفعت المبيعات تدريجيا وأصبحنا نتطلع بقوة للعام الجديد.

وقتها كنت أستمع لصديقى وهو يروى لى تفاصيل معاناته خلال العام! أذكر جيدا مقاطعتى له، قائلا: «عمرنا ما هنشوف سنة بالمنظر ده تانى، مش ممكن يجى أوحش من كده»! كما توقعنا كانت 2010 أقوى واستعادة السوق بعض من أرقام 2008 فى مختلف القطاعات.

انتهت 2010 نهاية واعدة وتطلعنا بقوة للعام الجديد.. ولم تخب آمالنا مطلقا، كانت بداية 2011 أقوى مما تخيلنا بمراحل.. ولم ينقضِ شهر يناير حتى انقلبت الدنيا رأسا على عقب لندخل وتدخل بلدنا ودول المنطقة مرحلة جديدة تماما.

لا أريد الإطالة فى تلك القصة، فالأحداث عاصرها جميعنا.. ولكن أتوقف على أمنية تمنيناها ونتمناها دائما فى مثل هذا الوقت تحديدا من كل عام.. «يا رب السنة اللى جاية تبقى أحسن».. درس 2009 كان قاسيا نوعا ما بالنسبة لى!.. لم أكن أتوقع الأسوأ!.. ولكن أثبتت لى السنوات الماضية أنه مهما كان الوضع سيئا، فهناك دائما وضع أسوأ قد يكون فى انتظارنا.

أثبتت لى السنوات الماضية أيضا أن النجاح خادعا فى معظم الأوقات.. وأن الفشل إن أدركته متحملا المسئولية، ودون أن تلقى به على عاتق من حولك يصبح أعظم معلم.. فالنجاح لا يخضع لأى معايير، إذا اعتبرت نفسك ناجحا لما تستمع إليه من مديح، فمن الطبيعى أن تكف عن التقدم وكأنك حكمت على نفسك بالموت رغم أن قلبك ما زال نابضا بالحياة.

أثبتت لى السنوات الماضية أن جملة «يا رب السنة اللى جايه تبقى أحسن» هى أمنية «المهزومين».. أمنية من هم أضعف من مواجهة الواقع ومن هم أقل من خوض التحديات!

2015 عام جديد فى حياة كل منا على حدة.. كل منا مسئول عن تحقيق أهدافه، التمنى وحده لن يصل بأحد إلى تلك الأهداف أيا كان حجمها.. الأمر يستوجب تخطيطا وعملا.. تجارب ربما يكللها النجاح أو تنتهى بالفشل.

الفشل يعلم صاحبه، ينتقل بما تعلمه من دروس لرحلة جديدة وتحدٍ أكثر صعوبة.. من تجربة لتجربة أخرى تمتلئ الشهور بخطط يجب إنجازها والسنوات بخطط أكبر وتستمر الحياة.

لا أعتقد أن هؤلاء ينتظرون أن تصبح «السنة اللى الجاية أحسن» فهم من يصنعونها ويشكلونها بسباقهم المستمر مع الوقت.. بقدرتهم على خوض التحديات بشكل مستمر دون الخوف من الفشل، هم يعرفون جيدا كيف يستفيدون من الفشل، وهم أيضا من يصنعون التاريخ.

فريق «يارب السنة اللى جاية تبقى أحلى» أشبه بالجالسين فى مدرجات كرة قدم، ينفعلون مع كل حركة للكرة ولكنهم فى النهاية خارج حدود الملعب! عندما يتحسن الاقتصاد من الطبيعى أن ينعكس الانتعاش على جميع القطاعات، ولكن تظل البشرية فريقين، من صنعوا التاريخ ومن شجعوهم.. كل فريق يحصل على اختياره فى النهاية، من قبل التحدى وسعى وراء هدفه بالاجتهاد، ومن اكتفى بالتشجيع وانتظر «السنة اللى جاية تبقى أحسن».

أيا كانت معدلات التنمية ومؤشرات البورصة وسعر صرف العملات الأجنبية ومبيعات الأسواق.. 2014 كانت أفضل لمن خطط وعمل لتحقيق أهدافه، أما من انتظر تحسن الأحوال فقد أضاع سنه من حياته!.. ذهبت، ولن تعود أبدا.

العام الجديد ما زال أمامنا.. من سيكتفى باستقباله بالأمانى سوف يستقبل 2016 أيضا بالأمانى نفسها!.. بلدنا تتقدم نحو الأمام فى مختلف المجالات لذلك سوف يتحسن الاقتصاد، ربما يتطلب الأمر سنة أو سنتين أو خمسا أو عشرا أو أكثر!.. سيظل هناك أيضا فريقان، فريق اختار النزول إلى الملعب وخوض التحدى والارتقاء بقدراته والمساهمة بشكل من الأشكال فى هذا التقدم دون الخوف من الفشل، وفريق آخر «مهزوم» قرر أنه أقل قدرة واختار مدرجات المشجعين يراقب وينفعل ويتمنى.. كل سنة وأنتم طيبين.

أحمد بهاء الدين المشرف العام على ملحق السيارات بجريدة الشروق
التعليقات