ارتفعت أسعار الفضة إلى مستوى غير مسبوق، متجاوزة حاجز 75 دولارًا للأونصة للمرة الأولى في التاريخ خلال تعاملات اليوم الجمعة، مدفوعة بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية وتصاعد التوترات الجيوسياسية التي عززت إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة. وفي الوقت نفسه، سجل الذهب والبلاتين أعلى مستوياتهما على الإطلاق، في موجة صعود شاملة شملت جميع المعادن النفيسة.

وصعد الذهب الفوري بنسبة 0.6% ليصل إلى 4,505.30 دولارًا للأونصة، بعدما لامس مستوى قياسيًا عند 4,530.60 دولارًا في وقت سابق من الجلسة. كما ارتفعت عقود الذهب الآجلة في الولايات المتحدة لتسليم فبراير بنسبة 0.7% لتسجل 4,534 دولارًا.

وفي السياق ذاته، قفزت الفضة الفورية بنسبة 2.4% لتبلغ 73.68 دولارًا، بعد أن سجلت ذروة تاريخية عند 75.62 دولارًا، محققة مكاسب ضخمة بنسبة 158% منذ بداية العام، مدعومة بعجز الإمدادات وارتفاع الطلب الصناعي، إضافة إلى تصنيفها ضمن "المعادن الحيوية" في الولايات المتحدة، وفقًا لشبكة "سي إن بي سي".

وقال المحلل في "يو بي إس"، جيوفاني ستاونوفو، إن "احتمالات خفض الفائدة الأمريكية مازالت تدعم الطلب على الذهب والفضة، وتدفعهما نحو قمم قياسية جديدة"، مضيفًا أن ضعف السيولة يضخم التقلبات في أسواق المعادن الثمينة.

وأشار إلى أن أسواق البلاتين والبلاديوم أصغر بكثير من سوق الذهب، ولا تحتاج سوى لعدد محدود من المستثمرين لإحداث تحركات سعرية ضخمة.

وفي سوق البلاتين، ارتفع المعدن بنسبة 5.3% ليصل إلى 2,338.20 دولارًا، بعدما لامس مستوى قياسيًا عند 2,448.25 دولارًا، بينما قفز البلاديوم بنسبة 7.5% إلى 1,809.93 دولارًا، مواصلًا صعوده الذي بلغ أعلى مستوياته في ثلاث سنوات.

وتأتي هذه المكاسب مدفوعة بضغوط الإمدادات، وحالة عدم اليقين التجاري المرتبطة بالرسوم الجمركية، وتدوير المحافظ الاستثمارية من الذهب إلى المعادن الأخرى التي تبدو "رخيصة نسبيًا".

وتشهد أسواق الهند والصين تباينًا في الطلب المادي، إذ اتسعت الخصومات على الذهب في الهند إلى أعلى مستوياتها في ستة أشهر، فيما تقلصت الخصومات في الصين مقارنة بذروتها المسجلة مؤخرًا والتي بلغت أعلى مستوياتها في خمس سنوات. وتستخدم هذه المعادن، خصوصًا البلاتين والبلاديوم، في صناعة المحولات الحفازة للسيارات، ما يجعلها شديدة التأثر بتحولات قطاع السيارات.

وأضاف ستاونوفو أن خطة المفوضية الأوروبية لتخفيف القيود على حظر محركات الاحتراق الداخلي بحلول 2035 قدمت دعمًا إضافيًا للأسعار، مؤكدًا أن المعادن النفيسة تتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية، مع تسجيل البلاتين أقوى ارتفاع أسبوعي في تاريخه، في ظل تسارع عمليات إعادة التموضع داخل المحافظ العالمية، واستمرار التوجه نحو تقليل الاعتماد على الدولار في التسويات الدولية.