حلم الضبعة النووى - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 7:56 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حلم الضبعة النووى

نشر فى : الإثنين 27 فبراير 2017 - 10:50 م | آخر تحديث : الإثنين 27 فبراير 2017 - 10:50 م
عاشت مدينة الضبعة فى محافظة مطروح السبت الماضى أجواء من الفرح الشعبى، رغم أن الحدث ربما كان يخص قضية ذات أبعاد علمية معقدة قد يصعب على غير المتخصصين استيعابها، لكن التفاؤل الذى ساد وجوه المشاركين فى جلسة الحوار المجتمعى التى استهدفت عرض نتائج دراسة تقييم الأثر البيئى للمشروع النووى الأول فى مصر، ربما سهل المهمة على ممثلى الجهات المعنية فى الشرح والتوضيح، وبعث الطمأنينة فى نفوس الحاضرين.

جلسة الحوار التى شارك فيها عدد من الخبراء والمتخصصين فى مجال الطاقة النووية السلمية، حظيت باستدعاء شعبى واسع من أبناء قبائل مطروح عامة والضبعة بشكل خاص، كونهم أصحاب المصلحة الأولى لما ينتظر منطقتهم من تغييرات ربما سيكون لها أكبر الأثر على حياتهم وطرق معيشتهم على أكثر من صعيد، كونهم المستفيد الأول مما ستجلبه المحطة النووية الأولى من فرص للتنمية والاستثمار، وفتح أبواب الرزق.

خلال الجلسة، أو بالأحرى المهرجان الجماهيرى، تبارى شيوخ وعمد وعواقل الضبعة ومطروح فى تأكيد ترحيبهم بهذا المشروع الذى طال انتظاره، وحرص محافظ مطروح اللواء علاء أبوزيد الذى يلقبه أبناء المحافظة بـ«النسر العربى»، التأكيد على حالة الرضا الشعبى على المشروع الذى يمثل «الحلم النووى المصرى»، فى إشارة إلى أن الحوار المجتمعى بشأن أول محطة نووية مصرية يستهدف فتح جميع قنوات التواصل الشعبى والرسمى لضمان أوسع نقاش عام.

لدى سماعى وسط الحضور لكلمته العلمية المبسطة التى قدم من خلالها المهندس محمد شاكر، وزير الكهرباء، رؤيته لهذا المشروع الكبير والذى يفتح نافذة جديدة على مصادر «الطاقة النظيفة»، وغير الملوثة للبيئة، لم تبرح مخيلتى صورة وزير الكهرباء الراحل المهندس ماهر أباظة، رحمه الله، الذى كان أكثر المتحمسين فى النصف الثانى من ثمانينيات القرن العشرين لضرورة اقتحام مصر عصر الطاقة النووية السلمية، غير أن الظروف لم تكن فى صالح حلمه الذى اقترب من التحقق.

قد يكون لدى البعض هواجس، وربما مخاوف من إقامة المشروعات النووية فى بلدان العالم الثالث، ويحاولون ربطها ببعض السلوكيات الشعبية العفوية التى ربما لا تنسجم مع حالة الالتزام الصارم الذى تحتاجه مثل هذه المشروعات، غير أن ما قدمه رئيس هيئة المحطات النووية الدكتور حسن محمود، ورئيس هيئة الرقابة النووية الدكتور سامى شعبان، انصب على حماية الإنسان المصرى، وتطبيق أعلى معايير الأمان العالمية.

وخشية أن يكون زمار الحى لا يطرب، فقد أفرد القائمون على المؤتمر مساحة واسعة لممثل الاستشارى العالمى «وورلى بارسونز» لعرض دراسة التقييم الأثر البيئى والاجتماعى لمشروع الضبعة النووى، والذى أكد على انخفاض غير مسبوق لآثار المحطة على البيئة المحيطة، سواء كانت على الهواء أو البيئة البرية والبحرية، وقال إن المشروع سوف يستخدم مفاعلات من الجيل الثالث المتطور الذى يتمتع بتصميم يمكنه التصدى لموجات تسونامى ولاصطدام طائرة تجارية تزن 400 طن بسرعة 150 مترا فى الثانية.

وقريبا مما قيل على لسان أكثر من متحدث عن توفير نحو 8 آلاف فرصة عمل أثناء بناء المحطة و4 آلاف بعد الانتهاء منها، ما لفت نظرى ونظر الحضور لهذا الحوار المجتمعى مشاركة ممثلين عن الأزهر والكنيسة، فى دلالة رمزية لمباركة المؤسستين الدينيتين لهذا المشروع الذى ينتظر أن يحدث نقلة نوعية فى حياة منطقة الضبعة خاصة وفى بيوت المصريين عامة لما يفتحه من آفاق تنموية، فى زمن شحت فيه الموارد، وتحتاج إلى أفضل طريقة لتعظيم فوائدها، فضلا عن اقتحام مجال تأخرنا كثيرا عن مواكبته.
التعليقات