أموال وآمال .. 4 ــ الأرض أم البشر - جمال قطب - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:32 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أموال وآمال .. 4 ــ الأرض أم البشر

نشر فى : الجمعة 29 أغسطس 2014 - 7:25 ص | آخر تحديث : الجمعة 29 أغسطس 2014 - 11:58 ص

ذكر القرآن الكريم لفظ الأرض اكثر من 450 مرة فجاء مرفوعا «الأرضُ» 34 مرة، وجاء منصوبا «الارضَ» 86 مرة، وجاء مجرورا «الأرضِ» 331 مرة. وأمام هذا الإلحاح القرآنى 451 مرة يتأكد العاقل أن القرآن الكريم لا يكرر لفظا من ألفاظه دون اضافة جديدة تضيف معلومة لما سبق نزوله فى القرآن فى نفس الموضوع.

فكل لفظ فى القرآن له دلالة رئيسية فى حد ذاته، ولكن تتغير دلالة اللفظة بتغير الموقع والسياق، فكل لفظ من الألفاظ المكررة فى القرآن الكريم له دلالة فى كل مرة غير الأخرى. وحتى لا نطيل فمعنى هذا أن القرآن الكريم قد بين اكثر من 450 معلومة عن الأرض!!! فهل التفت الناس إلى ذلك؟!!

الأرض نعم الأرض فقط ودون ثورة صناعية وقبل وجود التقنية والتكنولوجيا ــ ومعها ــ وبعدها ستبقى الارض رصيد الانسانية الذى لا ينفد، فقد خلق الله الأرض سهولها وصحاريها وجبالها مخزنا ذا طبقات تحتوى أرزاق جميع الكائنات حتى آخر الزمان. فالمؤمن يعلم أن الله جل جلاله خلق الأرض فى يومين وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى 4 أيام، وذلك كله قبل خلق آدم وتوضيحا لذلك يقول القرآن «وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ».

وإذا كانت ضرورات الانسان هى (الطعام والشراب والملبس والمسكن ثم العلاج) فهذه الضرورات الخمس لا تحتاج إلى تمويل ضخم ولا إلى جهد خارق كما لا تحتاج إلى مديونية من الخارج.

فأجدادنا صنعوا أضخم وأكبر مما صنعنا ــ اسأل عجائب الدنيا والأهرام أبرزها ــ كيف شيدوها بهذه الأحجار الثقال رغم أننا نفتخر الآن بإنشاء أبراج نقيمها من قطع صغيرة وبأدوات حديثة ونكذب على أنفسنا فنعتبرها إعجازا. فمجرد التفاعل المخلص بين الانسان العادى وبين الأرض كفيل باقتداره على إنتاج هذه الضروريات الخمس. فكيف اذا تدخلت الدولة وتم تيسير العمل وقيادته ومرافقة الأفراد إلى المواقع التى تخصص للسكن وللزراعة وللصناعة... الخ مرافقة تخطيط وتنظيم وتدريب وتنفيذ ثم صيانة وتجديد... الخ.

إن استحداث وإنشاء «خمسين مدينة جديدة» فى الشمال والجنوب لا يكلف خزينة الدولة شيئا ولا يكلف الحكومة غير قرار بالتخصيص، ثم توجه الجعوة اللائقة إلى الدولة المانحة للمساهمة فى توصيل المرافق، أو تدعى البنوك والمؤسسات المالية للاستثمار فى المرافق فقط، فلو استطاعت الدولة ــ وهى إذا اجتهدت وأخلصت تستطيع ــ سيتم إنجاز 50 مدينة جديدة يمكن أن يتولى الساكن إقامتها بأيديهم من مواد البناء المتوافرة فى البيئة المعدة لذلك، وذلك بالاعتماد والاهتداء على الابحاث والدراسات الكثيرة الموجودة فى معهد بحوث البناء بوزارة الإسكان وغيرها من مراكز البحث العلمى التى تزدحم بها بلادنا، والتى تمتلئ مخازنها وأدراجها بدراسات جادة ومفيدة يمكن ان تعين الحكومة فى الخروج من أزماتنا المتمددة.

فهنا بحوث عن مواد البناء (الطوب الرملى/ الطوب الاسمنتى/ الحجر... الخ)، وهناك بحوث عن طرق البناء وأساليبه الجديدة غير المكلفة على أن تبنى البيوت على حوائط حاملة مثل جميع مبانى القاهرة القديمة ذات المعمار العظيم.

(2)

وطريقنا السريع إلى ذلك سرعة تكليف المختصين باختيار مواقع الـ50 مدينة المقترحة فى شمال البلاد وجنوبها وسرعة استدعاء مراكز بحوث البناء وتوابعها لاستطلاع خبراتهم فى أنسب وأرخص مواد البناء الموجودة فى كل بيئة من البيئات الصحراوية أو الجبلية أو الوادى.

ثم يتولى فريق من سلاح المهندسين بالجيش بمعاونة فريق من جميع شركات البناء، يتولون جميعا تدريب وقيادة الشباب على معظم مراحل البناء: صناعة الطوب، حرف البناء المختلفة من بناء ومحارة وسباكة وكهرباء وزخرفة... الخ.

هل فيما عرضناه مبالغة أو خيال أم أن ذلك ــ بالحق وللحق ــ أمر سهل الإنجاز يسير التكلفة سريع الفائدة يفتح أبوابا واسعة لتغيير المناخ الوطنى إلى التى هى أقوم.

جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات