داعش خراسان.. التنظيم المعادى لطالبان - العالم يفكر - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 7:11 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

داعش خراسان.. التنظيم المعادى لطالبان

نشر فى : الأحد 29 أغسطس 2021 - 7:20 م | آخر تحديث : الأحد 29 أغسطس 2021 - 11:13 م

نشر موقع The conversaion مقالا للكاتبة أميرة جادون والكاتب أندرو ماينز تناولا فيه الحديث عن تنظيم داعش خراسان، الفرع الرسمى لداعش فى أفغانستان، وما يهدف إليه من إحداث حالة فوضى وإضعاف قدرة طالبان على الحكم... نعرض منه ما يلى:

أعلن تنظيم داعش خراسان مسئوليته عن الهجوم الذى تم خارج مطار كابول، والذى أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 100 شخص بينهم ما لا يقل عن 13 جنديا أمريكيا. جاء الهجوم بعدما حذر الرئيس الأمريكى جو بايدن من أن هذه الجماعة تستهدف المطار والقوات الأمريكية وحلفاءها والمدنيين الأبرياء.

ولاية خراسان الإسلامية، والمعروفة أيضا بالاختصارات ISISــK وISKP وISK، هى الفرع الرسمى لحركة داعش فى أفغانستان، كما تعترف بها قيادة داعش الأساسية فى العراق وسوريا. تأسس تنظيم داعش خراسان رسميا فى يناير 2015، وتمكن فى فترة قصيرة من تعزيز سيطرته على الأراضى فى العديد من المناطق الريفية فى شمال وشمال شرق أفغانستان، وشن حملات عنيفة فى جميع أنحاء أفغانستان وباكستان. شن التنظيم خلال سنواته الثلاث الأولى هجمات ضد مجموعات الأقليات، والمناطق والمؤسسات العامة، والأهداف الحكومية فى المدن الكبرى فى جميع أنحاء أفغانستان وباكستان. صنف فى عام 2018 من ضمن أشد أربع تنظيمات دموية فى العالم وفقا لمؤشر الإرهاب العالمى التابع لمعهد الاقتصاد والسلام. ولكن بعد أن تكبد التنظيم خسائر كبيرة فى الأراضى والقيادة من قبل التحالف بقيادة أمريكا وشركائها الأفغان ــ والتى بلغت ذروتها فى تسليم أكثر من 1400 من مقاتليه وعائلاتهم للحكومة الأفغانية فى أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020 ــ أعلن البعض هزيمة التنظيم.

تأسس تنظيم داعش خراسان من قبل أعضاء سابقين فى حركة طالبان الباكستانية وحركة طالبان الأفغانية وفرع داعش فى أوزبكستان. لكن بمرور الوقت، ضمت الجماعة إليها ميليشيات من مجموعات أخرى.
تتمثل إحدى أعظم نقاط قوة التنظيم فى قدرته على الاستفادة من الخبرة المحلية لهؤلاء المقاتلين والقادة. بدأ تنظيم داعش خراسان أولا فى توحيد الأراضى فى المناطق الجنوبية من مقاطعة ننجرهار ــ التى تقع على الحدود الشمالية الشرقية لأفغانستان مع باكستان، وهى موقع القاعدة السابق فى منطقة تورا بورا. واستغل تنظيم داعش خراسان موقعه على الحدود لحشد الإمدادات والمجندين من المناطق القبلية فى باكستان، فضلا عن خبرة الجماعات المحلية الأخرى التى أقام معها تحالفات عملية. تُظهر أدلة قوية أن التنظيم قد تلقى أموالا ونصائح وتدريبا من تنظيم داعش الأساسى فى العراق وسوريا. وقد قدر بعض الخبراء أن حجم الأموال تجاوز 100 مليون دولار أمريكى.
تتمثل الاستراتيجية العامة لداعش خراسان فى إنشاء جسر لحركة داعش لتوسيع خلافتها إلى وسط وجنوب آسيا، وترسيخ نفسها باعتبارها التنظيم الأول فى المنطقة، وذلك جزئيا من خلال الاستيلاء على إرث الجماعات التى سبقتها. يتضح هذا فى رسائل التنظيم، التى تستهدف المقاتلين المخضرمين وكذلك السكان الأصغر سنا فى المناطق الحضرية.

تستفيد داعش خراسان من خبرة أفرادها وتحالفاتها مع مجموعات أخرى لتنفيذ هجماتها الدامية. وتستهدف هذه الهجمات الأقليات مثل الهزارة والسيخ فى أفغانستان، وكذلك الصحفيين وعمال الإغاثة وأفراد الأمن والبنية التحتية.
هدف داعش خراسان هو خلق حالة من الفوضى وعدم اليقين فى محاولة لضم المقاتلين المحبطين من الجماعات الأخرى إلى صفوفهم، والتشكيك فى قدرة أى حكومة على توفير الأمن للسكان.
يرى داعش خراسان أن منافسه الاستراتيجى هو حركة طالبان الأفغانية، ويصنفوهم على أنهم «قوميون قذرون» يطمحون فقط إلى تشكيل حكومة محصورة فقط فى أفغانستان، وهو ما يخالف هدف تنظيم داعش المتمثل فى إقامة خلافة عالمية. وحاول تنظيم داعش خراسان منذ نشأته تجنيد أعضاء من حركة طالبان الأفغانية مع استهداف مواقع طالبان فى جميع أنحاء البلاد.

لاقت جهود داعش خراسان بعض النجاح، لكن طالبان تمكنت من مواجهة التنظيم من خلال شن هجمات وعمليات ضد عناصر ومواقع داعش خراسان. فغالبية الخسائر البشرية والقيادية لداعش خراسان كانت نتيجة العمليات التى تقودها الولايات المتحدة وأفغانستان، والضربات الجوية الأمريكية على وجه الخصوص.
تتمثل الأهداف المباشرة لداعش خراسان ــ كمنظمة ضعيفة نسبيا ــ فى القيام بعمليات بارزة حتى تحافظ على موقعها كلاعب هام فى المشهد الأفغانى الباكستانى. إنها مهتمة بمهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها فى الخارج، لكن مدى قدرة التنظيم على شن هجمات ضد الغرب انقسم حولها المجتمع الاستخباراتى والعسكرى فى الولايات المتحدة.

لكن فى أفغانستان أثبت تنظيم داعش خراسان أنه يمثل تهديدا كبيرا. فبالإضافة إلى هجماته ضد الأقليات الأفغانية والمؤسسات المدنية، استهدفت الجماعة عمال الإغاثة الدوليين وجهود إزالة الألغام الأرضية، بل وحاولت اغتيال كبير مبعوثى الولايات المتحدة إلى كابول فى يناير 2021. ولا يزال من السابق لأوانه معرفة كيف سيفيد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان تنظيم داعش خراسان، لكن الهجوم على مطار كابول يظهر التهديد الذى يشكله التنظيم. على المدى القصير، من المرجح أن يواصل تنظيم داعش خراسان جهوده لبث الذعر والفوضى وتعطيل عملية الانسحاب وإثبات أن حركة طالبان الأفغانية غير قادرة على توفير الأمن للسكان. إذا كان التنظيم قادرا على تكوين مستوى معين من السيطرة الإقليمية على المدى البعيد وتجنيد المزيد من المقاتلين، فسيكون مصدرا للتهديد على المستوى الوطنى والإقليمى والدولى.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى هنا

التعليقات