أوباش.. والله أعلم - سامح فوزي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 9:41 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أوباش.. والله أعلم

نشر فى : الأربعاء 30 يناير 2019 - 12:05 ص | آخر تحديث : الأربعاء 30 يناير 2019 - 12:05 ص

العهدة على الراوى كما يقال. والراوى فى موضوعنا هو نائب مجلس النواب «محمد الحسينى» الذى ذكر فى مذكرة رسمية تقدم بها إلى رئيس المجلس، تداولتها وسائل الإعلام، أن رئيس حى العجوزة تحدث فى اجتماع اللجنة يوم الأحد 27 يناير الماضى بصورة غير لائقة عن أصحاب المقاهى حيث قال نصا «أصحاب المقاهى ناس مش من العجوزة دى ناس من إمبابة وبولاق الدكرور وبلطجية وأوباش». وزاد البيت شعرا عندما ذكر فى ختام مذكرته أن هذه ليست المرة الأولى التى يتحدث فيها رئيس الحى عن المواطنين بصورة غير لائقة.
بالطبع نحن لا نعرف الموضوع بكل جوانبه، وقد يكون فى رد رئيس الحى بعض من حق عندما يتحدث عن مقاهى منتشرة خلف مسرح البالون، ورئاسة حى العجوزة ذاته، ونحن بالخبرة نعرف أن المقاهى فى طول البلد وعرضها تمارس مخالفات يومية منها احتلال الأرصفة، وأجزاء من الشارع، والعمل دون تراخيص، وعندما تكون هناك حملة من الأحياء ــ يصل خبرها لأصحاب المقاهى قبل تحركها ــ تجد أبواب المقاهى مغلقة، والسكون يلف المكان. هناك رئيس حى تولى موقعه، وقرر فى بداية عمله أن يكون على رأس حملات مواجهة الاشغالات، أرسل من صور له الاشغالات فى يوم سابق على الطبيعة، وفى اليوم التالى ذهب لنفس الأماكن الواردة فى الصور فوجد أبواب المقاهى مغلقة، والأرصفة خالية، والأوضاع مثالية.
الفساد فى المحليات للركب، هذه العبارة الشهيرة التى أطلقها زكريا عزمى عندما كان نائبا فى مجلس الشعب عن دائرة الزيتون، واستخدمها كثيرون من بعده، وعندما نجد من يواجه التعديات على الشوارع، والأرصفة، والمخالفات فى البناء يجب أن نشد على يديه، ونساعده، لكن المسئول الحصيف ينبغى أن يعرف كيف يخاطب الرأى العام. وكم وجدنا مسئولين، نواياهم طيبة، ونشاطهم ايجابى، لكنهم يصدمون المجتمع بتصريحات، ينسى المجتمع ما يقومون به، ويتذكرون تصريحاتهم الصادمة. مثل ابن الزبال لا يصلح قاضيا، أو أن الصعايدة هم سبب مشاكل مصر، وغيرها من التصريحات التى لا معنى لها، وتصدم المجتمع الذى يتذكرها بمرارة من آن لآخر.
لا أعتقد أن وصف مواطن بأنه من «الأوباش» أو «البلطجية» أيا كان موقعه أو فعله مناسبا، وفيه انفعال، وعدم ضبط للألفاظ، ولاسيما أن المواطن له حقوقه، واذا خالف القانون يُعاقب بعقوبات من غرامة إلى سجن، ولكن لا يصفه القانون بهذه الأوصاف، وكان يجب على رئيس حى العجوزة أن يراعى ذلك، ولا تنزلق كلمات على لسانه تستفز الرأى العام، وتصل إلى حد المسألة البرلمانية، ولاسيما أن حديثه كان فى أروقة البرلمان ذاته. وبالرغم من ذلك، فإننى لا أقف عند حدود الكلمات، وينبغى أن ننظر إلى الموضوع برمته، وهو المقاهى، ما بها من مخالفات، وتحرك الحى تجاهها، وما إذا كان ذلك صحيحا أم خطأ، وهل بالفعل يقوم بدوره تجاه هذا الموضوع، أم يتقاعس عن ادائه، هذه هى القضية الفعلية.
صاحب المقهى الذى وصف بأنه «بلطجى» أو «أوباش» له بالطبع احترامه، ولكن أيضا علينا أن ندرك أن المواطنين لهم الحق فى رصيف يمشون عليه، وبيئة نقية يعيشون بها بعيدا عن التلوث بكل أنواعه، وهذه جميعا تشكل مخالفات للمقاهى.

سامح فوزي  كاتب وناشط مدني
التعليقات