المستوطنون اكتشفوا متأخرين ثمن خطة ترامب ولا ينوون دفعه - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 8:02 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المستوطنون اكتشفوا متأخرين ثمن خطة ترامب ولا ينوون دفعه

نشر فى : السبت 30 مايو 2020 - 7:20 م | آخر تحديث : السبت 30 مايو 2020 - 7:20 م

نوعا لنداو
من كان يصدق أن المستوطنين تحديدا سيقودون إحدى أكثر الحملات شراسة ضد خطة دونالد ترامب للسلام. بعد الأيام التى رقص فيها أنصار اليمين فى واشنطن مع إطلاق الخطة، تمكن كثيرون فى مجلس يهودا والسامرة من قراءتها بتعمق، وتمعنوا فى الخرائط المرفقة بها، وأدركوا أن كل شىء فيها ليس رائعا بالنسبة إليهم. بل هو بعيد عن ذلك.
معارضو الخطة تقلقهم فى الأساس مسألتان: الأولى هى الاعتراف المبدئى والرمزى بأنه سيأتى يوم ستقوم فيه إلى جانب دولة إسرائيل دولة فلسطينية على نحو 70% من أراضى الضفة الغربية. أى نهاية رؤية أرض إسرائيل الكاملة، أو على الأقل اعتراف رسمى بالاستعداد للتنازل عنها. المسألة الثانية، والعملية أكثر، تتعلق بمصير 15 مستوطنة وموقعا استيطانيا. بحسب الخطة، ستتحول هذه إلى نوع من الجيوب فى داخل الدولة الفلسطينية، وسيجمّد البناء فيها مدة 4 سنوات على الأقل، من المفروض أن تتفاوض إسرائيل خلالها مع الفلسطينيين على الأرض، وأن تحافظ عليها لهم. سفير الولايات المتحدة فى إسرائيل ديفيد فريدمان أوضح أن فى الإمكان البناء هناك باتجاه الأعلى، لكن سكان الجيوب المستقبلية لم يشتروا رؤية أبراجه المرتفعة.
المستوطنون منقسمون حاليا بين الجناح البراغماتى الذى يعتقد أنه من الأفضل أن نأخذ من الأمريكيين كل ما هو ممكن حاليا ولو بثمن أيديولوجى باهظ، وبين مَن يعتقد أن ما يدور الحديث عنه هو إفلاس أخلاقى حقيقى. هؤلاء وجدوا آذانا صاغية مؤخرا لدى أعضاء المعارضة الجدد من حزب يمينا («هذه ليست خريطة سيادة بل خريطة الدولة الفلسطينية، قال بتسلئيل سموتريتش للقناة السابعة)، ولدى الوزير رافى بيرتس الذى غرد هذا الأسبوع: «فى صفقة القرن هناك أجزاء مقلقة جدا. سنسير مع فرض السيادة بكل قوة، لكن لن نسمح بأى وضع وشكل من الأشكال بإقامة دولة فلسطينية».
فى هذا السياق، من المثير للاهتمام قراءة ما كتبه أبناء عائلة هعتسنى عن الموضوع، وهى من كبار عائلات المستوطنين. إلياكيم هعتسنى كتب مقالا حادا فى القناة 7 جاء فيه: «لا يمكن بأى شكل من الأشكال فرض السيادة ضمن إطار خطة ترامب، لأننا بذلك نحرك تلقائيا آلية الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتجميد الاستيطان. هذا الأمر يشبه مَن يقوم بإبعاد الكرسى الذى يقف عليه ويشنق نفسه بنفسه». ابنه نداف هعتسنى كتب فى معاريف: «قبول خطة ترامب يعرّض للخطر جوهر وجود المستوطنات ودولة إسرائيل كلها». القناة 7 استشهدت أيضا بأبراهام شافوت، وهو من أوائل المستوطنين فى السامرة، الذى ادعى أن «خريطة ترامب هى أخطر بالنسبة إلى الاستيطان من خريطة أوسلو».
فى واشنطن وفى القدس ينظرون بقلق متزايد إلى الأول من يوليو، موعد إعلان الضم، خوفا من أن تصطدم الخطوة بمعارضة من اليمين، تحديدا من داخل الائتلاف الحكومى وخارجه. أطراف أمريكية رسمية توضح للمستوطنين أنها محبطة بسبب «جحودهم» حيال الإدارة الأمريكية التى قدمت أفضل اقتراح لهم حتى الآن، ويذكّرونهم بأن واشنطن لن تنظر بعين الرضا إلى رفضهم بعد كل ما بذلته من أجل اليمين الإسرائيلى خلال فترة ولاية ترامب.
الأمريكيون لا ينكرون ولا يخفون ثمن ضم المستوطنات ــ قبول باقى بنود الخطة. هم يشددون على أن الخريطة التى يرفضها المستوطنون المعارضون للخطة فى الكنيست ليست نهائية مع أنه ليس من المتوقع أن تحدث تغييرات دراماتيكية. فريدمان نفسه قال لصحيفة «يسرائيل هَيوم»: «الأساس هو أن الأرض الإسرائيلية لن تكون أكبر من 50% من المنطقة ج، وهو ما يشكل 30% من الضفة الغربية». فى هذه الأثناء، وباء الكورونا والانتخابات الرئاسية الأمريكية القريبة، والصراع مع الصين وموضوعات كثيرة أُخرى تسرق الاهتمام الذى تظهره الولايات المتحدة إزاء مشكلات الشرق الأوسط، والبيت الأبيض أقل رغبة فى التصلب فى الرأى حيال الإسرائيليين والفلسطينيين.
هذه ليست المرة الأولى التى تثور فيها نقاشات عاصفة بين أنصار التسويات وبين أنصار المبادئ فى قيادة المستوطنين. يجرى هذا فى كل مرة يُطلب منهم تقديم الحل السياسى الأفضل بالنسبة إليهم. خلال سنوات بُذلت عدة محاولات لتقديم مثل هذه الخطة، وفى كل مرة كانوا يوقظون الشيطان نفسه: ما الأكثر أهمية، أرض إسرائيل الكاملة أو ما يمكن أن يتحقق منها؟ هل نعارض قيام دولة فلسطينية بأى ثمن أو نقبل أيضا قيامها؟ كلما اقترب موعد الضم، إذا جرى تطبيقه فى الموعد المحدد، كلما ازدادت حدة هذه المعركة أكثر فأكثر.


محللة سياسية
هآرتس
مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات