شهدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، الملتقى السنوي الأول للملحقين الثقافيين المعتمدين لدى مصر.
جاء ذلك بحضور كل من السفير محمد العرابي وزير خارجية مصر الأسبق وعضو الاتحاد العربي للإعلام والثقافة، المستشار يوسف بدر مشاري، مدير إدارة الثقافة وحوار الحضارات بالجامعة العربية، ورئيس المكتب الثقافي بسفارة الكويت في مصر خالد المحارب، والدكتورة حنان يوسف، عميدة كلية الإعلام ورئيس الاتحاد العربي للإعلام والثقافة، والمستشار الثقافي لدولة فلسطين في القاهرة ناجي الناجي.
وأكد مدير إدارة الثقافة وحوار الحضارات في الجامعة العربية المستشار يوسف مشاري أن المشاركة في الملتقى تعد دليل على الالتزام الراسخ بدعم مسيرة العمل الثقافي العربي المشترك وتجسيد حي لروح التعاون لمستقبل عربي متماسك ومزدهر.
- جرائم الاحتلال في غزة والضفة
ومن جهته، أطلع المستشار الثقافي لدولة فلسطين ناجي الناجي المشاركين، على آخر المستجدات والتطورات السياسية في فلسطين، وخسائر القطاع الثقافي الفلسطيني في ظل استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي وتصاعدها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
كما تطرق إلى تغيير الاحتلال أسماء الشوارع والمعالم التاريخية وطمس هويتها العربية، والاستيلاء على المواقع الأثرية، ومدى تأثيره في صناعة الرأي العام، وتعزيز الرواية الفلسطينية في مواجهة الرواية الإسرائيلية الكاذبة لبعض الشعوب الأوروبية.
وقال الناجي إن هذا العدوان والإبادة الجماعية المستمرة والممنهجة هي حرب كاشفة على كل المستويات وأهمها تعمد استهداف الهوية والثقافة الفلسطينيتين، مشيرا إلى أن هناك فعاليات دولية جُندت بالكامل لصالح القضية الفلسطينية.
وأوضح الناجي أن التقارير الثقافية الدولية تشير إلى أن العدد الإجمالي للشهداء من المبدعين والعاملين في المجال الثقافي قد تجاوز 150 مثقفا وفنانا وكاتبا ومبدعا منذ 7 أكتوبر 2023، إضافة إلى تدمير الأرشيف المركزي والجامعات والمدارس والمكتبات العامة ودور الثقافة.
وأكد، أن ما يجري في فلسطين اليوم هو محاولة متكاملة لـمحو الذاكرة الوطنية، وتجريد الفلسطيني من إرثه باعتبار الثقافة الكاشف الأكثر تأثيرًا لحقيقة الصراع، وأكثر ما يفضح زيفها أمام العالم، مشيرا إلى الجهود التي تقوم بها السفارة الفلسطينية في القاهرة خلال حرب الإبادة كمثال حي على توظيف الثقافة في خدمة المجتمع في ظل الأزمات، للحفاظ على الذاكرة والهوية الجمعية للشعوب التي تعاني ويلات الحرب، إضافة إلى تنظيم العديد من الدورات وورش العمل التأهيلية والتدريبية لمختلف شرائح المجتمع الفلسطيني، خاصة لدى الناجين من الحرب سواء في مجالات الكتابة الإبداعية أو العلاج بالفن أو اللقاءات الدورية والمهرجانات الدولية وكذلك دمج المثقفين مع نظرائهم في مصر والعالم للحفاظ على السردية الفلسطينية في ظل محاولات طمسها وتزييفها المحتل لها.
- دور الجامعات في حماية الهوية الثقافية العربية
ومن جهتها أشارت د.حنان يوسف إلى الشراكات بين الجامعات و المجتمع كإحدى أهم آليات حماية الهوية الثقافية العربية.
وقالت، خلال كلمتها، إن المجتمعات العربية تشهد تحولات ثقافية وإعلامية متسارعة نتيجة التطور التكنولوجي وتوسع المنصات الرقمية، مما يفرض على المؤسسات الأكاديمية دورًا فاعلًا في حماية الهوية الثقافية العربية وتعزيز الوعي المجتمعي.
كما أكدت أن الشراكات بين المؤسسات الأكاديمية والمجتمع أصبحت ركيزة أساسية في تعزيز الثقافة العربية ودعم الوعي الإعلامي، حيث أن الجامعات اليوم لم تعد مصادر للمعرفة النظرية فقط، بل باتت شريكًا فاعلًا في بناء الهوية الثقافية وتنمية الوعي المجتمعي من خلال برامج الإعلام والاتصال، مشيرة لدور الاتحاد العربي للإعلام والثقافة التابع لمنظمة الحوار والتعاون الدولي في تعزيز جسور التواصل بين الجامعات العربية ومؤسسات المجتمع الثقافي والإعلامي.
أما رئيس المكتب الثقافي بسفارة الكويت في مصر خالد المحارب، فقد أكد، أن الثقافة تشكل جسرا للتفاهم وحصرا للهوية وأداة فاعلة لبناء قنوات الحوار بين الشعوب لاسيما بين أبناء الأمة الواحدة الذين تجمعهم اللغة الواحدة والتاريخ المشترك والطموح الموحد نحو مستقبل لائق.
فيما أوضحت رئيسة المجلس العربي للثقافة والتراث صفاء مختار، أن التواصل وتبادل الثقافات والاختلاف هم أساس التعلم والتعارف وتبادل المعلومات.
- تعزيز الهوية الثقافية العربية ودور الملحقيات الثقافية
هذا وتضمن الملتقى جلستين، الجلسة الأولى بعنوان" سبل تعزيز الهوية الثقافية العربية ودور الملحقيات الثقافية"، والثانية التي خُصصت لمناقشة أهمية التعاون الأكاديمي في تعزيز الهوية الثقافية، حيث أكد المشاركون على ضرورة دعم الثقافة العربية و الهوية الثقافية العربية.
كما شهد الملتقى على هامش أعماله افتتاح معرض تراثي، فيما شهد جولة تفقدية لمعرض سيرة ومسيرة بمناسبة مرور 80 عاما على تأسيس الجامعة العربية.