استهل الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير زيارته لليابان بتوجيه انتقادات حادة لروسيا.

وخلال لقائه مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، قال شتاينماير في طوكيو اليوم الثلاثاء: "ما تفعله روسيا هو هجوم على القانون الدولي والنظام الدولي القائم على قواعد بوجه عام".

وأضاف شتاينماير أن ألمانيا واليابان ملتزمتان بمثل هذا النظام "ولهذا السبب نعتزم حماية هذا النظام سويا".

من جانبه، حذر كيشيدا روسيا من استخدام أسلحة نووية في حربها في أوكرانيا، وقال:" إذا استخدمت روسيا أسلحة نووية، فإن هذا سيكون عملا عدوانيا ضد البشرية كلها" لافتا إلى أن المجتمع الدولي لن يسمح بهذا أبدا، وتحدث عن قصف مسقط رأسه مدينة هيروشيما بالإضافة إلى مدينة ناجازاكي بقنبلتين نوويتين في أغسطس 1945 في نهاية الحرب العالمية الثانية.

يذكر أن الحرب الروسية على أوكرانيا مر عليها حاليا أكثر من ثمانية شهور، ولا تزال موسكو تهدد بشكل متكرر باللجوء إلى ترسانتها النووية الهائلة.

ويزور شتاينماير اليابان برفقة زوجته إلكه بودنبندر وسيتوجهان بعد ذلك إلى كوريا الجنوبية وذلك بالتوازي مع زيارة المستشار أولاف شولتس للعاصمة الصينية بكين يوم الجمعة المقبل.

كان شولتس زار اليابان في العام الحالي.

وسيلعب الظهور المتنامي للقوة العظمى، الصين، دورا أيضا في جولة شتاينماير، ويسعى الرئيس الألماني إلى تعميق الشراكة مع دول آسيوية لها قيم مشابهة للقيم الألمانية. ولهذا السبب قام شتاينماير بزيارة إلى كل من سنغافورة واندونيسيا في الصيف الماضي.

ووجه شتاينماير الشكر إلى اليابان على "موقفها الواضح" حيال الحرب الروسية على أوكرانيا وعمليات التصويت في الأمم المتحدة مشيرا إلى أنه لم تعد هناك حدودا إقليمية لأي صراع في ظل عالم متعولم " فالتداعيات محسوسة عالميا" وساق شتاينماير مثالا على ذلك بالصعوبات الاقتصادية ونقص المواد الغذائية وأسعار الطاقة المرتفعة، وقال إن هذا ينطبق على اليابان أيضا.

وأكد شتاينماير وكيشيدا على العلاقات الوثيقة بين البلدين، وقال كيشيدا إن " أهمية القيم الأساسية المشتركة التي تربطنا لم تكن طوال تاريخ العلاقات اليابانية الألمانية لمدة 160 عاما، بهذه الدرجة من البروز كما هي اليوم حيث يقف المجتمع الدولي عند مفترق طرق مع هجوم روسيا على أوكرانيا".

وبدوره أكد شتاينماير أن "الثقة بين النظامين الديمقراطيين المتحدين في تصوراتهما الخاصة بالقيم، تعتبر في هذه الأوقات ضرورية بشكل نادر الحدوث".

كان شتاينماير أعلن في وقت سابق أن أحد أهم الدروس المستفادة من الهجوم الروسي على أوكرانيا هو " أننا يجب علينا مستقبلا أن نمنع الاعتماد أحادي الجانب حيثما أمكن هذا وأن نوسع نطاق علاقاتنا مع شركاء يشاطروننا قيمنا".

وقال شتاينماير:" وكذلك سنعيد توازن العلاقات في جنوب شرق آسيا أيضا" مشيرا إلى أن ألمانيا يمكنها أن تتعلم من اليابان وكوريا الجنوبية سياسيا واقتصاديا في التعامل مع مطالبة الصين بالسيادة.

وبدأ الرئيس الألماني اليوم زيارة إلى اليابان تستغرق ثلاثة أيام.

ومن المقرر أن يستقبل الإمبراطور الياباني ناروهيتو شتاينماير يوم غد الأربعاء برفقة زوجته إلكه بودنبندر.

ويرافق شتاينماير وفد تجاري إلى اليابان.

ويقال إن شتاينماير يريد أيضا مناقشة الوضع الأمني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والتحدي الذي تشكله الصين بشكل متزايد.