تشييع جنازة مبدع ثلاثية «العار» و«الكيف» و«جرى الوحوش» من السيدة نفيسة.. ووزيرة الثقافة تتقدم المشيعين
ودعت السينما المصرية والعربية أحد كبار مخرجيها ومبدعيها، وهو المخرج الكبير على عبدالخالق الذى توفى مساء أمس عن عمر يناهز 78 عاما متأثرا بمرض السرطان، وقد شيعت الجنازة عقب صلاة ظهر اليوم من مسجد السيدة نفيسة، وتم دفنه بمقابر الأسرة بطريق الفيوم، فيما يقام العزاء غدا بمسجد الحامدية الشاذلية.
حرص على حضور الجنازة مجموعة من السينمائيين والفنانين، يتقدمهم وزيرة الثقافة نيڤين الكيلانى، وأشرف زكى نقيب المهن التمثيلية، ونهال عنبر، ومحمد رياض، وطارق النهرى، والمخرج خالد جلال، والمخرج أشرف فايق.
عاشت السينما المصرية رحلة طويلة مع إبداع المخرج الراحل، وقدم خلال مسيرته الفنية التى امتدت على مدى أكثر من 50 عاما، أعمالا خالدة بخصوصية رسائلها الاجتماعية والفكرية، ورؤيتها ومحتواها التى شكلت عالما كاملا اقتربت من 55 عملا منها 37 فيلما روائيا طويلا، و7 أفلام قصيرة، و10 مسلسلات.
واستهل على عبدالخالق ابن جماعة السينما الجديدة التى نشأت فى ستينيات القرن الماضى، مسيرته فى الإخراج بتقديم الأفلام التسجيلية ومن أشهرها «أنشودة الوداع»، الذى حصد العديد من الجوائز الدولية من مهرجانات الأفلام التسجيلية والقصيرة، ومنها الجائزة الثانية من مهرجان «ليبزج» السينمائى بألمانيا، كما حصل فيلمه «السويس مدينتى» على الجائزة الأولى من مهرجان وزارة الثقافة الأول للأفلام التسجيلية عام 1970.
قدم الراحل على عبدالخالق، أول أفلامه الروائية الطويلة عام 1972 بعنوان «أغنية على الممر»، وحقق نجاحا جماهيريا كبيرا، وحصل على الجائزة الثانية من «مهرجان كارلوفى فارى السينمائى الدولى»، جائزة من مهرجان طشقند السينمائى وفى نهاية السبعينيات أخرج العديد من الأعمال المميزة منها «مسافر بلا طريق»، و«الأبالسة»، شكل خلال فترة الثمانينيات ثنائيا ناجحا مع المؤلف محمود أبو زيد فى عدة أفلام سينمائية ناجحة طرحت مفاهيم الحلال والحرام، وصراع العلم والدين، وسيادة قيم الفهلوة والاستهلاكية، مثل «العار»، «الكيف»، «جرى الوحوش»، «البيضة والحجر».
كما قدم أفلامًا أخرى متميزة فى اتجاهاتها الفنية منها: الحب وحده لا يكفى، وبئر الخيانة، أربعة فى مهمة رسمية، والسادة المرتشون، وإعدام ميت ويوم الكرامة، واغتصاب، وشادر السمك، والحقونا، ظاظا، راندفو، النمس، بونو بونو، الإمبراطورة، يمين طلاق، صيد الحيتان، بيت بلا حنان، عذاب الحب، وضاع حبى هناك، إنهم يسرقون عمرى، بنات إبليس،، مدافن مفروشة للإيجار، الحناكيش، الوحل،، درب الرهبة، المزاج، خادمة ولكن، الناجون من النار، عتبة الستات، الجنتل، الكافير.
وبداية من التسعينيات قل عدد الأفلام التى قام بإخراجها عبدالخالق ليتجه مع بداية الألفينات للدراما التليفزيونية، ويقدم عدة مسلسلات منها: نجمة الجماهير 2003، البوابة الثانية 2009.، بعد الضياع، أصحاب المقام الرفيع، أحلامنا الحلوة، وأولاد عزام.
وكان المخرج الراحل على عبدالخالق، قد كشف قبل وفاته سبب اعتزاله مجال الإخراج، وقال إنه «لا يعمل منذ 10 سنوات، ولا يفكر فى العودة لأسباب عديدة فى مقدمتها الظروف المتعلقة بعملية الإنتاج».