لماذا يقفون ضد إرادة الله.. ماذا قالت إسرائيل في أول أفلامها عن أكتوبر عام 1974؟ - بوابة الشروق
الخميس 30 نوفمبر 2023 12:38 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لماذا يقفون ضد إرادة الله.. ماذا قالت إسرائيل في أول أفلامها عن أكتوبر عام 1974؟

promised lands
promised lands
الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الثلاثاء 3 أكتوبر 2023 - 10:26 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 3 أكتوبر 2023 - 10:26 ص

يشغل صناع السينما منذ نصر أكتوبر "ماذا سوف تقدم السينما المصرية عن الانتصار وعن الحرب مع القوات الإسرائيلية؟"، واشتعل هذا الجدل على صفحات المجلات في عام 1974 عندما عُرض عالمياً أول فيلم إسرائيلي على الإطلاق عن حرب أكتوبر بعنوان "promised lands" للمخرجة الأمريكية سوزان سونتاج.

كتب الناقد المصري الكبير سمير فريد مقالاً في مجلة البيان الكويتية، في سبتمبر 1974، مهاجماً عدم ظهور فيلم مصري بمواصفات عالمية لكي يكون صوتاً خارجياً يروي حكايتنا، وبدلاً من ذلك ظهر أول فيلم إسرائيلي عن الحرب، من إخراج واحدة من أهم مخرجات هوليوود، وقال فريد: "إن من حق الشهداء علينا أن نتحدث إلى العالم عنهم ولا نترك دماءهم تهدر في الأفلام الصهيونية".

ماذا قال أول فيلم إسرائيلي عن أكتوبر؟

أشار فريد في مقاله، إلى أن اختيار مخرجة أمريكية لصناعة الفيلم هو اختيار ذكي للغاية، لأنه بذلك يقترب من ناحية إلى الجمهور الأمريكي، ويؤثر على الرأي العام الدولي الذي بدأ ينحاز إلى العرب لأول مرة بعد حرب أكتوبر، ومن ناحية أخرى يستخدمون حيلة قديمة جداً، وهي "أن تجعل الآخرين يقولون بالنيابة عنك فتقترب وجهة نظرك بصورة ما من درجات الموضوعية"، وقد اختار صناع العمل انطلاق عرضه يوم 6 يونيو، في إسقاط واضح على ذكرى انتصارهم عام 1967.

وتظهر نوايا الفيلم من اسمه "الأراضي الموعودة"، حيث يقول فريد: "الفيلم واضح من عنوانه فهو لا يقول الأرض وإنما الأراضي، وهو كغيره من الأفلام التي تمتليء بالأكاذيب والمغالطات والغباء والبلادة، حيث يبدأ الفيلم بتصوير المعابد والكنائس والمساجد في القدس، قائلا إنها ملتقى الأديان ولكنه لا يقول عن القدس، ثم يصور سفراء العالم يتوافدون على مقابر ضحايا النازية ولكنه لا يقول من الذي قتل أولئك اليهود، وما علاقة العرب بالأمر، ثم يصور البدو الرحل من رعاة الغنم في الصحراء على أغنية حزينة لفريد الأطرش ولكنه لا يقول من يمثل هذا الشخص من العرب".

يفتتح الفيلم بلقطات وثائقية أيضاً من حرب أكتوبر مصحوبة بعبارات: "لقد وعد الله اليهود بهذه الأراضي فمن الذي يقف ضد إرادة الله"، وفي مشهد آخر يقول جندي إسرائيلي على الجبهة: "من الرائع أن أكون هنا نحن عائلة واحدة إنني أشعر بالأمان تماماً أنا لا أقاتل لأن هناك من يأمرني بالقتال وإنما لأننا يجب أن لا نهزم".

وفي مشهد آخر، تتحدث شخصية أخرى في الفيلم "كاتب"، ويقول: "الصهيونية هي الإجابة على ألفي سنة من عذاب اليهود في العالم، والعرب يملكون صحاري واسعة في كل بلادهم، ومع ذلك يقاتلون من أجل طردنا من أراضينا الموعودة بدلا من أن يعمروا هذه الصحاري".

واستعرض الفيلم تاريخ إسرائيل من عام 1948، ويركز على تصوير البدو الرحل، وينتقل بين مشاهد مختلفة، من إعلان معلق على أحد الجدران للفيلم المصري "نساء الليل" ثم يعود مرة أخرى إلى شخصية الكاتب، الذي يقول: "إن فلسطين سوف تكون مثل الأندلس بالنسبة للعرب، وأن العرب امتداد للنزعة اللاسامية في أوروبا، وعدائهم لنا قديم منذ أيام الرسوم"، وينتهي الفيلم بدعوة إلى السلام، من خلال مشهد طويل من أطول مشاهد الفيلم، وفق ما قاله فريد، تظهر فيه الأمهات والأرامل "يولولون" على ضحايا الحرب في المقابر، ثم لقطات طويلة للدبابات وهي تتحرك للاستعداد للقتال، وعلى شريط الصوت صوت بكاء الأمهات، وكأن إسرائيل تضطر للقتال.

ختم فريد كلامه: "نريد أفلاماً سياسية نرد بها على الصهيونية ونوضح وجهة النظر العربية في الحرب والسلام، نريد أفلاما تصلح للعرض في الداخل كما تصلح للعرض في الخارج، لأن وجهة نظرنا ليست ملفقة وإنما تقوم على الحق التاريخي، لا نحتاج أفلاما تتأمل ما حدث أو تحكي قصصاً، ولكن نحتاج أفلاما سياسية تحلل وتؤرخ وتوثق الماضي والحاضر".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك