ظهرت بالصحراء.. وكيل الزراعة بالمنيا: جار دراسة كيفية الاستفادة من بحيرة البهنسا - بوابة الشروق
الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 11:32 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

ظهرت بالصحراء.. وكيل الزراعة بالمنيا: جار دراسة كيفية الاستفادة من بحيرة البهنسا

ماهر عبد الصبور
نشر في: الإثنين 8 سبتمبر 2025 - 3:33 م | آخر تحديث: الإثنين 8 سبتمبر 2025 - 3:34 م

- البُحيرة لا تصلح للاستخدام البشري.. ونسبة الملوحة بالمياه مرتفعة جدا

صرح المهندس محمد أمين وكيل وزارة الزراعة بالمنيا، بأن ظهور بحيرة بقرية البهنسا في مركز بني مزار؛ هو نتيجة تجمع المياه الجوفية في منطقة حفر محجر رملي قديم، وتركه الأهالي لظهور تسريبات المياه.

وأضاف وكيل وزارة الزراعة، لـ"الشروق"، أن تشكيل هذه البركة من المياه هو نتيجة طبيعية لانخفاض هذه البقعة انخفاضًا كبيرًا عن المناطق المحيطة، إذ كانت هذه القطعة من الأرض تُستغل كمحجر رملي كبير حفرته المعدات الثقيلة منذ عشرات السنين، وبدأت بتجمعات مياه لا يتعدى عمقها متر، ثم ازدادت لتصل إلى عمق حوالي 20 مترا في مناطق الحفر وسط الصخور، مؤكدا أنه جارٍ دراسة كيفية السيطرة عليها والاستفادة منها.

وعن استغلالها في الثروة السمكية أو الاستزراع السمكي، أوضح وكيل زراعة المنيا، أنها تحتاج إلى مجهودات كبيرة لعمل صرف لها لأن من شروط المزارع السمكية الصحية وجود تصريف مياه المزرعة.

ومن جهته، قال حسين عبدالرحمن أبو صدام، نقيب الفلاحين، إنه من سكان المنطقة ويملك أراضي زراعية قريبة من المكان، موضحًا أن طبيعة الأراضي الصحراوية غرب البهنسا معروفة بأنها تحوي مياها جوفية كثيرة، غالبًا ما تكون مسربة من مياه البحر اليوسفي، وهي مياه عذبة من نهر النيل تسربت عبر الشقوق الطبيعية بين الصخور، ثم ملحت نتيجة اختلاطها بالأملاح الموجودة في التربة الصحراوية المالحة.

وأشار نقيب الفلاحين، لـ"الشروق"، إلى أن معظم مزارعي منطقة غرب البهنسا شرق الطريق الصحراوي مصر – أسيوط الغربي، يقومون بحفر بئر عادية بكسر الصخور وتتدفق المياه على بُعد أمتار قليلة من سطح الأرض، ويضعون ماكينة ري عليها، ويروون محاصيلهم من البئر الذي لا تنضب مياهها لكثرة المياه الجوفية.

وأكد أبو صدام، أن هذه البركة ظهرت منذ سنوات بعد أن هجر أصحاب المحجر المكان نتيجة لتدفق المياه الجوفية، وزراعة المناطق المحيطة به؛ مما زاد من وتيرة تجمع المياه التي ازدادت ملوحتها نتيجة وقوف الماء وعدم وجود تصريف له من أي جهة، بالإضافة إلى زيادة منسوبة بعد تسرب كميات أخرى من المياه بسبب زراعة مساحات كبيرة حول المنطقة.

وشدد أبو صدام، على أن البركة مثلها مثل أي بركة مياه يمكن ردمها فيما بعد، لافتًا إلى وجود بركة أخرى في المنطقة لكنها تقلصت نتيجة ردم الأهالي لمعظمها جنوب شرق هذه البركة، وتقع أمام نفق البهنسا شرق الطريق الصحراوي الغربي بالقرب من صوامع الغلال.

وقال حسن الجلاد، أحد أهالي قرية البهنسا، إن مياه البحيرة تزداد يوميا، وتشكل خطرا على الأهالي، ولا بد من منع نزول الأهالي إليها للاستحمام، إذ تسببت الأسبوع الماضي في غرق شابين، ومن الممكن استغلالها كمزار سياحي، خاصة أن قرية البهنسا بها آثار إسلامية وقبطية كثيرة، ويطلق عليها "البقيع الثاني".

وأعلنت المهندسة إكرام محمود رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة بني مزار، أن المركز استقبل اليوم الاثنين الدكتور محمد محمود أبوزيد نائب محافظ المنيا؛ لبحث موضوع مستنقع مياه البهنسا، يرافقه إبراهيم صابر رئيس الوحدة المحلية بصندفا وسكرتير الوحدة حمدي الزاوي.

وأكدت أنه تفقد مكان البحيرة، وحذر الأهالي من استخدامها في الاستحمام؛ خوفا من حوادث الغرق، لأن المياه تزداد في المنخفض، وتشكل خطرا على الأطفال والأهالي.

- وزارة الزراعة توفد لجنة لبحث ظهور البحيرة

وصرح مصدر مسئول بمديرية الزراعة بالمنيا، أن وزارة الزراعة أرسلت لجنة مكونة من الدكتور صلاح الكرماني مدير أبحاث المياه بالقاهرة، والدكتور سيد عناني بمعهد بحوث الصرف؛ للوقوف على حقيقة ظهور بحيرة بقرية البهنسا مركز بني مزار، ومعرفة مصدر المياه، ودراسة إمكانية السيطرة على الموقف.

وأوضح المهندس محمد أمين وكيل وزارة الزراعة، أن اللجنة مرت على قرية البهنسا؛ لأن البحيرة تقع وسط الصحراء الغربية، وعلى مسافة حوالي 9 كيلومترات عن قرية البهنسا، وبالمعاينة تبين من التقرير المبدئي أن المياه عبارة عن صرف زراعي، وشدة ملوحتها تصل إلى 8300 درجة.

وبين أن اللجنة أخذت عينات من المياه والتربة؛ لتحليها بمركز البحوث الزراعية بالقاهرة، وجرى عمل مسح كامل وشامل للمنطقة، والمساحة الإجمالية حاليا للبحيرة حوالي 37.5 فدان.

وكشف حسن الجلاد عضو مجلس محلي سابق، وأحد أعضاء اللجنة الشعبية الذين استقبلوا اللجنة وابن مركز بني مزار، أن هذه البحيرة لابد من السيطرة عليها بسرعة، خاصة أنها تبعد حوالي 50 مترا من شريط السكة الحديد الغربي؛ مما يمثل خطرا كبيرا على مشروع السكة الحديد.

- البحيرة غير صالحة لاستخدام البشر

وأعلنت محافظة المنيا، أنها رصدت التجمع المائي في منخفض صحراوي بمنطقة البهنسا، وأخذت الجهات المختصة، عينات من المياه لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة، والتي كشفت عن الطبيعة الحقيقية لهذه الظاهرة.

وأوضحت المحافظة، أن نتائج التحاليل جاءت لتضع حدًا للتكهنات، مؤكدة أن المياه ناتجة عن تسريبات جيولوجية طبيعية، وأظهرت التحاليل أن المياه تحتوي على نسبة ملوحة مرتفعة جدًا؛ ما يجعلها غير صالحة تمامًا للاستخدام سواء للبشر، الحيوانات، أو الزراعة.

وأشارت إلى أن التجمع المائي لا يمثل أي خطورة في حد ذاته، ولكنه لا يصلح لأي غرض من الأغراض.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك