أعادت الأزمة العنيفة بين محمد صلاح نجم ليفربول وقائد منتخب مصر مع آرني سلوت، المدير الفني للفريق الإنجليزي ذكريات التاريخ الأسود بين نجوم الكرة المصرية ومدربي هولندا.
صرخ صلاح في وجه سلوت اعتراضا على جلوسه بديلا في ثلاث مباريات متتالية بالدوري الإنجليزي الممتاز، قائلا "لا أستحق ذلك، ولا أحتاج للكفاح لإثبات جدارتي بالمشاركة أساسيا، لأنني قدمت الكثير لهذا النادي".
ولم يكتف هداف ليفربول في آخر ثماني سنوات منذ انتقاله من روما بذلك، بل أحرج إدارة النادي الإنجليزي بقوله "أشعر بأنه تم إلقائي تحت الحافلة، وأن هناك من لا يريد وجودي في هذا النادي، أرجو فقط أن تلتزم الإدارة بالوعود الكثيرة لي قبل انطلاق منافسات الموسم الجاري".
وجاء رد النادي الإنجليزي وسلوت قويا باستبعاد صلاح من مواجهة ليفربول وإنتر ميلان، غدا الثلاثاء، في دوري أبطال أوروبا، مع تكهنات من وسائل إعلام بريطانية بأن النجم المصري سيتم استبعاده أيضا من مواجهة برايتون، في الدوري الإنجليزي، الأخيرة له قبل السفر للمشاركة في كأس أمم أفريقيا بالمغرب، رغم تصريحه بأنه وجه الدعوة لوالدته لحضور المباراة.
لكن قبل أزمة صلاح وسلوت، هناك تاريخ أسود من المشاكل العنيفة بين نجوم الكرة المصرية ومدربي هولندا، يستعرضها الشروق في هذا التقرير.
ميدو والفيراري

دخل أحمد حسام ميدو نجم الزمالك السابق في خلافات حادة مع الهولندي رونالد كومان، أثناء عملهما سويا في نادي أياكس أمستردام.
انتقل ميدو إلى توتنهام في 2001 قادما من جينك البلجيكي، وتوهج خلال أول موسمين، واستطاع رفقة السويدي زلاتان إبراهيموفيتش قيادة الفريق للفوز بالدوري الهولندي وكأس هولندا والسوبر المحلي.
وبدأت الخلافات بين ميدو وكومان خلال موسم 2002-2003، بسبب إصرار المدير الفني الهولندي على إشراك النجم المصري في مركز الجناح بدلا من رأس الحربة الصريح، ودخلا في خلافات لفظية علنية انتهت برحيل ميدو معارا إلى سيلتا فيجو الإسباني في يناير 2003.
تألق ميدو مع سيلتا فيجو على مدار ستة أشهر، ولكن بعد عودته إلى أياكس، قرر الرحيل بسبب استمرار كومان، لينتقل إلى مارسيليا الفرنسي مقابل 12 مليون يورو.
وطرح ميدو قصة من الكواليس عن خلافاته مع كومان، قائلا "المدرب الهولندي كان معترضا على قرار شاب في سني بالذهاب إلى التدريب بسيارة فيراري، وقلت له (ملكش دعوة)".
مدرب مغيب

في موسم 2001-2002 خطف خالد بيبو نجم الأهلي الأضواء من الجميع ببصمة لا تنسى، حيث سجل ثلاثية هاتريك في مرمى صن داونز ليتوج المارد الأحمر بلقب دوري أبطال أفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه والأولى بعد غياب طويل دام 14 عاما.
وبعد أشهر قليلة، ترك "بيبو" البصمة الأهم والأقوى في مسيرته بتسجيله سوبر هاتريك في الفوز على الزمالك بنتيجة 6-1 في الدور الثاني لبطولة الدوري.
ولكن بعد رحيل المدرب البرتغالي مانويل جوزيه، والتعاقد مع الهولندي جو بونفرير، انهار مستوى "بيبو" بشكل كبير في الموسم التالي 2002-2003، وخرج من حسابات المدرب الهولندي الذي قام بتوبيخه بسبب التراخي في إحدى الحصصة التدريبية، وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام حينها.
وبعد سنوات طويلة من رحيل بونفرير، خرج بيبو في تصريحات لوسائل الإعلام يصف فيها جو بونفرير بأنه "مدرب مغيب" وأن خطته كانت السبب في الخسارة 1-3 أمام الزمالك في الدور الثاني للموسم الذي انتهى بصدمة قاسية بضياع لقب الدوري في آخر جولة بعد الخسارة أمام إنبي بهدف سيد عبد النعيم.
قميص غالي

كان حسام غالي، نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق، بطلا لأزمة أخرى كان طرفها الثاني مدرب هولندي، وذلك عندما قرر مارتن يول استبداله خلال مباراة توتنهام ضد بلاكبيرن روفرز في الدوري الإنجليزي.
اعترض غالي بشدة على قرار الهولندي يول، وخلع قميص توتنهام، وألقاه في اتجاه المدرب، وأشار لجماهير الفريق اللندني بأن علاقته بالنادي انتهت في مايو 2007، ولكنه اعتذر عما فعله، وبقى بلا مشاركة حتى انتقاله معارا إلى ديربي كاونتي في يناير 2008.
رحل مارتن يول عن جدران توتنهام، واستمر غالي، ولكن جماهير النادي لم تنس ما حدث، وعندما حاول هاري ريدناب مدرب الفريق إشراك غالي في مباراة أمام ويجان بكأس إنجلترا في يناير 2009، لكن جماهير النادي اللندني أطلقت صافرات الاستهجان ضد غالي، لينتهي الأمر برحيله إلى النصر السعودي.
ثلاجة إكرامي

"نعتمد على حارس مرمى إذا سددت عليه ثلاجة ستدخل الشباك" هذا التصريح كان عنوان لأزمة جديدة لمارتن يول مع نجم مصري، وذلك في انتقاده لشريف إكرامي حارس مرمى الأهلي بعد الخسارة أمام أسيك أبيدجان في دوري أبطال أفريقيا عام 2016.
تسبب هذا التصريح في شرخ كبير بين يول وإكرامي الذي ابتعد عن المشاركة في المباريات، ودفع المدرب الهولندي إدارة الأهلي بالتعاقد مع محمد الشناوي في صيف 2016 قادما من بتروجت.
ورغم رحيل مارتن يول سريعا عن الأهلي في صيف نفس العام، لكن كلماته بشأن إكرامي تسببت في هزة نفسية لحارس الأهلي الذي خسر مكانه بعد عام واحد فقط ليبقى الشناوي حارسا أساسيا للأهلي منذ أواخر عام 2017 حتى الآن.