اغتيال إبراهيم النابلسي.. حماقة إسرائيلية تنذر بإشعال فتيل التصعيد بعد هدنة غزة - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:37 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اغتيال إبراهيم النابلسي.. حماقة إسرائيلية تنذر بإشعال فتيل التصعيد بعد هدنة غزة

أحمد علاء
نشر في: الثلاثاء 9 أغسطس 2022 - 3:28 م | آخر تحديث: الثلاثاء 9 أغسطس 2022 - 3:31 م

بعد أقل من 48 ساعة من هدنة تم التوصل إليها في قطاع غزة بجهود مصرية، أوقفت عدوانا إسرائيليا على القطاع، عاود الاحتلال ممارساته الاستفزازية عبر عملية عسكرية عنيفة ارتكبها فجر اليوم الثلاثاء.

• العدوان في فجر الثلاثاء

العملية العدائية التي نفذها جيش الاحتلال، استهدفت على وجه التحديد المقاوم إبراهيم النابلسي، وهو شاب وضعه الاحتلال على قائمة المستهدفين في نابلس، وحاول اغتياله أو اعتقاله في أكثر من مناسبة خلال الأسابيع الماضية.

وتقدمت قوة خاصة، حاصرت المكان منذ ساعات الفجر، وتنبهت لها كتيبة نابلس؛ لكن التعزيزات الإسرائيلية التي وصلت، حالت دون استمرار حصار القوة الخاصة للاحتلال.

• إبراهيم النابلسي المطلوب رقم 1

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن ما أسماها "قوة خاصة" اغتالت المطلوب رقم 1 لجيش الاحتلال في منطقة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، وهو المقاوم إبراهيم النابلسي.

وقال متحدث عسكري إسرائيلي: "قوة خاصة من وحدة يمام حاصرت المنزل الذي يتحصن فيه المطارد إبراهيم النابلسي فجر اليوم وتمكنت من اغتياله واغتيال مطارد آخر معه بعد اشتباكات عنيفة"، في حين أُعلن عن إصابة العشرات بنيران الجيش.

• وصية الشهيد
وأظهرت صور أن قوات الاحتلال قصفت المنزل الذي كان يتحصن فيه إبراهيم، الذي استبق بدوره عملية استشهاده بنشر رسالة صوتية، عبر فيها عن حبه الشديد لوالدته وأوصى فيها بالدفاع عن الوطن "فلسطين".

• احتفاء إسرائيلي

وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عمر بارليف: "مثلما عملنا في غزة مؤخرا ونابلس اليوم سنستمر بهذه الطريقة في أي زمان ومكان".

وأضاف: "مستمرون في المبادرة لاستهداف أي إرهابي ينفذ أو يخطط لتنفيذ هجمات"، على حد تعبيره.

• الرئاسة الفلسطينية.. تنديد وهجوم

في المقابل، قالت الرئاسة الفلسطينية إن الحكومة الإسرائيلية غير معنية بتحقيق الهدوء والاستقرار وتعمل على استباحة الدم الفلسطيني.

ودعت القوى الوطنية ببيت لحم للإضراب والحداد احتجاجا على اغتيال شهداء نابلس، ولتصعيد المواجهة على نقاط التماس.

• فتح تنعى شهيدها

حركة "فتح" نعت الشهداء إبراهيم النابلسي، وإسلام صبوح، وحسين طه، الذين ارتقوا برصاص جيش الاحتلال .

وقالت الحركة: "إننا في حركة فتح ماضون في مقاومتنا الوطنية، وفي مواجهة الموت بالحياة، والهدم بالبناء، راسخون على الكفاح الوطني، مستمرون في المواجهة والتحدي رغم كل استهداف يهدف إلى النيل من عزيمتنا، وسنبقى ملتحمين بشعبنا، متمسكين بمبادئنا وإيماننا الراسخ بحتمية النضال المستمر حتى النصر وانتزاع الحرية والاستقلال".

• حماس.. اشتباك مستمر

بدوره، قال الناطق باسم حركة المقاومة الفلسطينية "حماس": "من الواضح أننا في مرحلة جديدة من الصراع ضد الاحتلال عنوانها الاشتباك المستمر في مدن الضفة".

كما نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين شهداء نابلس، مؤكدة أن دماء الشهداء لن تذهب هدرا.

• عملية إسرائيلية.. حماقة واستفزاز

أثارت العملية العدوانية الإسرائيلية، استفزازا على كل الأصعدة، حيث اصطف آلاف الفلسطينيين أمام المستشفى الذي نُقل إليه النابلسي مع رفيقه الشهيدين أيضا، ومن هناك تحركت حشود شعبية وهي تزف الشهداء إلى مثواها الأخير.

توقيت العملية الإسرائيلية أثار تساؤلات عما يمكن أن تسفر عن الأيام المقبلة، لا سيّما أنها تلي مباشرة ما يمكن اعتبارها "حربا خاطفة" على قطاع غزة، انتهت بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار، عبر جهود مصرية دؤوبة، حازت على تقدير دولي واسع.

توجهت الأنظار سريعا إلى الرد المحتمل على حركة الجهاد، التي - للإشارة - كانت قد توعدت بردٍ على أي حماقة إسرائيلية قد ترتكب ضد الشعب الفلسطينيين عقب وقف إطلاق النار.

• رد الجهاد على اغتيال إبراهيم النابلسي

ردت حركة الجهاد الإسلامي بإصدارها بيانا قالت فيه إن "الاحتلال الإسرائيلي ما زال يمارس إجرامه بحق أبناء الشعب الفلسطيني على هذه الأرض المباركة، ويرتكب حماقة جديدة في عدوانه على مدينة نابلس بالضفة المحتلة".

وقال المتحدث الإعلامي باسم حركة الجهاد في الضفة الغربية طارق عز الدين: "لا عذر لأحد بعد اليوم، ما يجري في نابلس جبل النار تظهر أن الاحتلال لن يترك شعبنا ومقاومتنا، وسيمارس إجرامه بأبشع صوره اذا تم تمرير ما يقوم به".

وأضاف في بيان: "اليوم نحن أمام سياسة جديدة وتصعيد خطير من قبل قوات الاحتلال يتوجب منا الوقوف وقفة جدية وحقيقية لصد هذا العدوان، ومطالبون بكل أطياف شعبنا الفلسطيني المقاوم أن نتصدى لقوات الاحتلال وأن نرفع وتيرة المقاومة وتدفيع الاحتلال الثمن على هذه الجرائم".

وتابع: "الاحتلال الصهيوني يستبيح الدماء الفلسطينية ويوغل بإجرامه بطريقة غير مسبوقة بحق شعبنا في غزة والضفة والقدس".

وأكمل: "نحن شعب واحد والمحتل يحتل أرضنا جميعاً ولا يفرق بين فصيل وآخر أو بلد آخر، ويستهدف الشعب الفلسطيني بأكمله، وهذا يتوجب منا توحيد الصفوف والرد على هذه الجرائم.. ما يجري في نابلس من عدوان يحتاج ثورة شعبية وعسكرية من الكل".

• دلالات العملية

يقول الدكتور أيمن الرقب القيادي في حركة فتح وأستاذ العلوم السياسية، إن الصراع السياسي الذي يجمع بين بيني جانتس ولبيد يقع على حساب الدم الفلسطيني.

ويضيف في تصريحات لـ"الشروق"، أن ما جرى بحق إبراهيم النابلسي جريمة بكل معنى الكلمة من قبل الاحتلال الساعي لتصفية كل ما هو فلسطيني.

ويتابع: "الدم الفلسطيني مباح من غزة إلى نابلس إلى جنين إلى كل مكان يستطيع الاحتلال الوصول إليه".

ويذكر أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية انسحبت قبل عملية الاقتحام وتركت نابلس بكل مكوناتها للاحتلال ليفعل ما يريد.

ويوضح أن دخول قوات الاحتلال (وحدة يمام) جرى عبر التخفي بالزي العربي لحين الوصول والاشتباك مع المقاومين الشهداء، قبل وصول دعم من جيش الاحتلال.

ويُكمل: "فجر اليوم كان داميا كما كان فجر غزة وفجر فلسطين كل يوم.. قدرنا أن نعاني من هذا الاحتلال الذي تجرد من كل القيم، وللأسف الولايات المتحدة تقول إن إسرائيل من حقها الدفاع عن نفسها.. أي دفاع عن نفسها وهي تقتل الأطفال في غزة دون وجه حق.. وهي تقتحم أي مكان في فلسطين وتهين السلطة".

ويرى أنه لم يكن بمقدور الاحتلال أن يفعل ذلك قبل عام 2000 عندما كانت الأجهزة الأمنية تمنع دخول قوات الاحتلال.

ويستبعد الرقب، أن يكون هناك رد من قبل المقاومة الفلسطينية وتحديدا من حركة الجهاد الإسلامي (التي كانت مستهدفة بشكل كبير من قبل الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الأخير على قطاع غزة وأسفر عن ارتقاء 45 شهيدا، جلهم من المدنيين بما في ذلك من النساء والأطفال).

ويوضح أن الفترة المقبلة قد تشهد تنفيذ عمليات لكن بشكل فردي من الضغة الغربية (المحتلة) ضد أهداف إسرائيلية.

ويختم: "لا أعتقد أنه سيكون هناك رد فعل من قطاع غزة يعيد الحرب على القطاع مرة أخرى".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك